الصفحة الاولىصحيفة البعث

بسبب سياسات ترامب الحمقاء عزلـــــة أمريكا تتزايـــــد عالميـــــاً

 

خلص محقق في الأمم المتحدة، مختص بشؤون حقوق الإنسان، إلى أن الفقر في الولايات المتحدة استفحل بشكل كبير في ظل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، فيما أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن ترامب أوقع بلاده في عزلة سياسية غير مسبوقة من خلال اتخاذه سياسات حمقاء، واعتبر المقاطعة المطلقة لأمريكا في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي حدثاً غير مسبوق ومهيناً لها، مبيناً أن ابتعاد حلفاء أمريكا التقليديين عنها يؤكد هذه الحقيقة.
وفشلت الولايات المتحدة في تمرير مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي يدين رد فصائل المقاومة الفلسطينية على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، حيث صوّتت واشنطن منفردة لصالح مشروع قرارها، بينما عارضته كل من روسيا وبوليفيا والكويت، وامتنعت إحدى عشرة دولة عن التصويت.
وبالتوازي، حذّرت الصين من أن جميع النتائج الاقتصادية والتجارية للمحادثات الصينية الأمريكية ستكون لاغية إذا فرضت واشنطن أية عقوبات تجارية على بكين، ومنها زيادة الرسوم الجمركية.
وعقد الجانبان الصيني والأمريكي خلال اليومين الماضيين في بكين مشاورات اقتصادية وتجارية برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه ووزير التجارة الأمريكي ويلبور روس.
وجاء في بيان أصدره الجانب الصيني عقب المحادثات: “إن موقف الجانب الصيني سيظل ثابتاً، ولن تدخل كل النتائج الاقتصادية والتجارية للمحادثات حيز التنفيذ إذا فرض الجانب الأمريكي أية عقوبات تجارية، ومنها زيادة الرسوم الجمركية”، مضيفاً: “إنه يجب أن ترتكز نتائج المحادثات على الشرط المسبق بأن يلتقي الجانبان كل منهما الآخر في منتصف الطريق، وألا يدخلا في حرب تجارية”.
وأوضح البيان أن الجانبين الصيني والأمريكي أجريا اتصالاً جيداً في مجالات مختلفة كالزراعة والطاقة، وأحرزا تقدماً إيجابياً وملموساً، وذلك تنفيذاً للتوافق الذي تم التوصل إليه في واشنطن.
وأشار إلى أن الإصلاح والانفتاح وتوسيع الطلب المحلي استراتيجيات صينية وطنية لن تتغير وتيرتها المحددة، كما تعتزم الصين تلبية لاحتياجات المواطنين المتنامية ومتطلبات التنمية الاقتصادية عالية الجودة زيادة الواردات من الدول الأخرى، ومنها الولايات المتحدة، وهو ما يعود بالنفع على البلدين وبقية العالم.
وكان البيت الأبيض أعلن أواخر الشهر الماضي أنه لا يزال يعمل على تطوير العقوبات التجارية الأمريكية التي أعلن عنها في 22 آذار، وتتضمن قيوداً على الاستثمارات الصينية، وتشديد الرقابة على الصادرات، وفرض رسوم بنسبة 25 بالمئة على منتجات صينية في مجال التكنولوجيا تقترب قيمتها من خمسين مليار دولار.
وفي إطار الانتقادات الموجهة لترامب، أكد الكاتب البريطاني ديفيد أوزبورن أن الرئيس الأمريكي يعتمد سياسة العدوان والتسلط في تعامله مع الآخرين على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأوضح، في مقال كتبه في صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، أن ترامب لديه قناعة راسخة بأن التسلط والسلوك العدواني ضد الآخرين هو “النهج الصحيح” دائماً في كل المعاملات، سواء كان ذلك في الحروب التجارية مع الحلفاء، أو محاولاته فرض الإملاءات على دول أخرى، ما يشكل تهديداً واضحاً على الأمن العالمي.
ولفت أوزبورن إلى أن ترامب اعتاد على خضوع الناس له في معاملاته خلال بنائه امبراطوريته العقارية وكل نشاطاته قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، إلا أن هذا الأمر يمثل مصدر خطر رئيسياً على أمن العالم إذا ما تجاوز هذه المجالات إلى العلاقات بين الدول.
واستغرب أوزبورن من ردة فعل عدد من قادة الدول الغربية إزاء تصرفات ترامب وشعورهم بالصدمة من تصريحاته ومواقفه، ولا سيما أنه معروف بسلوكه العدواني، فهو لا يرى مشكلة في إهانة الآخرين، وذلك ما حدث خلال حملته الانتخابية، حيث وصف منافسيه بأبشع الصفات، كما أنه لم يستحِ من الدخول في معركة كلامية مع بابا الفاتيكان.
وكان المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي” جيمس كومي قال في نيسان الماضي: “إن إدارة ترامب للبلاد مماثلة بشكل لافت للنظر لأسلوب زعيم عصابة”، مؤكداً أن ترامب غير مؤهل أخلاقياً ليكون رئيساً للولايات المتحدة.
إلى ذلك، خلص محقق في الأمم المتحدة، مختص بشؤون حقوق الإنسان، إلى أن الفقر في الولايات المتحدة استفحل بشكل كبير في ظل إدارة الرئيس الحالي، معتبراً أن هدف السياسات التي يتبعها هذا الرئيس هو إلغاء شبكة الأمان التي تحمي ملايين الفقراء، فيما تكافئ الأغنياء.
وقال فيليب ألستون مقرر الأمم المتحدة بشأن الفقر المدقع وحقوق الإنسان في تقرير له: “على الرغم من تقليص الرعاية الاجتماعية وإمكانية الحصول على تأمين صحي، فقد منح التعديل الضريبي الذي قام به ترامب كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة، ما زاد من التفاوت”، ودعا السلطات الأمريكية إلى توفير حماية اجتماعية قوية، ومعالجة المشكلات الكامنة وراء ذلك بدلاً من معاقبة ومحاصرة الفقراء.
وأوضح أن السياسات الأمريكية المتبعة منذ الحرب التي أعلنها الرئيس ليندون جونسون على الفقر في ستينيات القرن الماضي كانت تتسم بالتقصير في أفضل الأحوال، وبالرغم من ذلك فإن السياسات التي تم انتهاجها في العام المنصرم استهدفت عن عمد، فيما يبدو إلغاء وسائل الحماية الأساسية للأكثر فقراً، ومعاقبة العاطلين، وجعل الرعاية الصحية الأساسية امتيازاً يتم اكتسابه بدلاً من أن تكون أحد حقوق المواطنة.
وأشار ألستون إلى أن ما يصل إلى 41 مليون شخص أو نحو 12.7 بالمئة من الأمريكيين يعيشون في حالة فقر، فيما يعيش 18.5 مليوناً في فقر مدقع، ويشكل الأطفال واحداً من كل ثلاثة فقراء، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لفقر الشباب بين الدول الصناعية.
وأوضح ألستون أن التعديل الضريبي الذي أقره الكونغرس في كانون الأول سيضمن أن تبقى الولايات المتحدة أكثر المجتمعات غير المتكافئة في العالم المتقدم. واستند التقرير إلى مهمة قام خلالها ألستون بزيارة عدد من الولايات الأمريكية في كانون الأول الماضي شملت ألاباما ولوس انجلوس وكاليفورنيا وبويرتوريكو.
ومن المقرر أن يقدم ألستون التقرير لمجلس حقوق الإنسان هذا الشهر.