ثقافة

القدسُ دائماً قدسنا

ضمن فعاليات الاجتماع الدوري للمكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عُقدت ندوة خاصة بالقدس، أدارها الشاعر خالد أبو خالد، الذي أكد على أهمية الثوابت النضالية، وأن الأدباء الفلسطينيين مع القدس الواحدة الموحدة، وقد أصبحوا أكثر ثباتاً على الثوابت، فتاريخ فلسطين حافل بمحاولات تصفيتها أرضاً وشعباً وآفاقاً، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، منوهاً إلى عدد المجازر المهولة والذي تجاوز الـ120 مجزرة خلال تاريخ الصراع مع العدو الفلسطيني.
حول أهمية المشاركة الفلسطينية تحدث الأستاذ يعقوب حجازي، مؤسس دار “أسوار عكا”، عن المعاناة التي يقاسيها الأدباء والكتاب كما الشعب الفلسطيني قائلاً: أيها الأحبة لقد اجترح شعبنا الباقي معجزة الصمود والبقاء تحت وطأة احتلال استعماري سلب الأرض ومزق الجغرافية وقطع أوصال الجسد الفلسطيني المدمّى بنكبة مرَّة، فهجرت النخبة من أهل الفكر والأدب، ونهبت المكتبة العربية من المساجد والكنائس والبيوت، في هذه الممارسات العنصرية اليومية، سطر الفلسطينيون حكاية البقاء صموداً ونضالاً. وانطلق صوت غسان كنفاني هادراً مدوياً، وجاء الأدب المقاوم رديفاً لحركة النضال وطريقاً للخلاص، ومورست علينا الأَسرَلَة فاستمدينا القوة من شعراء المقاومة كمحمود درويش وسميح القاسم وراشد حسين وتوفيق زيّات وخالد أبو خالد ورشاد أبو شاور، فقد طال شتاء الغربة كما قال الأديب زكي درويش.
وتحدثت السيدة حنان حجازي، مديرة دار “الأسوار” في عكا عن نشأة الدار وشهادتها على معاناة تسويق الأعمال الأدبية داخل فلسطين وخارجها، فقالت: بعد عام الـ 48 سطت الحركة الصهيونية على المكتبات وهجَّرت معظم الكتاب الفلسطينيين، فكان واجباً علينا المساهمة في إرجاع المكتبة الفلسطينية لشباب فلسطين حتى يتعرفوا بكتابها. وقدّمنا أكثر من مليون مطبوعة عن الأدب المقاوم وجغرافية فلسطين، وكانت الكتب توزع على المكتبات والجامعات رغم كل المضايقات من منع نشر وحجز للمطبوعات التي توزع داخل فلسطين، لكننا صمدنا مع فلسطين طوال هذه السنوات الأربعين.
وقدّم الأديب زكي درويش مداخلةً استهلّها بالقول إن أدباء فلسطين الباقون فيها لم يقوموا بعمل بطولي، فما فعلوه ليس إلّا الواجب المقدس.. وعظمة القدس تتجلّى بأنه اكتشف بأن لدينا أكثر من قدس، فإذا الشام قدس، وبيروت قدس وبغداد قدس، وبالتالي هذه العواصم مستهدفة لحماية وجود الاحتلال في القدس. ولا بدّ أن يعود كلّ شيءٍ إلى وضعه الطبيعي فنحن محكومون بالأمل كما يقال.
كما قدّم أمين سرّ اتحاد الكتاب الفلسطيني، الشاعر عبد الحكيم أبو جاموس، مداخلة جاء فيها: القدس التي رأيتها في دمشق، عندما اقتربنا من قلعة دمشق وأسوارها، عندما صلّينا في الجامع الأموي، تذكرت القدس تماماً فهي كما هِي، واستحضرنا العراقة والأصالة وهذا الأمر سيبقى في أذهاننا، فالقدس ترتبط بدمشق ارتباطاً وثيقاً، عاصمتان عصيّتان على الخضوع وعلى الانكسار، وستبقيان وستنتصران إن شاء الله.
وأشار أبو جاموس إلى نقطة هامة حول التعليم في القدس، فالمدارس فيها تمنح أموالاً طائلة مقابل أن تُعلِّم المنهاج الإسرائيلي، أو أن تُعلِّم المنهاج الفلسطيني المُحرَّف، يريدون للجيل الفلسطيني الجديد أن يسقط. ليذكر بعدها تغيير اسم شارع صلاح الدين- وهو من أشهر الشوارع وأهمها لما يضمّ من منتديات ثقافية ومسارح وحكواتي قبل أن تمنع وتغلق- إلى شارع دونالد ترامب.
وَخُتمَت المداخلات مع الروائي والشاعر، أحمد أبو سليم، الذي تحدثت عن أهمية دعم المُنتج الفكري الفلسطيني، أمام غزارة المطبوعات التي يقدّمها الاحتلال لتشويه التاريخ والحقائق وطمس الهوية، فالأديب الفلسطيني، في ظلّ هذه الظروف، يقف موقف المدافع والمبرر.
سامر الخيّر