ثقافة

نالبنديان يطلق مبادرة “رحلة حج”

من مطرانية الأرمن الأرثوذوكس في دمشق أطلق المطران آرماش نالبنديان مبادرة “رحلة حج” وهي أمسية تراتيل من مختلف الطقوس التراثية الموجودة في منطقتنا وليس الأرمنية فقط، لتبدأ من دمشق وتنتقل إلى حلب والمزينة وصافيتا وكسب أكثر المناطق تضرراً جراء الإرهاب، لتعود ثانية إلى دمشق وتنهي رحلتها في السادس عشر من الشهر الجاري في كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك.

الأمسية التي تستضيفها كنائس عدة كانت نواة لتشكيل فرقة صغيرة بقيادة المرنم ليفون عباجيان بمشاركة المرنمة ماري كبريان هوسيبيان وستة عازفين جميعهم من خريجي المعهد العالي للموسيقا، أما مفاجأة الأمسية فكانت مشاركة المرنمة الفرنسية آني ماري لوتس التي تزور سورية حالياً. والأمر اللافت هو المقطوعات المختارة من الطقوس التراثية القديمة “اللاتيني والبيزنطي والأرمني والسرياني والكلداني والماروني والعربي” إضافة إلى مقطوعة رحلة حج (جولة في المشرق) تلحين ليفون عباجيان بالاعتماد على جميع الآلات، وبدا الحضور الواضح لآلة الفلوت خاصة في المقطوعات الأرمنية الكنسية والشعبية، وبقي حضور الآلات الإيقاعية الطار والرق وآلة المثلث- من آلات المؤثرات الصوتية التي يشبه صوتها صوت أجراس الكنيسة- في أغلب المقطوعات لطبيعة التراتيل الكنسية. السمة المميزة للأمسية هي “الإيصون”وهو الترتيل دون موسيقا.

في القسم الثاني من الأمسية اشتركت الآلات الموسيقية مع المرنمة ماري كبريان هوسيبيان بمقطوعات إفرادية وثنائية مع ليفون عباجيان بمرافقة مارلا صحناوي –فلوت- وفضول سعد عود، وجاك صباغ قانون-ومهدي المهدي فيولا، ومرح كويفاتي تشيللو، وفادي الخوري إيقاع، بمقطوعات تراثية أرمنية اعتمدت على الفلوت والقانون والفيولا والتشيللو للموسيقار كوميداس، بدا فيها بوضوح حضور العود والإيقاعيات، ويارب ارحمنا من الطقس السرياني من مقام حجاز، إلى مختارات للعذراء من الطقس الماروني على مقامي البيات والراست وسبقت بمقدمة موسيقية لصولو القانون، ليتغير المسار اللحني مع وصلة تراتيل مريمية باللغة العربية كانت الأجمل والأقرب إلى الجمهور كونها مألومة ومطروقة في الأمسيات، منها”إليك الورد يا مريم يهدى من أيادينا” التي تميزت بفواصل الإيقاعيات، لتنتهي الأمسية بمختارات من الطقوس الأرمنية والسريانية والبيزنطية والصلاة من أجل السلام.

الامتدادات الصوتية

وسألت المرنمة الفرنسية آني ماري لوتس بمساعدة المترجمة السيدة رولا فرياية عن مشاهداتها في سورية فأبدت سعادتها في هذه الزيارة  حي شعرت أن الأوضاع الحياتية أفضل بكثير من زيارتها السابقة لسورية عامي 2014 و2015، فاليوم سورية هادئة وآمنة، وتحدثت عن خصوصية التراتيل الكنيسة اللاتينية القديمة التي تعود إلى القرن الثاني عشر وما قبل، وعن خصوصية الترتيل قالت: إن الامتدادات الصوتية للترتيل دون موسيقا يوصلنا إلى السماء.

وشاركت المرنمة ماري كبريان هوسيبيان بمقطوعات إفرادية وثنائية مع ليفون منها “افرحي أيتها الكنيسة”وتحدثت عن أهمية تقديم مقطوعات متنوعة من التراث لتوحيد الثقافات وتوحيد الكنيسة وهذا مشروعنا لتكون كنائسنا واحدة،وجميل أن نقدم طيفاً من جميع الطقوس التراثية الكنسية الغنائية مع الطقس الأرمني.

مشروع مشرقي

وذكر ليفون عباجيان أن المقطوعة التي لخصت مبادرتنا هي “رحلة حج” وتمثل جولة في المشرق من تلحيني وهي مزيج من طقوس متعددة اعتمدت على كل الآلات وأشبه برحلة تنتقل من منطقة إلى أخرى، ونعود لنلتقي معاً ونجتمع في هذه الكنيسة في قلب دمشق القديمة، فسألته عن خصوصية اللحن الماروني غير المألوف مقارنة مع السرياني والأرمني، فأضاف بأن الطقس الماروني هو طقس شرقي من هذه البلد وهو جزء من الطقس السرياني.

ورحب المطران نالبنديان بإطلاق مبادرة رحلة حج في الأوضاع العصيبة التي تمرّ بها سورية مؤكداً أننا نواجه تحديات كبيرة لنصل إلى هدفنا بإرساء قواعد السلام والمحبة والإنسانية والأخوة الموجودة في سورية منذ الأزل، ومبادرتنا هي لإطلاق لغة الصلاة والحق والموسيقا إحدى مفردات لغة السلام، وكلنا أمل بأن يصل نداؤنا من أجل السلام إلى الجميع.

ملده شويكاني