الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيـــــش يحمــــي خــــروج عشــــرات آلاف المدنييــــن مــــن الغوطــــة

 

كثّفت وحدات الجيش العربي السوري عملياتها القتالية في الغوطة الشرقية بريف دمشق لاجتثاث التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إلى قراها وبلداتها، وتمكّنت، أمس، من كسر استحكامات التنظيمات الإرهابية على مشارف بلدتي كفر بطنا وسقبا في القطاع الجنوبي.
وفي دليل جديد على أن الدولة السورية هي الأحرص على حياة مواطنيها، وأنها مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات لضمان أمنهم وسلامتهم، خرج، أمس، عشرات آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية عبر ممري حمورية والموارد المائية بحرستا، الذي افتتحه الجيش العربي السوري بالتعاون مع الأهالي لخروج المدنيين المحاصرين الذين كانت تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً بشرية.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات من الجيش، أمس، عمليات مركّزة في ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية باتجاه بلدتي كفربطنا وسقبا في القطاع الجنوبي، حيث كسرت بعض وحدات الجيش المتقدّمة من بلدة حمورية، التي سيطر عليها الجيش قبل يومين، دفاعات التنظيمات الإرهابية على مشارف بلدة سقبا، وواصلت تقدّمها في الأحياء السكنية في عمق البلدة، وسط انهيارات متسارعة في صفوف الإرهابيين، الذين فرّت مجموعات كبيرة منهم باتجاه بلدة حزة غرباً.
كما استكملت وحدات من الجيش، بعد استعادة سيطرتها على بلدة جسرين، عملياتها باتجاه بلدة كفربطنا غرباً، في سيناريو مشابه لمجريات المعارك في سقبا، حيث تمكّنت من كسر خطوط دفاع التنظيمات الإرهابية الرئيسة على مشارف البلدة من جهة الشرق والجنوب الشرقي، وقضم مساحات واسعة امتدت إلى داخل الأحياء وسط البلدة، وأشارت مصادر إلى أن عمليات الجيش مازالت مستمرة وبنفس الوتيرة مترافقة مع كثافة نارية وبإسناد من سلاح المدفعية لاستعادة السيطرة على البلدتين من إرهابيي “جبهة النصرة” و”فيلق الرحمن”.
وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة الجمعة استعادة السيطرة على 70 بالمئة من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بالتوازي مع تأمين خروج آلاف المدنيين الذين كان الإرهابيون يتخذونهم دروعاً بشرية.
وبالتوازي، وغداة خروج نحو 17 ألف مدني من الغوطة الشرقية، بحسب تقديرات معنيين في ممر حمورية، خرج أكثر من 30 ألف مدني، أغلبهم من الأطفال والنساء، عبر ممرات الموارد المائية وحمورية وجسرين والوافدين.
وذكرت مراسلة سانا أن التنظيمات الإرهابية استهدفت المدنيين أثناء خروجهم من حرستا باتجاه ممر الموارد المائية بالرصاص الحي، ما أسفر عن إصابة طفل بجروح، حيث قام عناصر من الجيش بإسعافه إلى المشفى، ولفتت إلى أن إصرار الأهالي على الخروج من الحصار الذي تفرضه عليهم التنظيمات الإرهابية والأعداد المتزايدة المتدفّقة باتجاه الممر الآمن دب الرعب في صفوف التنظيمات الإرهابية المذعورة من خسارة درع بشري من الأهالي حاصرتهم لسنوات ومنعتهم من الخروج إلى حضن الدولة.
وكان الجيش العربي السوري افتتح، أمس، بالتعاون مع الأهالي، ممراً إنسانياً جديداً من حرستا باتجاه مبنى الموارد المائية على الأوتستراد الدولي، حيث خرج من خلاله عشرات آلاف المدنيين المحاصرين، وكانت في استقبالهم وحدات من الجيش لتقديم التسهيلات اللازمة لهم.
