ثقافة

“الحب والحرب” توثيق لحكايات المجتمع السوري في زمن الحرب

قدم العرض الأول للفيلم الوثائقي للمخرج وليم عبد الله “الحب والحرب” ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الأول في مدينة يبرود، هذا المهرجان الذي أعلنت فيه يبرود عودتها مدينة معافاة بعد سنوات قليلة من تحريرها من العصابات الإرهابية المسلحة, حيث اختتم المهرجان بعرض فيلم وثائقي يصور الحالات الإنسانية المضيئة، لقصص حب نشأت بين جنود من الجيش العربي السوري وفتيات من المناطق المحررة وانتهت بتكوين عائلة سعيدة, ماهر وغدير, إيمان وعلي, حيدرة وشروق, شباب من مناطق مختلفة من سورية خاضوا معركتهم في مواجهة قضايا كثيرة  وانتصروا, واجهوا التكفير بالسلاح والحب وكانوا نقطة مضيئة بحرب لونت سورية بالسواد, وإيصال صورتهم للعالم تطلب معركة مشابهة لمعركتهم، خاضها القائمون على الفيلم ليظهر للنور ويصبح أمراً واقعاً من حيث قلة التمويل وضعف الإمكانيات، ومجابهة ممن يرفض أن يرى الضوء في الظلام, إرادة من شباب وأصدقاء كانت السبب الرئيسي ليصل الفيلم للعرض على الشاشات, شباب من أهالي المدينة آمنوا بأهمية أن يظهر واقع الشعب السوري الحقيقي في مواجهة ما يقوله الآخرون عنا، وما تبثه وسائل الإعلام ضدنا من صور مزيفة, وهذا الشعب الذي كان حاضراً بقوة أثناء عرض الفيلم، والذي وامتلأت به قاعة المركز الثقافي في مدينة يبرود كان مفاجأة سعيدة للعاملين في الفيلم, حيث حضر أبطال الفيلم مع عائلاتهم وأهالي المدينة بردود فعل عفوية أثناء عرض الفيلم حيث كنت تسمع ضحكاتهم الفرحة وهمهماتهم الحزينة عند عرض المشاهد المتتابعة للفيلم، وأيضاً في الأسئلة القيّمة والموضوعية في النقاش الذي تلا العرض، حيث تحدث المخرج عن ظروف الإنتاج وعن أهمية الأفلام الوثائقية في إيصال الحقيقة عن هذه الحرب، وعن شجاعة أبطال الفيلم لإيمانهم بالحب وسط سعير جهنم الحرب, ناتالي الصغيرة ابنة علي وإيمان كانت منبهرة بالضوء المنبثق من شاشة العرض، تجلس في حضن أمها تتابع مايحصل حولها باستغراب، تبتسم بهدوء شديد وتناغي وتعبس كلما تغير مشهد في الفيلم, لا تعرف أن مستقبل سورية يعتمد على ابتسامتها، وأنها تحمل إرث والدها الذي لم يحضر العرض لوجوده على جبهات القتال, إرث متابعة مواجهة الظلام ليبقى مستقبل سورية مضيئاً كما ابتسامتها.

نسيبة مطلق