دراساتصحيفة البعث

التابع المأجور

تيسير دبابنة- الأردن

خطاب الولايات المتحدة الأمريكية يتصاعد في مجالسها الدولية منادياً بالعدالة والتسامح وحقوق الإنسان، يرافقه ثغاء ماي وماكرون وباقي وكلائها بترديد أكاذيبها، ومحاولاتها طمس الحقائق، وتعمية العيون عن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها، وخاصة في سورية العربية، حيث ما زالت جثامين الأبرياء تحت الأبنية المدمرة في مدينة الرقة التي أبيدت عن بكرة أبيها، فيما حملت طائراتها الدواعش، ولا تزال ترتكب المجازر في ريف دير الزور وغرب الفرات لتنفيذ مشروعها بإقامة قواعد عسكرية دائمة في شرق الفرات، حيث الأراضي الزراعية الواسعة، والآبار الغنية بالنفط والغاز، وتحقيق الحلم الصهيوأمريكي في تقسيم سورية.
ويشمر عملاؤها في الأردن عن سواعدهم، ويبحون حناجرهم بترديد تخرصاتها المفضوحة لدى الجميع، وفبركة التمثيليات الكيميائية المتلاحقة التي تكشف أبعاد الهيستريا التي أصابتها، ومحورها الداعم للإرهاب في سورية، ومحاولة إنقاذ ما تبقى من مجاميع متوحشة، صنعتها ودعمتها ونشرتها في مختلف أرجاء الجغرافيا السورية، وخاصة تلك الفلول المنهارة في الغوطة الشرقية من دمشق التي يتعرض الملايين من سكانها للقصف اليومي، وسقوط مئات الشهداء والجرحى بقذائف الحقد الوهابي التكفيري دون أن نسمع صوت ما تسمى منظمات إنسانية نعرف أنها تحت وصاية الامبرياليين والصهاينة.
ولا نستغرب أن يتفوق المفوض السامي لحقوق الإنسان رعد بن زيد على ديمستورا الذي أثبت خلال مشاركة في جولات المحادثات، سواء في جنيف وغيرها، أنه وكيل موثوق لدى واشنطن في انحيازه للإرهابيين وتعففه عن جرائمهم التي يرتكبونها بحق أبناء الشعب العربي السوري، ولا يرى أو يسمع إلا الأكاذيب التي يسوقها الإرهابيون ووسائل الإعلام الدولية المأجورة من قبل أجهزة المخابرات الامبريالية والصهيونية.
وأكثر ما يبعث على الاشمئزاز أن يكون حامل الهوية الأردنية حجر شطرنج، تحركه مخابرات الدول الراعية للإرهاب في الاتجاه الذي تريده، ويطبل ويزمر في المسرحيات الهزلية التي تنتجها لاتهام الحكومة السورية باستخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية لوقف تقدم الجيش العربي السوري الباسل، وسحقه لمجاميع الإرهابيين، والخلاص من شرورهم، والذي لم يعرف التاريخ مثيلاً لوحشيتهم من سفك دماء الأبرياء والتدمير والتهجير.
ولا يكفي ما يسمى بالمفوض السامي لحقوق الإنسان بالاتهامات المفبركة، بل يقترح تحويل سورية إلى محكمة الجنائية الدولية ليراكم شهادات حسن سلوك له عند مشغليه الذين يواصلون استغراقهم في سفك الدم السوري.
ويشد العملاء الكبار المرتهنون للمخابرات الغربية والصهيونية في عضد مواقف أمثالهم ممن ارتضوا أن يكونوا أداة من أدوات أعداء أمتنا. وليس غريباً أن يسارع مروان المعشر، الذي كان يوماً سفيراً لدى الكيان الصهيوني، في مقاله الموصوف في صحيفة (الغد) الأردنية مؤخراً، في المرافعة عن صديقه المقرب الملتحق بأجهزة المخابرات الغربية، وبوقاحة ما بعدها وقاحة، قائلاً: إنه لا يعتقد أن زيد بن رعد والأمم المتحدة يتآمرون على سورية، وهو أكثر من يعرف أنهم متآمرون ويعملون ليلاً نهاراً على تغطية سفاحيهم الذين أوغلوا في سفك الدم السوري.
