ثقافة

علــى قيــد مجهــول!

راعفاً..
سحابٌ مزمعٌ على العبور
وئيداً
والمساء يكتئبُ بإصرار
وحدها جمرة الأفق
أسرعتْ إلى ما وراء التضاريس الشاحبة
لم تنتظر دائرةُ النار المخمّدة اكتمالَ الشغف
ولا الشفقُ استقرّ على لونها طويلاً
ولا أنا قادر -بعدُ-على تبيّنِ الملامح الغاصّة
للبيوت التي تتشبّث بالسفوح
وتتسلّق إلى الذرا المتبتّلة بخضرتها الكابية
ولا أنا عاجز عن تبصّرِ كائناتِ اليقين
تدور حائرة حول انتظارها العزيز
وتحطّ حول فقدها المرّ
وترسل إلى المَدَياتِ الغاشيةِ
زفراتٍتخشى أن تعود إليها
وتطلق إلى السماء القابضة
دعواتٍ لا تطيق ارتدادها بلا وفاض
لا يهمّ…
لم يعد يهمّ
سوى أن تأتي عصافير فجرٍآخر بتغريدة جديدة
سوى
أن تتدحرج دائرة القرميد المشعّة من الجهة الأخرى
-الوجه الآخر للعبة الكونيّة، والعملة القدريّة-
خوفَ أن تحجم عن ذلك
فقد تراودها جهات أخرى
أو يلهيها إلحاح قوم آخرين
في عربة دوّارة أخرى
عن أن تكون شاهدة
على ما يجري في حمانا
من شغبٍ لا ينتهي
الأهمّ أن تقول ما ترى
ما رأت عبر الدهور
وهذي العصور
كيلا يسجّل كلّ هذا الخراب
على قيد مجهول!!