رياضةصحيفة البعث

ظاهرة مستعصية

مرة أخرى كان الشغب هو العنوان الأبرز لجولة هذا الأسبوع من الدوري الكروي الممتاز، حيث شهدت مباراة تشرين والنواعير نهاية غير سعيدة بعد تعرّض حكمها للضرب، وإيقافها قبل نهايتها بعشر دقائق، لتكمل بذلك الصورة التي بدأت الأسبوع الماضي حين أوقف أيضاً لقاء ديربي حمص لخروج الجمهور عن النص، وطبعاً سبقت ذلك حوادث كثيرة في مباريات عدة، وفي مختلف المحافظات، مع الاختلاف في الأضرار والأسباب!.
لن نغوص كثيراً في الأسباب التي مازالت تؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة المؤذية، لكننا سنكتفي بالإشارة إلى أن جميع ملاعب العالم تحصل فيها حوادث مشابهة، وأحياناً تكون أكثر عنفاً، لكن ما يجري في ملاعبنا بات اليوم عادة وتقليداً ثابتاً مع كل أسبوع.
فمع كل اجتماع للجنة الإشراف على الدوري أسبوعياً تبدأ بوضع العقوبات على الأندية من غرامات مالية، ومباريات دون جمهور، وحرمان لاعبين، لكنها لم تكلّف نفسها البحث عن حلول جديدة، بل اعتمدت على قائمة عقوبات أكل الزمان عليها وشرب، ولا تؤدي في النهاية إلا إلى زيادة الأعباء المالية على الأندية.
منذ فترة أشرنا إلى أهمية معالجة الأخطاء التحكيمية التي تحصل، وبات بعضها خارجاً عن النطاق البشري الطبيعي، حيث باتت بعض الأندية تعرف سلفاً أن الحكم الفلاني لن يعطيها حقها نظراً لتكرر أخطائه، ورغم أن حجة لجنة الحكام بأن عدد الحكام المؤهلين محدود جداً، فإن تنظيم مسابقة دوري يسمى بالممتاز يفرض إيجاد حلول بديلة على وجه السرعة، كما تم الحديث أكثر من مرة عن تفعيل روابط المشجعين، وصفحات الأندية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي باتت منبراً للتشاحن، ونشر الكراهية، والتعصب، بدلاً من أن تكون مكاناً للالتقاء وتبادل الآراء، لكن أحداً لم يحرك ساكناً؟!.
وبالتأكيد فإن معالجة هذه الأمور الثلاثة لن يقضي على ظاهرة الشغب نهائياً، لكنه سيخفف منها، ويضع المتورطين بها خارج الصورة، ما يجري أسبوعياً في الدوري الكروي يفرض على أصحاب الشأن تغيير طريقة التفكير، والبدء بخطوات جديدة تعيد الأمور إلى نصابها، مع التأكيد على أن جماهير الأندية هي فاكهة الملاعب، ودونها لن توجد منافسة ذات معنى وقيمة.

مؤيد البش