ثقافة

عبادة حمود.. اسم يلمع في فضاء الاتصالات والمعلوماتية

شغفه بالمعلوماتية، وصديقه الدائم حاسوبه الذي يقضي ساعات وراء شاشته، غايته البحث والتقصي والاكتشاف والابتكار، يسعى ليكون له بصمة خاصة في عالم البرمجيات، المهندس عباده حمود خريج هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, بعد تحقيقه المركز الأول في اختصاصه، قام بنشر بحث في مجله International Journal of Science and Technology  في مجال أمن المعلومات, قدم من خلال بحثه طريقة جديدة لحماية معلومات المستخدمين أثناء استخدام محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي, ونال المركز الأول في الحصاد العلمي السنوي التخصصي للأبحاث المنشورة في الخارج، يقول حمود “يعتبر موضوع البحث في غاية الأهمية ولاسيما أن ما نشهده في العصر الراهن هو حرب معلومات, والبحث المطروح يقدم طريقة تقوم بحماية الأشخاص من سرقة معلوماتهم الشخصية عند استخدام أشهر خدمات الانترنت الموجودة, عوضا عن استخدام خدمات بديلة قد لا تكون بجودتها”.
تقسم المشاريع التي قام بتنفيذها إلى نوعين, منها ما يتم تنفيذه بناء على طلب جهة معينة – كالمواقع والبرمجيات المختلفة – وهذا النوع يتم اعتماده من قبل الجهة الطالبة, أما النوع الثاني هو مشاريع شخصية, كتوزيعة Ugarit, ويضيف حمود: “هي عبارة عن نظام تشغيل لينوكس يمتاز عن التوزيعات الموجودة بالعديد من الخصائص الجديدة ويحوي أيضاً العديد من الأدوات التي قمت ببرمجتها التي تجعل منه نظاما مناسبا للعمل في المخابر أو على أجهزة المطورين الشخصية, ويحوي حلولاً لمجموعة مشاكل معروفة في أنظمة لينوكس, كمشكلة dependecies ومشاكل خاصة, بالترميز وغيرها”، نال على هذا العمل ميدالية ذهبية من الاتحاد الدولي للمخترعين عن أفضل اختراع.
يرى حمود “أن مفهوم المعلوماتية لم ينضج بعد لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء في مجتمعنا, ما يجعل من ذلك عائقاً أمام تقييم المشاريع واعتمادها, فمثلا يوجد العديد من خدمات الأتمتة الأساسية التي تلغي المعاملات الورقية تماما والتي لم تعتمد بالشكل المطلوب”. ويضيف “هنالك ضعف في مجال المعلوماتية وتطبيقاتها العادية, وبالتالي بكل تأكيد من الصعب تطبيق التقنيات الجديدة والاختراعات في هذا المجال بسبب عدم انتشار ثقافة المعلوماتية كما ينبغي، وأغلب الاختراعات في الخارج, يتم تبنيها من قبل شركات خاصة وهذا الأمر غير موجود هنا, وقد سمعنا الكثير من قصص نجاحات السوريين في الخارج, حيث إن تعدد الشركات في الخارج أدى للتنافسية والبحث المستمر عن اختراعات تستطيع الشركات تبنيها للتفوق على منافسيها وتقديم خدمات جديدة لا تقدمها الشركات المنافسة”. وعند سؤالنا له عن توفر المواد الأولية التي يحتاجونها وكيفية تأمينها يقول م. حمود “من الجيد أنه في أغلب الأحوال تقتصر الحاجة على الحاسب الشخصي, وقد يستلزم الأمر في بعض الأحيان استخدام خدمات مدفوعة من الحساب الشخصي مثل شهادات ssl وغيرها, ويتم أحيانا شراء خدمات من الخارج بمساعدة الأصدقاء”. وبما أن مجال المعلوماتية غير مدعوم كغيره من المجالات التي يتم حماية الأفكار فيها عن طريق تسجيلها كبراءات اختراع، يتوجب تسجيل براءات الاختراع -بحسب حمود -خارج سورية ويتطلب ذلك عبئا ماديا كبيرا قياسا بالمجالات الأخرى. وكغيره من طالبي العلم والطامحين للحصول على اختصاصات في مجالات عدة غير متوفرة في بلادنا، سيغادر م. حمود سورية لينهل من منابع العلم، متمنيا لها التطور والارتقاء لأعلى الدرجات العلمية، لتكون وجهة العلماء وناهلي المعارف من كافة أنحاء العالم.
رشا سليمان