وإلا كيف نفسر أنهم ومشغلوهم يرفضون تشميل الإرهابيين بقراراتهم، وآخرها قرار المفوضية السامية لحقوق الإنسان بحق سورية.
ومن السخرية بمكان أن يشهد للمفوض اللاسامي لحقوق الإنسان بعد التآمر لأنه عمل معه، أليس هذا عذراً أقبح من ذنب؟.
إنه دليل لا يقبل الشك على مشاركته له في الانغماس في تنفيذ مخططات الامبرياليين المعادية والإجرامية ليس ضد سورية وحسب، بل والأمة العربية جمعاء، وما يزيد الطين بلّة – كما يقولون – دفاع المعشر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان! أيعتقد هو وأمثاله ممن كانوا سفراء لدى الكيان الصهيوني، وصالحوا مجرمي الحرب الصهاينة وقتلة الأبرياء أنه يمكن لهم أن يخدعوا أحداً من أبناء شعبنا بأكاذيبهم وفجورهم ونسخ تاريخهم بالسواد إلى الحد الذي تبرأت عائلاتهم منهم؟ أما كان له أن يخرس، وهو يتحدث عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية؟!.
نعرف أن تاريخه السياسي وأمثاله ملطخ بالعار، ولا يمكن لهم أن يفهموا معنى الروح الوطنية والصمود العظيم لأبناء شعبنا العربي السوري وجيشهم الباسل وقيادتهم الرائدة في مواجهة أقذر حرب كونية تواجهها دولة في العالم.
وكيف لهم أن يفهموا نهوض أبناء الوطن وهبتهم المشهودة التي شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي، وتحقيق الانتصارات المتلاحقة على كامل الجغرافيا السورية على مدى سبع سنوات ضد وحوش جائعة تدفقت بمئات الآلاف عبر الحدود التركية والأردنية، والتحقت بالخونة المنسلخين عن شعبهم والمخدوعين بالفكر الوهابي التكفيري المدعوم بالمليارات النفطية.
إن مواصلة أزلام واشنطن في عمان التبشير بالفكر الامبريالي الصهيوني، وتنفيذ تعليمات مراكز البحوث المخابراتية الغربية لن تجدي نفعاً في تحقيق مآرب مشغليهم في تقسيم سورية، فهم ليسوا أكثر من نتوءات قذرة سيستأصلها أبناء شعبنا الصامد في الأردن الذي تتصاعد حراكه واحتجاجاته ومطالبه بكنس زمرة رهنت مقدرات البلاد للأعداء، ولن يقبل مهما كانت التضحيات أن يتحول الأردن إلى إمارة وهابية ووطن بديل للفلسطينيين وقاعدة لانطلاق المشروع الامبريالي الصهيوني ومدرجات الشرق الأوسط الكبير الذي رسمته واشنطن وفبركته زمرة المحافظين الجدد المتصهينة.
ولن تهتز إرادة شعبنا العربي في سورية، وجيشها العظيم من تهديدات محور الشر، ومسارعة واشنطن للدعوة إلى اللقاء في غرفة (الموك) في عمان لإطلاق عاصفة جنوب جديدة يبتغون من خلالها التأثير على انتصارات جيش سورية الباسل والقوات الرديفة في الغوطة الشرقية، ووقف تقدمه المتسارع، ودك معاقل إرهابييهم وعناصر مخابراتهم المرافقة لهم.
ظن البعض أن القابعين في عمان من عملاء واشنطن سيغيرون نهجهم أمام الحراك الشعبي الرافض لسياساتهم، ولكن من باع نفسه للشيطان، لا يستطيع أن يخرج عن وصايته، ونعرف أنهم لن يتعظوا، وقد سقط مشروع أسيادهم في تقسيم سورية بفعل إرادة شعب وجيش صامد، شكّل إيقونة عزة وفخار لكل مواطن عربي، وهو على مشارف تطهير كامل الأراضي السورية من رجس الإرهاب وداعميه ومموليه.