ثقافة

جمعية للنقاد والباحثين في اتحاد الفنانين التشكيليين

رافق النقد التشكيلي السوري مسيرة الفنون التشكيلية منذ البدايات الأولى لأعمال الرواد، ووثق في مراحل لاحقة لهذه الأعمال وقد أسهم مجموع الكتابات النقدية في تطوير الذائقة البصرية عموماً، والمساهمة في دفع التجارب الفنية الجديدة نحو تحقيق ذاتها المتفردة بين مجموع التجارب المحلية الأخرى، وبالتالي عززت مكانة المحترف السوري في محيطه العربي والعالمي، واستطاع النقد في مساهماته من تقويم وتطوير لغة خطابه الأدبي واشتقاق أدوات جديدة تتوافق وطبيعة الخطاب الإعلامي وأدواته، عبر الفضاء المرئي والمسموع، ومنه إلى الفضاء الافتراضي العالمي. وقد أسس عدد من النقاد الرواد في سورية لملامح نقدية تنتسب إلى الكيان النقدي التشكيلي السوري، المؤسس بدوره لمشروع بحثي أكاديمي في مجال الفنون،  وتعتبر مجلة الحياة التشكيلية عبر عقود مرت، من أهم المنابر التي تتميز بسوية ما ينشر فيها من أبحاث تخص الفن التشكيلي في سورية والبلدان العربية والعالمية، فضلاً عن نشرها لملفات تتناول الأعمال الآثارية التاريخية. ومواكبة المنتج التشكيلي السوري خلال سنوات طويلة عززتها الصفحات الثقافية في الصحف والدوريات السورية، ومنشورات بعض الاتحادات والنقابات، وصولا في النهاية إلى جسم إبداعي موازٍ ورديف للإبداع والثقافة الوطنية.
ولأهمية ذلك بادر اتحاد الفنانين التشكيليين باعتباره المنظمة الجامعة للفنانين التشكيليين، وبما يمثله كأسرة الفنانين الكبيرة والمنظمة لعملهم النقابي، بادر بالدعوة لتأسيس جمعية النقاد والباحثين التشكيليين في الاتحاد واتخذت الخطوة الأولى بقرار من مكتبه التنفيذي والدعوة لاجتماع تأسيسي يكون بمثابة النواة لتأسيس هذه الجمعية، التي ستكون الخطوة الأولى نحو تأسيس بقية الجمعيات المتخصصة في مختلف الاتجاهات الفنية التي يتضمنها الاتحاد، مثل جمعية للمصورين ومهندسي الديكور والحفارين الغرافيكيين والنحاتين أيضاً.
الاجتماع التأسيسي الأول ترأسه رئيس الاتحاد الدكتور إحسان العر الذي قدم الدكتور عفيف بهنسي ليكون الرئيس المقترح لهذه النواة التأسيسية، باعتبار الدكتور البهنسي أحد أهم أعلام النقد في سورية والوطن العربي، مما يمنح هذه الانطلاقة زخماً حقيقياً. ومعروف للجميع أن المكتبة العربية تحتفي بمؤلفاته الفنية والنقدية والتاريخية، وبما يمثله من ذاكرة وطنية غنية وهو الشخصية النقابية المعروفة التي أسهمت في وضع اللبنات الأولى لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، وساهمت في مسيرة العمل النقابي والتنظيمي لسنوات طويلة، فضلاً عن الدور التربوي والتنويري الذي قدمه الدكتور عفيف بهنسي من خلال أبحاثه الأكاديمية ومؤلفاته الفنية.
وتمت الموافقة في الاجتماع على إعلان جمعية النقاد والباحثين، ليصار إلى عقد الاجتماع الموسع  للهيئة العامة للجمعية التي تضم الكتاب والصحفيين والنقاد الفاعلين في الحركة التشكيلية، والذين أسهموا في اغنائها وتطوير منتجها، كما سيوصى باعتبار النقاد الراحلين هم من المؤسسين أمثال: خليل صفية وصلاح الدين محمد وطارق الشريف وعبد العزيز علون وغيرهم من تلك الأسماء التي أغنت وأسست للنقد التشكيلي.
ضم الاجتماع التأسيسي الذي عقد أول أمس عدد من النقاد والباحثين والفنانين الذين أسهموا في الاتجاه النقدي منهم: د. عفيف بهنسي- طلال معلا – سعد القاسم – غازي عانا – أديب مخزوم – عمار حسن – أنور الرحبي – أكسم طلاع – وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي وقد وجهت الدعوة لعدد من الأساتذة الجامعيين في كلية الفنون تعذر حضور البعض منهم.
ويعتبر الاتحاد  أن اجتماع الخلية التأسيسية الأولى لجمعية النقد التشكيلي،يمثل بداية عملية جديدة تدفع نحو رفع سوية التذوق الفني التشكيلي من خلال منابر الصحافة والإعلام التي تلقى على عاتقها المسؤولية الأهم في تطوير الوعي، وإرساء مفاهيم الجمال تعزيزاً لرسالة الفنون الحضارية في سورية التي تواجه الإرهاب الذي يمثل أبشع أدوات الجهل والقتل الآن، لتبقى بلدنا هي الجميلة والمنتصرة.

أكسم طلاع