ثقافة

“خذني إلى مكان جميل”.. صور مشغولة بحب وشغف عن سورية

بعد نجاح ألبومها الأول “اتبعني إلى سورية” منقطع النظير، تراقص المصورة الفوتوغرافية الورية المغتربة صبا مهتدي في ألبومها الجديد الغيوم وتعانق أحلامها على اتساع المدى، لتؤكد لمحبيها أنه ما يزال في جعبتها- في كل مرة- الكثير لتقدمه، وأنه لا حدود لعدستها التي تضفي على المكان سحراً وبريقاً، وأن سورية تعني لها أكثر من وطن وأرض، بل إنها الحياة، وللوقوف على تفاصيل تجربتها كان لنا معها هذا الحوار، إذ ترى صبا أنه من الطبيعي لمن يلاقي كمية الحب من الناس، وحجم الاحتضان الكبير لأول تجربة أن تمتلئ روحه بدافع كبير لتقديم المزيد والاستمرار في العطاء، ولكن في الحقيقة دافعي الأساسي هو حبي لوطني سورية، ورغبتي التي تمثل هاجساً لي في تقديم شيء جميل لوطني وأهل بلدي، ولعل أكثر ما يؤلمني هو أنني عندما أبحث على مواقع الانترنت لصور عن سورية، كل ما أحصل عليه هو صور لا تعادل جزءاً بسيطاً من جمالها الحقيقي، ومن هنا ظهرت فكرة ألبومي الحالي الذي أطلقت عليه اسم “خذني إلى مكان جميل.. سورية”، وباعتباري مصورة فوتوغرافية فإن ما أفعله هو واجبي نحو بلدي الذي ينقصه المزيد من الاهتمام في هذا المجال.

ولا تكتفي صبا بتحميل صورها كمشة الحب المخبأة في روحها لبلدها، بل إنها تعبر عن هذا الحب بعبارات محملة بالشغف: أحب بلدي سورية كثيراً، ومع أنني لا أعيش على أرضها، إلا أنها بالنسبة لي الروح، ورصيدي الحقيقي هو هذه الصور الجميلة التي ستبقى معي في ذاكرتي، وفي ذاكرة الناس عن أجمل الأوطان، وكذلك محبة الناس وتقديرهم لما أفعل هو رصيد كبير لا يقدر بثمن.

أفتخر بها

الألبوم صنع بحب وشغف، لذلك دخل عطره القلوب وسرق شاشات وسائل التواصل الاجتماعي بحرفيته و فرادته، وتنوه صبا إلى أن سورية تستحق أن يكون لها ألبوم صور بجودة عالية جداً، وهذا ما فعلته بمساعدة  من شقيقي وصديقي، وقد سلطت الضوء على بعض مناطق سورية، وبالطبع مازال هناك الكثير من الأماكن التي لم أتمكن من زيارتها وتصويرها، لافتة أنها بالمجمل راضية عن عدد الصور التي تم تقديمها في هذا الألبوم، وعبّرت سعادتها لأنها رغم الحرب لم تواجه صعوبات على أرض الواقع  في تحويل حلمها إلى حقيقة عبر الصور، أما الغاية الأساسية من هذه الخطوة فهي أن يرى العالم (السوريين وغير السوريين) جمال بلدنا وروعته وما أريد قوله هو أن على كل سوري أن يفتخر بانتمائه لسورية، وأن يستبدل صور البلدان الأوروبية بصور بلده وأقول له “شوفها..حبها..افتخر بها”.

ويبدو أن سورية تلازم صبا على الدوام حيث علقت على إحدى صور ألبومها  بهذه الكلمات “كنت ضائعة بشكل غير منطقي، عندما شعرت بدفء الشمس يلامس وجهي، كنت أعلم دون شك أن وطني لن يفارقني أبدا” مؤكدة أنها  أثناء تصوير تلك اللقطة سمعت صوت موسيقى تحوم في المكان، لم يعلم أحد مصدرها لكنها تشاركت مع الشمس في إعطائنا الدفء.

صدى إيجابي

وتنوه صبا إلى أنها لاقت تشجيعاً كبيراً من الناس التواقين لصورها الجديدة والذين  تلقفوا الألبوم بإيجابية كبيرة، مما جعلني راضية عنه جداً وأنا أنتظر أن يحقق مزيداً من الصدى الإيجابي مع الوقت، مؤكدة أنها لن تتوقف عن العطاء وأنها ستستمر في إصدار ألبوماتها، لأن هذا الأمر أًصبح متعلق ب شخصيتها وبرغبتها التي لن تتوقف حتى تقدم صورة لكل شبر من سورية الحبيبة.

لوردا فوزي