ثقافةصحيفة البعث

الطفل في مواجهة جمهوره مسرحياً

 

“لن تسقط أعلامنا وستزهر ادلب من جديد مادمنا نغني ونقاتل: بهذه الكلمات اختتم أطفال ادلب عملهم المسرحي “أدلب تزهر من جديد” والذي تفاعل معه الجمهور بشكل لافت فالأداء المؤثر للأطفال والكلمات عكست إيمان أبناء تلك المنطقة بعودة الخضرة لها كما “ستأتي غيمات الخير، وستأتي أمطار النصر، وسيكوى الغاصب بالجمر، وستسطع الشمس السورية”.
هذا العمل المسرحي واحد من ثلاثين عملا قدمه أطفال الوطن على مسارح السويداء تلاقوا جميعا في المكان والفكرة..فالمكان السويداء وهي تحتضن أعمال المهرجان المسرحي الطفلي الأول الذي تقيمه منظمة طلائع البعث أما الجامع الثاني فهو الفكرة فجميع الأعمال جمعتها الحالة الوطنية والإيمان بحتمية النصر على الإرهاب.

الأم السورية
أطفال من مختلف المحافظات قدموا للمشاركة في مهرجان المسرح الطفلي المركزي عبر عروض مسرحية متنوعة تجمع بين مسرح العرائس والدراما وخيال الظل. الطفلة ألياء محمود من فرع الطلائع في درعا التي جسدت دور الأم التي تمنع زوجها من الهجرة من الوطن في مسرحية “الأجنحة” أعربت عن سعادتها بتعرفها على أصدقاء من باقي المحافظات.
الأطفال سديل محمد من القنيطرة والشقيقان حازم ومنى عبد الهادي من حمص أبدوا سعادتهم بمشاركتهم في المهرجان الذي يصقل شخصيتهم وينمي موهبتهم أما الطفلة رانيا عبد القادر من ريف دمشق التي تمثل دور الطبيبة في مسرحية “قصة وطن” فتمنت السلام لسورية والسعادة لأطفالها.
وقدم أطفال من فرع طرطوس مسرحية “سورية يا تاج الدنيا” التي تسلط الضوء على الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية.
ومن فرع الرقة شارك الطفلان محمد العبد ومعلا الموسى بمسرحية تعليمية هادفة عن الدورة الدموية الكبرى والصغرى، بينما شبهت الطفلة منال الحسن من محافظة حلب المهرجان بالأم السورية الجامعة لأطفالها.
المهرجان وإن لم يكن بالمستوى المطلوب فنيا حسب القائمين عليه إلا أنه حقق نتيجة هامة اختصرها غزوان العبدو من فرع ادلب بالقول أن المهرجان جمع قلوب الأطفال التي ما زالت متعلقة ومتمسكة بالوطن خاصة في المحافظات التي نال منها الإرهاب كادلب والرقة، أما رسالة العروض التي قدمها أطفال حمص فكانت عبر عملين مسرحيين يقول عماد حلاق عنهما أنهما يحملان رسالة محبة وأنه مهما اختلف المكان ستبقى سورية هي الجامع والأم لكل السوريين.

قواسم مشتركة
نقيب الفنانين في السويداء معن دويعر استوقفته دعوات المحبة والسلام والانتصار على الإرهاب التي شكلت القاسم المشترك بين الأعمال المقدمة، وإن تنوعت أساليب إيصال الفكرة فكان الرقص التعبيري والاوبريت الغنائي والمسرح الدرامي ومسرح العرائس والدمى.
وبيّن دويعر أن النتيجة الأهم التي قرأها عبر المهرجان هي بناء شخصية الطفل بناء سليما وصحيحا خاصة في ظل هذه الظروف التي يعاني منها مفرزات وتداعيات للحرب انعكست عليه بشكل مباشر.

تنافس ايجابي
المهرجان الذي ضم أكثر من شكل مسرحي خلق حالة من التنافس الايجابي قابلة للتطور والنضج في السنوات القادمة وهذا ماعول عليه المخرج نورس الملح في استثمار حالة الإبداع عند الأطفال، والتي لم يرافقها تحضير جيد يتناسب مع تلك الحالة فكانت عملية الاستثمار قليلة مقارنه مع الإمكانيات والقدرات المتوفرة عند الأطفال.
ولفتت نظر الملحم الذي كلف بلجنة التحكيم حالة التفاعل الواضحة بين الأطفال حيث لم يكن هناك فرز بين الفروع المشاركة أو تكتل بل وجدناهم جسدا واحدا وقلبا واحدا يهتفون بصوت واحد للوطن وقائده، والاهم أنهم جاؤوا من المناطق النائية ومن أرياف المدن وقدموا عروضهم في ريف السويداء وهذا حقق انتشاراً واسعاً.

“كراكوز وعيواظ”
فقرات العرض خلال الافتتاح لم تأخذ طابعها التقليدي الذي اعتاد عليه الجمهور بل تكفلت شخصيتا “كراكوز وعيواظ” بعملية التقديم بأسلوبهما الشيق والممتع، في حالة بينت أهمية تفعيل هذا النوع من المسرح كونه من أكثر الأنواع تأثيرا بالطفل كما يقول ناصر النجار المختص بمسرح العرائس والذي قدم شخصية كراكوز بطبيعة الصوت والنبرة ذاتها، فكانت حركة خيال دميته المتراقصة في الظل تنسج انسجاما تاما مع ذاكرة الحضور وارتباطها بتراث وتاريخ البيئة الشامية، النجار الذي يعمل جاهدا على تفعيل هذا النوع من المسرح يقول أنه وسيلة تعليمية وترفيهية وتثقيفية وهو أقرب وسيلة للتواصل مع الاطفال وامتعها وبالتالي نستطيع من خلال هذا الفن نقل قيم تربوية وأهداف سلوكية لهم
ويصل عدد الأطفال المشاركين في المهرجان 500 طفل جاؤوا من 12 محافظة بإشراف 60 مشرفا إضافة إلى 45 ممثلا قدموا نحو 30 عرضا موزعة بين عروض مسرح العرائس وعروض مسرحية كبار للصغار وأخرى صغار تتوزع في ثقافي السويداء وشقا وملح والقريا وكفر اللحف والمشنف إضافة إلى مركز الإيواء في معسكر الطلائع برساس واستمر لمدة ثلاثة أيام.

رفعت الديك