أخبارصحيفة البعث

فلسطين: البيت الأبيض يسعى لتسويغ جرائم الاحتلال

 

حذّرت الخارجية الفلسطينية من التعامل مع القضية الفلسطينية كمسألة سكان في حاجة إلى برامج إغاثية حصراً، بعيداً عن بعدها السياسي، وأشارت في بيان إلى أنه رغم التقارير الدولية المختلفة، بما في ذلك تلك الصادرة عن الأمم المتحدة، والتي ترى في الاحتلال الإسرائيلي السبب الرئيسي لتفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، فإن إدارة ترامب لا تزال تدعو إلى التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه كمسألة سكانية بحاجة إلى برامج إغاثية.

وشددت الخارجية على أن هذا الموقف بمثابة أثواب جديدة للمطامع الاستعمارية الإسرائيلية، بعيداً كل البعد عن السبب الرئيسي والجوهري لمعاناة الفلسطينيين.

واتهم البيان البيت الأبيض بالسعي، عن طريق إبراز المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بالذات، إلى تبرئة الاحتلال وشرعنة استمرار كيان الاحتلال في تطبيق مخططاته، محمّلاً الولايات المتحدة المسؤولية عن استغلال معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وتسويقها للعالم بمعزل عن بعدها السياسي الحقيقي.

وأشارت الخارجية إلى أنها تعمل على توضيح مواقفها بهذا الخصوص إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والرأي العالم العالمي، في إطار حراك دبلوماسي نشط، مضيفة: إن السلطة الفلسطينية كانت قد حذّرت الجهات الدولية كافة من “صفقة القرن”، التي تعمل واشنطن على إعدادها، على الشعب الفلسطيني.

في الأثناء، شدّد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة على ضرورة تطوير مسيرات العودة ومظاهرات رفع الحصار عن غزة وإنهاء الانقسام، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني توحّد في الميدان في غزة والضفة والقدس وأراضي 48.

وانتقد حواتمة الانقسام بين فصائل المقاومة، داعياً إلى تنفيذ قرارات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية و”وقف الحرب الإعلامية”.

وتوقّف حواتمة عند صفقة القرن، قائلاً: “إن إدارة ترامب تحاول تنفيذ صفقة القرن خطوة خطوة، وإن دولاً وأنظمة عربية تحاول تمرير الصفقة الأمريكية، وإن ترامب أعلن سحب قضية القدس من التداول، والآن يعلن سحب حق العودة، ويليها إيقاف عمل الأونروا”.

وكانت صحيفة هآرتس ذكرت أن إدارة ترامب ستطلب من أنظمة الخليج استثماراً ما بين نصف مليار ومليار دولار في مشاريع اقتصادية طويلة الأمد بقطاع غزة في محاولة لتهدئة الوضع وتهيئة الأجواء قبل الإعلان عما يسمى “صفقة القرن”، فيما أشار مسؤولون أمريكيون إلى قرب موعد الإعلان عن هذه الصفقة، التي يراد بها حصر الفلسطينيين بأجزاء محدودة ومنزوعة السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وجعل القدس المحتلة خارج أية تسوية، إضافة إلى إنهاء حق العودة مقابل آلية تعويض من قبل المجتمع الدولي.

كما وصف حواتمة الموقف العربي بالمنقسم على نفسه، وأن هناك دولاً عربية تحاور ترامب حول “صفقة القرن” من وراء شعوبها، وأن النظامين الأردني والسعودي يجريان مباحثات مع ترامب حول صفقة القرن في العلن والخفاء، واللقاءات لا تتوقّف”.

ووفقاً لمسؤولين أمريكيين فإن مهندسي الصفقة، ومن بينهم كوشنر ومبعوث البيت الأبيض الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، شرعوا باطلاع حلفاء واشنطن على تفاصيل الخطة، في إشارة إلى أنظمة الخليج المتواطئة مع الولايات المتحدة، وعلى رأسهم نظام بني سعود الوهابي.

ميدانياً، اعتقلت قوات الاحتلال، أمس، ستة فلسطينيين خلال حملات دهم وتفتيش شنتها في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال قامت بنقل المعتقلين إلى مراكز عسكرية للتحقيق معهم.

إلى ذلك، هاجم مستوطنون إسرائيليون حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، واعتدوا على عدد من أهالي الحي بالضرب من بينهم بعض المسنين. وبحسب المصادر، فإن الأهالي تصدّوا للمستوطنين، الذين هاجموا الحي بحماية قوات الاحتلال.

في السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال منزلاً في شارع الشهداء، وقامت بتفتيشه والعبث بمحتوياته، ما تسبب بحالة من الرعب لدى العائلة التي تقطنه وخاصة الأطفال.

وكان عشرات الفلسطينيين أصيبوا، أول أمس، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة بيت أمر قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.