وذكر مراسل سانا إلى ممر حمورية أن وحدات من الجيش العربي السوري والهلال الأحمر العربي السوري تقوم باستقبال المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية، وتقديم جميع التسهيلات اللازمة لهم ونقلهم إلى نقطة تجمّع مؤقتة، تمهيداً لنقلهم عبر الحافلات إلى مراكز للإقامة المؤقتة التي تمّ تجهيزها بجميع وسائل الاقامة والرعاية الصحية، ولفت إلى أن الكوادر الطبية من وزارة الصحة والهلال الأحمر العربي السوري تقوم بتقديم الخدمات الصحية للحالات الإنسانية الحرجة فور وصولها إلى الممر.
وأشار عدد من المدنيين الخارجين إلى أن يقينهم المطلق بأن الجيش العربي السوري قادم لتخليصهم من حصار التنظيمات الإرهابية لم يتزعزع طيلة الفترة الماضية، وها هم الآن يتحرّرون من ظلم الإرهابيين وجرائمهم، ودعوا من تبقى من أهالي الغوطة، وخاصة في دوما، إلى الانتفاض في وجه الإرهابيين، الذين تكسرت معنوياتهم في ظل هذه الانتفاضة الشعبية على وجودهم في مختلف مناطق الغوطة.
وأشار بعض المدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية إلى عزمهم المغادرة إلى أقاربهم في دمشق والمحافظات الأخرى، في حين أكد البعض الآخر أنهم سيتوجّهون عبر الحافلات إلى مراكز الإقامة المؤقتة في ريف دمشق.
مركز الحرجلة يستقبل الآلاف من أبناء الغوطة
وفي مركز الحرجلة، يقول أهالي الغوطة، الهاربون من ظلم التنظيمات الإرهابية، “اليوم نشعر بكرامتنا بعد أن بتنا في كنف الدولة، بعد سبع سنوات من حالة الفوضى والإرهاب التي فرضتها مجموعة من الإرهابيين ممن يحملون الفكر الظلامي”.
وتقول إحدى الخارجات مع أطفالها من بلدة سقبا: “عانينا الكثير تحت سيطرة الإرهابيين، حرمونا من الغذاء والدواء والمساعدات، وكلما فكرنا بالمغادرة كانوا يمنعوننا بقوة السلاح، ويقولون لنا: إن الجيش سيقتلنا، وكنا ندرك أنهم يكذبون ويريدون أن يحتفظوا بنا مع أطفالنا كدروع بشرية لحماية أنفسهم والبقاء في الغوطة لأطول مدة ممكنة.. لكن أخيراً أصررنا على الخروج إلى نقاط الجيش العربي السوري، الذي استقبلنا بكل حفاوة، وقدّم لنا كل المستلزمات والخدمات”.
فيما تقول امرأة، وتبلغ من العمر نحو الستين، “مهما فعلنا لا نستطيع أن نكافئ هؤلاء الأبطال الذين فعلاً بذلوا كل غال ليؤمنوا خروجنا بعد سنوات من المر الذي ذقناه على يد الإرهابيين ممن كانوا يدعون كذباً أن كل ما يفعلونه لأجلنا في الوقت الذي كانوا يعملون لخدمة أنفسهم ومصالحهم ومصالح الدول التي تشغلهم”.
في الأثناء، أصيب 18 مدنياً، بينهم طفلان، في اعتداءات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الغوطة الشرقية على أحياء سكنية في مدينة دمشق وريفها.
وأفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق بأن عدداً من القذائف أطلقتها التنظيمات الارهابية المنتشرة فيما تبقى من مناطق الغوطة الشرقية على منازل الأهالي في حي الزاهرة أسفرت عن إصابة 8 مدنيين بجروح متفاوتة، في حين أصيب 4 مدنيين بجروح نتيجة قذيفة صاروخية أطلقها الإرهابيون على حي المزة، وأشار إلى أن مدنياً أصيب بجروح في حي الكباس نتيجة اعتداء إرهابي بقذيفة على منازل الأهالي.
وبيّن المصدر أن قذائف سقطت على حي الدويلعة أسفرت عن إصابة 3 مدنيين بجروح بينهم طفلة، في حين سقطت 3 قذائف على حي الشاغور أسفرت عن أضرار مادية في المكان. وفي مدينة جرمانا بيّن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن الإرهابيين استهدفوا حي الآس بالقذائف ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل بجروح متفاوتة. ولفت المصدر إلى أن الاعتداءات الإرهابية خلّفت أضراراً كبيرة في منازل المدنيين وممتلكاتهم وفي البنى التحتية.