ثقافةصحيفة البعث

مارون الماحولي يوقع مجموعته “درفتين ومدا”

وقع الشاعر اللبناني مارون الماحولي مجموعته الشعرية “درفتين ومدا” للقصيدة المحكية باللهجة اللبنانية المحكية القريبة من ذاكرة الجمهور السوري وثقافته في ثقافي أبو رمانة خلال أمسية أقامها مشروع صدى الثقافي، وقد تفاعل الحاضرون مع صدى صوت الشاعر الماحولي الذي ألقى قصائده الجديدة المستمدة من مشاهدات وجدانية ومن حكايات تلامس الروح مثل قصيدة”الطبيب الإنسان”، إضافة إلى قصائد من مجموعة”درفتين ومدا” التي تميزت بجمالية وصف الأنثى واستلهام الصور من عتمة الليل واستدارة القمر والزمن، كما اتسمت بتوصيف المعالم والأمكنة مثل كفرشيما وعاليه” ليش السما بعاليه مزعوجه، والشمس بين تنين محروجة” وجديدة ومجدل سلم، وبذكر الأساطير مثل عشتار”لا تسألوا شو صار، وج القمر عشتار”، كما خصّ المقاومة في كل مكان بقصيدة سيف البرق”هيك البطل بيكمل المشوار، ويحكم أرض ها الشرق أبطالو” وفلسطين بقصيدة العيون بفلسطين”تسند صخرة بالمسجد الأقصى وتبوس كنيسة على مغارة”، وبدت روح التجلي ودراسته اللاهوتية بذكره يسوع ومريم بقصيدة مريم تحت الصليب”أمك معك، لا تخاف يا ابني” والقداس وملاك والقيامة ورحلة الموت والحياة، كما ذكر أعلام بيروت والعرب صباح وملحم بركات، وبقي الحب هو المهيمن على المجموعة ينثر شذاه في صوره واشتياقاته”بحبو ما عندي وقت تقلو، وقتي إلو كلو”، ومن أجمل قصائد المجموعة قصيدة أمي” إمي دوا بالليل يشفيني، وكنت بصابيعا شوف تطليعه”.

وبناء على رغبة الجمهور قرأ قصيدة بلش القداس من المجموعة المهداة إلى روح الكبير ملحم بركات” دق الجرس لما سكت قلبك، شوفا للسما قديش بتحبك”

وأهدى الماحولي الموسيقيين الذين رافقا أمسية مدى بالعزف على العود –مشهور زيدان – والقانون- يعقوب الجارد- قصيدة بدت فيها ثقافته الموسيقية بالتركيز على علامات السكت.

وقرأ قصيدة “أول قافية” التي تعبّر عن تجربته الجديدة ا بالفصحى كونها نظمت وفق ضوابط قواعد اللغة وحركاتها لاسيما أنه شاعر تقليدي كتب الشعر العمودي، وقراءتها في الوقت ذاته وفق خاصية القصيدة المحكية، مبيناً إن الاختلاف بالقراءة واللهجة.

البنية الصوتية المنتظمة

وقدم الشاعر حسام المقداد إضاءة على المجموعة استهلها بالإهداء الذي كتبه الماحولي” لكل أيد بتفتح ذرفه من هالكتاب بهديا المدا” فالمدا أبعد ما تراه العين وفيها تلمس للأشياء بشكل مختلف، وتحدث عن محطات المجموعة التي تتراوح بين قصر وطول، وشبهها بحبات في سبحة انتظمت بطريقة عجيبة، “عيونك أول القصص”، وتابع عن خصائص قصيدة المحكي التي تعتمد على الكثافة لإظهار صورة مغايرة عن المألوف، وتميل إلى البنية الصوتية المنتظمة، وتمتلك إيقاعاً داخلياً من خلال النظم الشكلي للكلمة، “ع قد ما حلوين عينيكي، خايف أنا يتكبرو عليكي” ووجد أن هذه المجموعة مدخل هام للولوج إلى القصيدة المحكية. واتصفت مجموعة “درفتين ومدا” ببساطتها وعمقها في آن واحد، وتوقف عند قصيدة “كلك” “أيدي شمس، بتشلحك ظلك، وتمي هوا بيبوسك كلك” موضحاً اشتغاله بالقفلة واهتمامه بالتكثيف والعناية بالمفردات وتحفيز الفكر، وفي قصيدة الحواس كلا “طعم الورد مسموع ع تمك” تكثيف أنيق والتقاطة شعرية، وفي قصيدة الوقت يخرج فيها الماحولي عن الخوف من الزمن “ضلك معي هيك الوقت بيروح، يقطب عتم مجروح من لمعة البرقة وحياة هالزرقا”، وتوقف عند حالة التجلي في المشهدية وابتكار الصورة كما يفعل التشكيليون وشعراء التفعيلة، في قصيدة الله” لامين بين ال “آه” و” الشدة”، وبيّن المقدام أن النصوص بعيدة عن الرمزية المغرقة بالغموض وبأن الماحولي برع باستحضار البيئة، ليصفه بالسهل الممتنع الذي كسر حاجز المألوف.

الجمال هو المعيار

وفي تصريح خاص لـ”البعث” تحدث الشاعر مارون الماحولي عن الشعر المحكي في لبنان وسورية والعراق وفلسطين بأنه يعيش العصر الذهبي له، وفيما يتعلق بالشعر اللبناني المحكي يكتب به أجمل ما كتب في وقتنا الحالي، وبأن المعيار الأساسي للشعر هو الجمال سواء أكان باللغة الفصيحة أم المحكية أم بالنثر، اللغة هي شكل ووسيلة يستخدمها الشعر لإيصال الجمال.

ملده شويكاني