“الكتاب الناطق” أحدث إصدارات الهيئة العامة للكتاب
بعد تجربة إطلاق الكتاب الالكتروني الناطق للأطفال “مجلة أسامة”، وضعت وزارة الثقافة –الهيئة العامة للكتاب- بين أيدي قرائها والمستمعين مشروعها الجديد الذي عملت عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية وهو “الكتاب الناطق” رغبة منها بإيصال المعرفة بوجوهها كافة إلى المتلقي في سورية والوطن العربي.
وفي تصريح لمدير عام الهيئة العامة للكتاب د.ثائر زين الدين قال: تكلل نجاحنا من خلال كتابين متميزين: الأول ضم قرصين مدمجين احتوى أحدهما مختارات للشاعر العربي السوري سليمان العيسى بصوت الإعلامي جمال الجيش، إعداد شاعر الأطفال بيان الصفدي، واحتوى القرص الثاني (وهو هدية وزارة الثقافة لجمهورها الكريم) فيلماً مصوراً في بيت الشاعر وهو يقرأ قصائده ويعرض بعضاً من كتبه وصوره الشخصية. أما الكتاب الثاني فقد استلهم من التراث العربي القديم بحيث ضم القرص معظم قصائد ديوان عروة بن الورد الذي حققه ذات يوم الأديب السوري الشاعر الراحل عبد المعين الملوحي وطبعته وزارة الثقافة، وقمت أنا شخصياً بتسجيل الأشعار بصوتي.
وتتجلى أهمية هذين الكتابين بالإضافة إلى ما يحملانه من متعة وفائدة ومعرفة، في أن الهيئة العامة السورية للكتاب تتوجه من خلالهما إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وكثير من الشرائح التي تضررت بسبب الحرب التي نعيشها، كما أنها تيسر وصول المادة صوتياً عن طريق مسجلة أو كمبيوتر.
ثروة لغوية
بدوره أكد محمد قاسم مدير إحياء التراث العربي أن فكرة الكتاب الناطق أتت ليسد حاجة عند ذوي الاحتياجات الخاصة ويتمكنوا من الاستماع إليه في كل مكان، ونحن في مديرية إحياء التراث كانت خطواتنا الأولى في اختيار ديوان عروة بن الورد (من مطبوعات وزارة الثقافة عام 1966)، واختير هذا الشاعر الجاهلي الملقب بأمير الصعاليك لأن شعره يمثل ديباجة الشعر العربي العالي والرونق الصافي، والقيم الموجودة في نصه جميعها قيم النبل والشجاعة والكرامة، ويدعو إلى بعض الأفكار مثل اقتسام الثروة وما يمثل بذور الفكر الاشتراكي في شعر الصعاليك وفيه أيضاً دعوة إلى الحرية والتخلص من القيود الاجتماعية.
وعن التجارب اللاحقة يضيف قاسم: سنختار في المرة القادمة مطبوعات من وزارة الثقافة صادرة عام 1970 بعنوان حماسة بن شجري مطبوع في مجلدين، وفيه عيون من الشعر العربي الصافي الذي يمكن للمتلقي المثقف تكوين ثروة لغوية بمجرد الاستماع إليه.
تجربة رائدة
من جهته رأى مدير مديرية التأليف في الهيئة الأديب نذير جعفر: نوفر اليوم كتاباً حديثاً يُسمع بالنسبة لشرائح عديدة في المجتمع وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة ممن لا يستطيعون القراءة، فهناك طبيعة عمل بعض الناس لا تتيح لهم القراءة، والبعض الآخر من الشرائح يصعب عليهم التعامل مع الكتاب لذلك سهلنا لهم الطريقة وقدمنا لهم هذا الكتاب الناطق ليستمعوا إليه.
إنها التجربة الأولى في التعامل مع الكتاب الناطق ونأمل أن تتعزز التجربة باختيارات أوسع تلبي رغبات متعددة سواء في القصة أو الشعر، وأن تكون تجربة رائدة كونه عملاً فيه نوع من التعب الممتع والجميل، ولكن لا بد من المتابعة فيه، وأتمنى أن تأخذ هذه التجربة حقها سواء في صالات بيع الكتب أو من خلال الإعلام لنعرف صداها عند الناس.
نافذة
من جانبه اعتبر مدير مديرية الترجمة حسام الدين خضور أن تجربة الكتاب الناطق هي بمثابة النافذة الجديدة للهيئة لتوسيع دائرة توصيل الثقافة لأكبر جمهور ممكن، وأن هذا المشروع يلبي الحاجات الثقافية بمختلف الأجناس الأدبية ولمختلف الأعمار وكذلك لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أيضاً خطوة أولى نحو طريق طويل هو النشر الالكتروني (صوتاً وصورة) ولاسيما في ظل تراجع النشر الورقي أمام النشر الالكتروني، والخطة الإستراتيجية ليست مرتبطة بوضع معين لتحويل الثقافة إلى صوت وصورة في جميع الأجناس.
وفيما يخص دور المديرية في إطلاق هذا المشروع نوّه خضور إلى أن المديرية هي إحدى المديريات التي ساهمت به، فالأدب المترجم هو جزء من هذا المشروع والكتاب الأول –وهو في طور الإعداد- هو للأديب الروسي الكبير تشيخوف الذي ستكون له مجموعة قصص مختارة ومن المتوقع أن يصدر في نهاية الشهر الحالي. في البداية رغبنا أن تكون اختيارات الأدباء لأسماء كبيرة لها عطاءها وإنتاجها المتميز في الفنون الأدبية المختلفة، ومع الزمن سيكون كل الإنتاج الثقافي سواء قصة أو رواية أو شعر أو كتب موضوعاً لهذا النشر، والهدف الأساسي هو وصول الكتاب إلى جميع أنحاء العالم، لذلك وضعنا هذا الكتاب على شبكة الانترنت وجعلناه متاحاً للجميع.
جمان بركات