اقتصادصحيفة البعث

أوروبا تنتفض في مواجهة تهديدات رسوم السيارات الأمريكية

 

عبَّر الاتحاد الأوروبي وقطاع السيارات الألماني عن الغضب إزاء التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية متزايدة باسم «الأمن القومي»، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع تجاري أمريكي أوروبي. فالأوروبيون الذين يحاولون الإفلات من رسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب و10% على الألمنيوم في الأول من حزيران، ينددون بخطوة يصعب فهمها، إذ قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية جيركي كاتاينن: من الصعب جداً تصور أن يشكل (استيراد السيارات) تهديداً للأمن القومي. وتعتبر شركة فولكس فاجن، القرار الأمريكي أحد أشكال الحمائية من جانب واحد، أما شركة بي ام دبليو فإنها تطالب بالوصول دون عوائق «باسم» النمو والوظائف في الاقتصاد العالمي.

أما اتحاد غرف التجارة الألماني، فقد اعتبر أن المنطق الأمريكي يريد إخضاع الآخرين، وأنه يستهدف خصوصاً الرسوم الأوروبية المفروضة على السيارات المستوردة من الولايات المتحدة والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونسبتها 10%، بينما تبلغ الرسوم الجمركية الأمريكية على تلك المستوردة من الاتحاد الأوروبي 2,5%. وبالنسبة لقطاع الآليات، تفرض الولايات المتحدة رسوم استيراد على الشاحنات وآليات البيك آب قد تصل إلى 25%، بينما تبلغ رسوم الواردات في الاتحاد الأوروبي للآليات نفسها 14% كمعدل. وخلال السنوات العشرين الأخيرة، ارتفعت نسبة السيارات الخاصة المستوردة من 32% إلى 48% من مجمل مبيعات الآليات في الولايات المتحدة. إلا أن شركات التصنيع الألمانية ترفض هذه الحجج، مشيرة إلى أنها تنتج المزيد من السيارات داخل الولايات المتحدة أكثر مما تصدر إليها. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تستخدم أكثر من 36 ألف شخص في الأراضي الأمريكية يضاف إليهم 80 ألف موظف لموردي معدات السيارات الألمان. ويتم تصدير قرابة نصف الوحدات التي تنتجها المجموعات الألمانية في الولايات المتحدة إلى أوروبا أو آسيا، ما يساهم إيجابياً في الميزان التجاري الأمريكي. وتثير تهديدات ترامب مخاوف ألمانيا. ومع 29 مليار يورو تقريباً، شكلت السيارات وقطع الغيار في عام 2017 ما نسبته 25% من الصادرات الألمانية إلى الولايات المتحدة.