ثقافة

علــــــــــم وفــــــــن..

قال حكيم: فضل المعرفة، معرفة الرجل نفسه.. وأفضل العلم، وقوف المرء عند علمه.

ربما يحتاج الفصل ما بين العلم والفن إلى حالات استدلالية  في علاقتهما. وهنا، تبقى الرؤية الفنية حلقة وصل بينهما، فالعلم يستند أساساً إلى رؤية فنية ينتقل بعدها إلى حالة التجريب بأدوات تفضي إلى النتيجة.

ولكن ماذا يريد الفن؟، فالخطوط أو الاتجاهات تأخذ أشكالاً متعدّدة في اختراق الظلام، وهذه ظاهرة توليفية، وعزف على إيقاع العواطف والانطباعات.

فرسالتا الفن والعلم تقفان على ناصية واحدة، ولكن تبقى مهمّة الفن استفزازية في محاولة إيقاظ المخيلة على رؤى وأحلام. أما غاية العلم، فهي محاولة توليف الإيقاظ ضمن محددات عملية مترجمة إلى نصوص تختزل كل الأشكال وإعادة  تخصيبها.

إذاً توليف الإيقاظ، واستفزاز عقلي، وتخصيب الأشكال، مفردات تنقلنا إلى الحديث عن الاستكشاف المعرفي والاختراق الفني، وتطرح سؤالاً مشروعاً في تمايزهما ودرجة التأثير في مسيرة الحياة البشرية والتطور الإنساني.

ربما ذهب بعضهم في توصيف ذلك بالقول: إنّ جوهر العلم هو آخر فصول التاريخ البشري.

ولكن، يحقّ لنا أن نقول: إنّ جميع العناصر والمحددات التي تشكّل تكوين العمل الفني، تنبع أصلاً من وعي الإنسان وإدراكه. فيجد الفن مناخاً على بساط المعرفة لتسليط الضوء على منابع الالتقاء والتباين في تفاصيل يتعامل معها بلغة التفاعل الخلاق، واستكشاف أغوار النفس البشرية.

وهنا، يقول لك بعض أهل المعرفة والعلم: لقد حان الوقت للاستعانة بالفن كقيمة لا غنى عنها. فتولستوي، يرى في مفهوم الفنّ نشاطاً إبداعياً يسمح بنقل تجارب الآخرين عبر لغة العواطف في مخاطبة الوجدان الإنساني بأدوات تعكس الفكر السائد ووسائل تتناسب مع روح العصر.

ويبقى مفهوم الفن تنموياً ومتكئاً على البصر والبصيرة، ومهمّة ليست سهلة في تهذيب فكر الإنسان.

رائد خليل