الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مريم المجدلية.. إبداع بالتجسيد

 

 

بعد أن قام يسوع المسيح (جواكين فينيكس) بزيارة قريتها على ساحل الجليل، تغادر مريم المجدلية (روني مارا) منزلها وعائلتها لتنضمّ إليه كأحد تلامذته الجدد، وتشهد الأحداث الرئيسية خلال الأشهر الأخيرة من حياته. لطالما كانت مريم المجدلية شخصية غامضة ومتغيّرة في التاريخ السينمائي الذي يميل إلى إخبارنا عن الأحكام المسبقة للفترة التي عاشتها أكثر من شخصيتها الحقيقيّة. وكل ما قُدّم عنها سابقاً يعرفنا إلى الطريقة التي التقت فيها السيد المسيح أو أنها أوّل من رأته بعد قيامته، وبغض النظر، يذكر اسمها في الأناجيل الأربعة أكثر من أي رسول آخر. ويهدف المخرج الأسترالي غارث ديفيس (مخرج فيلم Lion/أسد) إلى تقديمها بوصفها التلميذ الثالث عشر الذي أصبح أقرب إلى المسيح من “صخرته” بطرس (تشيويتيل إيجيوفور)، إنها خطوة جديرة بالترحيب، تجعل مشاهدة الفيلم لأول مرّة أكثر إثارة للاهتمام، نرى كيف كانت مريم تعيش فعلاً، وتحمل شباك الأسماك مع شقيقاتها على شاطئ الجليل، وتقاوم محاولات والدها وشقيقها لتزويجها.
جسّدت مارا، المعروفة بدورها في فيلم “فتاة بوشم التنين” والتي رشحت مرتين لجائزة الأوسكار، الشخصيّة بتواضع ومرونة وهي تظهر في كل مشهد تقريباً، تساعد الضحايا الجائعين نتيجة القمع الروماني وتتحدى غيرة التلاميذ الآخرين، وفي مقدمتهم بطرس، وللأسف لا يقدّم فينيكس دوراً مقنعاً بشخصيّة السيد المسيح وربما كونه الممثل الوحيد بلكنة أمريكيّة أثّر على أدائه، قد يكون فيلم ديفيس مناسباً وفي وقته من حيث تحريره لمريم من قصّة “المرأة المنهارة”، ولكن مع كل النوايا الحسنة والدور القوي لمارا، يفقد العمل دقته في المشهد النهائي، ما يحرم التلميذة من قصة عظيمة تستحقها.
سيناريو جديد مثير للاهتمام لحكاية مشهورة جداً وعمل جدير بالثناء، أنتجته استوديوهات “يونيفرسال بيكتشرز” وطرح بصالات العرض في 26 شباط الماضي.
سامر الخيّر