الصفحة الاولىصحيفة البعث

الحملة الشرسة على روسيا تدار من أمريكا موسكو: لندن ستتحمل مسؤولية الاستفزاز بقضية سكريبال

بعد مرور نحو شهر على الأزمة التي افتعلتها بريطانيا ضد روسيا فيما يخص موضوع تسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال، بدأت تتكشف الدوافع الحقيقية لهذه الحملة الإعلامية والدبلوماسية الشرسة التي يشنّها الغرب، والتي يظهر أنها تتعلق مباشرة بامتعاض الغرب وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من تعاظم الدور الروسي في العالم، ومحاولة تحجيم هذا الدور ومنع روسيا من فرض شكل النظام العالمي الجديد المتعدد الأقطاب، حيث أكد السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف أن الأحداث التي جرت في بريطانيا مؤخراً بهذا الشأن كانت “ذريعة لاستفزاز مدبّر ضد روسيا تم التخطيط له منذ أمد”، وأضاف: تابعنا بعناية كل الذين قصدوا السفارة الأمريكية في موسكو في الآونة الأخيرة وبوسعنا التأكيد أنهم جميعاً من السفارة البريطانية ومن مركز الأزمات في وزارة الخارجية البريطانية، وقد تم تحضير كل هذه الاستفزازات طوال أكثر من 3 أسابيع”، ما يوحي بأن الأزمة تتم إدارتها فعلياً من واشنطن، ولندن هي التي تتصدّى لذلك على الأرض.

وفي الوقت الذي طالبت فيه موسكو لندن بتقديم الأدلة المادية على صحة ادّعائها، قامت الأخيرة بالهروب إلى الأمام حيث عمدت إلى طرد دبلوماسيين روس من السفارة الروسية في لندن، وتابعها في ذلك عدد من الحلفاء الغربيين، الأمر الذي دفع روسيا إلى استخدام مبدأ المعاملة بالمثل حيث ردّت بطرد دبلوماسيين بريطانيين وغربيين وهدّدت بالرد على جميع الخطوات الاستفزازية الغربية، وقد نشرت وزارة الخارجية الروسية أمس الأسئلة التي وردت في المذكرة التي سلمتها السفارة الروسية لدى لندن إلى الخارجية البريطانية المتعلقة بقضية تسميم الضابط الروسي السابق.

وذكرت وكالة تاس أن الخارجية الروسية طالبت من خلالها نظيرتها البريطانية في المقام الأول “بتوضيح السبب الذي تُحرم روسيا لأجله من حق وصول قنصلها إلى اثنين من مواطنيها المصابين على الأراضي البريطانية، وكذلك توضيح الدواء المضاد الذي عولجا به والطريقة التي حصل الأطباء البريطانيون بها على هذا الترياق”.

وطالب الجانب الروسي بتبيان الأسس التي تم من خلالها إثبات “الأصل الروسي” المزعوم للمادة المستخدمة في القضية، وهل لدى لندن عيّنات معيارية للمواد السامة الحربية التي يسمّيها الجانب البريطاني “نوفيتشوك” كي يتم تحليلها والتأكد مما إذا كانت قد استخدمت بالفعل، وكذلك طرحت المذكرة سؤالاً عما إذا كانت هناك عينات للمادة الحربية المستخدمة أو نظائرها في بريطانيا، وتضمّنت المذكرة أيضاً أسئلة حول مشاركة فرنسا في التحقيق جاء فيها “على أي أساس تم إشراك فرنسا في الجانب التقني من التحقيق في الحادث الذي أصيب فيه مواطنون روس”.

وتساءلت الخارجية الروسية في مذكرتها عما إذا كانت بريطانيا أبلغت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن إشراك فرنسا في التحقيق في الحادث وما إذا كانت نتائج التحقيق الفرنسي قدّمت إلى أمانة المنظمة التقنية، وعن “علاقة فرنسا بالحادثة التي حصلت مع مواطنين روسيين على الأراضي البريطانية وما هي قواعد التشريع الإجرائي للمملكة المتحدة التي تسمح لدولة أجنبية بالتدخل في تحقيق داخلي”، ما يؤكد وجود دوافع سياسية مشتركة بين كل من واشنطن ولندن وباريس لاتهام موسكو بهذا الأمر.

بدوره، أوضح السفير الروسي في بريطانيا ألكسندر ياكوفينكو، أن لندن ستتحمّل عاجلاً أم آجلاً مسؤولية الاستفزاز المتعلق بـ”قضية سكريبال” التي حاكت خيوطها الاستخبارات البريطانية على الأرجح، وأضاف: “لدينا شكوك في غاية الجدية، تشير إلى أن الاستخبارات البريطانية هي التي دبّرت هذا الاستفزاز”، مؤكداً أن عدم تعاون بريطانيا مع الروس في هذا الإطار يدفع إلى الاستنتاج أن القضية من تدبير استخباراتها، وأن الإنكليز لن يتمكنوا من إضفاء السرية هذه المرة كما حدث في قضايا سابقة، لأن موسكو ستحصر بريطانيا في أطر القانون، ولن تدعها تفلت من تحمل المسؤولية.

من جهة ثانية، دعا وزير الخارجية الألماني إلى التعقل في العلاقة مع روسيا، حيث عبّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عن ثقته بأن روسيا بمنزلة الدعامة للاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن موسكو تعتبر شريكاً مهماً في المسائل المتعلقة بحل الصراعات الإقليمية والحفاظ على النظام العالمي، وقال: “نحن منفتحون على الحوار ونتوقع استعادة الثقة تدريجياً في حال كانت روسيا، من جانبها، مستعدة لذلك”.

وفي تداعيات حريق مقاطعة كيميروفو الذي وقع في الـ25 من آذار الماضي وتسبّب بمقتل عشرات المواطنين أغلبيتهم من الأطفال، قدّم حاكم المقاطعة أمان تولييف، استقالته من منصبه للرئيس فلاديمير بوتين الذي قبِل الاستقالة ووقع مرسوماً بذلك.

ولا يزال التحقيق مستمراً لتحديد أسباب الحريق في المركز التجاري “كرز الشتاء” وسط كيميروفو في سيبيريا لتحديد المسؤولين عن ذلك، وعلى ذمة التحقيق تم توقيف عدد من مديري الشركة المالكة للمركز والشركة المشرفة على تشغيله وبعض المسؤولين الذين لهم علاقة بمنظومة مكافحة الحريق في المركز.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اجتماعه مع رئيس لجنة التحقيقات ألكسندر باستريكين ووزيرة الصحة فيرونيكا سكفورتسوفا بوتين، قد أمر بتحقيق شفاف في حريق كيميروفو المأساوي.

البعث- تقارير