ثقافة

في محاضرته حول صمود المقاومة والعمر الاقتصادي للكيان الصهيوني د. عبد الله: نحن نغفل الفكر الاقتصادي في المعركة

حاول الباحث د. نزار عبد الله في محاضرته حول صمود المقاومة في فلسطين المحتلة والعمر الاقتصادي لمشروع الكيان الصهيوني التي ألقاها أمس في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، والتي أدارها القاص أيمن الحسن إلقاء الضوء على جوانب هامة تغفل دوما عند الحديث عن الصراع مع الكيان الصهيوني، فتحدث بداية عن الكيان كمشروع قابل للسقوط عندما تصبح كلفته أكبر من منافعه للدول الاستعمارية، مشيراً إلى رفضه النظرية التي تقول بأن اللوبي الصهيوني هو من يحكم أمريكا، لأنه أي الكيان الصهيوني هو أحد  أدوات الاستعمار. وذكر المحاضر بعض التصريحات لمسؤولين غربيين تؤكد بأن وضع الكيان بدأ يتخلخل بفضل إنجازات المقاومة في لبنان عامي 2002 و2006 والتي انتصرت بقواتها المتواضعة على العدو الصهيوني، وأن غزة المحاصرة وبالرغم من أوضاعها الصعبة، إلا أنها صمدت، لافتا إلى أن الشعب العربي مستعد للعطاء، لكن الخطأ الكبير الذي تقع فيه الدول وحركات المقاومة هو إغفال دور الفكر الاقتصادي في المعركة، لأنها معركة اقتصادية بالدرجة الأولى، واليوم الكيان يطلب الهدنة ليستفيد من عامل الزمن عله يستطيع تدجين العرب، لأن قدراته البشرية والاقتصادية تتراجع، وإن نجح بذلك سيعود بقوة اقتصادية وعسكرية كبيرة، وفي هذا الجانب قدم عددا من الإحصائيات التي تعبّر عن الحالة التي يعيشها الإسرائيليون اليوم، ورغبة الكثيرين منهم بالهجرة من فلسطين.
تغيير بوصلة التبادل التجاري
ورأى عبد الله أن هناك تبديداً كبيراً للموارد البشرية والاقتصادية في بلدنا والعدو جاء لينهب ثرواتنا، فعلى سبيل المثال نحن نطرد الأدمغة من بلادنا ولا نوفر لها فرص عمل، لعدم إدراكنا بأن النصر بأقل التكاليف وبأسرع وقت لا يكون إلا بالاعتماد على جميع الكفاءات، ومن الخطوات المهمة التي يجب اتخاذها إن أردنا تحرير بلادنا، أن نتخلى عن السلع الاستهلاكية التي نستوردها، لأننا في حقيقة الأمر نعطي القوة لعدونا. من هنا علينا تغيير بوصلة التبادل التجاري، وأن نقاطع اقتصاديا كل الدول التي تدعم المشروع الصهيوني، ولايخفى على أحد أن الغرب فرض على الدول النامية أن تنتج المواد الخام من نفط وقطن وغيرها وتصدرها بأسعار رخيصة، ويتولى الغرب عملية التصنيع والتطور، لذا علينا أن نخفض إنتاج النفط، وألا نصدر المواد الخام، لأن خسارتنا في القيمة المضافة هائلة. ورأى عبد الله أن الشعب استفاق بعد الحرب المدمرة, فبعد أن كان هناك حراك متواضع في مرحلة النمو، قام العدو بحرفه عن مساره واستثمره بما يخدم أهدافه، وبما يخص بلدنا. كما تحدث عن أهمية برنامج الإصلاح الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد وأراد تطبيقه، والذي يتوجب علينا اليوم أن نضع حروفه الأولى إن أردنا تحقيق التطور والنمو مع أهمية التكاتف حول برنامج لتحرير الوطن العربي ودعم المقاومة.
ورأى د. إبراهيم زعرور في مداخلة أعقبت المحاضرة أن الكيان الصهيوني هو نتيجة لنشوء ونمو إمبراطورية عالمية هي الولايات المتحدة الأمريكية، وهو امتداد لهذا النظام العالمي ولحركة رأس المال من أجل السيطرة على مقدرات الوطن العربي والإسلامي. وأشار إلى حالة الاصطفاف الدولي التي حدثت بسبب الحالة غير المتوازنة على صعيد الدول الكبرى، لافتاً إلى أن مشكلتنا اليوم أننا ابتعدنا عن بوصلة القضية الأساسية فلسطين، كما ابتعدنا عن المشروع القومي وعن الديمقراطية وقبول الآخر. ومن وجهة نظره أن وجود الإمبراطورية الصهيونية في فلسطين سينتهي، لكننا نحتاج لوعي جماعي إلى جانب الإصلاح والتطوير.
وقدّم د. عمر ورد إضافة تتعلق بأهمية توطين تكنولوجيا تصنيع المواد الخام، وكذلك تكنولوجيا إنتاج الطاقة الكهربائية، خصوصا الطاقة المتجددة التي لايستطيع أحد حصارنا بها.
جلال نديم صالح