ثقافة

عهد التميمي رمز البطولة العربية

عهد التميمي: فتاة فلسطينية صفعت الجندي الإسرائيلي بيدها عدة مرات وهي لم تأبه من كثرة الجنود الصهاينة حولها، لتدافع عن القدس العربية بقيمها ومبادئها العربية، تذكرنا بمثلها الأعلى، وفاء إدريس، ودارين أبو عيشة، وآيات الأخرس، وسها المقدسية، وأخيراً عندليب الفتيات الفلسطينيات اللائي فجرن أنفسهن.
عهد.. شعرها طويل، أظافرها مغطاة بالمانكير، كتبت مذكراتها على دفترها الصغير، التي تفوق مذكرات الفتاة اليهودية (آن فرنك) التي اختبأت في شقة بـ(فيينا) هرباً من النازيين الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، حتى عثر عليها (الجاستو) ونقلوها إلى أحد معسكرات الاعتقال حيث ماتت.
قالت عهد للمحقق الإسرائيلي بالحرف الواحد، إنها ستلف نفسها بالحزام الناسف ولا يهمها أن يتمزق جسدها، المهم الانتقام مما تفعلونه بالفلسطينيين.
لم تكن عهد التميمي أول فتاة فلسطينية تقاوم الاحتلال الصهيوني بهذه الشراسة التي أرعبت الكيان الإسرائيلي، وهزّت مضاجع الحكام الجبناء من العرب، عندما انبرت نساؤهم تقاتل وتقاوم المحتل الإسرائيلي بالحجارة والسلاح والأيادي نيابة عنهم وعن عروشهم المصنوعة من السحت الحرام، الذين وقفوا إلى جانب (ترامب) في فعلته الشنيعة، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل اللقيطة.
عهد التميمي.. عروس القدس التي قاومت الجيش الإسرائيلي بيديها الطاهرتين، وعندما قادوها إلى المعتقل الإسرائيلي سألها المحقق الإسرائيلي: لماذا ضربت الجنود الإسرائيليين؟ صرخت في وجهه قائلة: “عندما تفكوا قيودي سأريكم كيف ضربت الجنود الإسرائيليين”؟
بمثل هذه الفتاة الفلسطينية العربية ستنهض فلسطين وتمزق أغلالها التي مثلتها على مدى السنين الماضية من القهر والقتل والاحتلال، والتشريد الجماعي والوعود الكاذبة والموت البطيء ومطامع الصهيونية المتوحشة.
بمثل هذه الفتاة الفلسطينية (عهد) التي صفعت جندي الاحتلال يمكن أن نصوغ روح المقاومة الناهضة، ولنا أن نفخر بمثل هذه السيدة العربية التي هي وأمثالها من مقاومي الاحتلال، يشرق نصر قريب تعود فيه الأرض المحتلة في فلسطين لأصحابها ويتحرر الوطن من غاصبيه.
ومما يزيدنا حزناً أن الإعلام العربي لم يول أي أهمية لانتفاضة القدس الأخيرة ولا إلى رموزها أمثال (عهد التميمي) ووالدتها، غير ما تغنت به فيروز سابقاً، فيروز التي كانت تتجول بصوتها في شوارع القدس القديمة مثل حلم تائه بيننا، تحاول إيقاظه من غفوته.
“لن يقفل باب مدينتنا، فأنا ذاهبة لأصلي، سأدق على الأبواب، وسأفتح لها الأبواب، للقدس سلام”. نعم للقدس سلام..
د.رحيم هادي الشمخي