الصفحة الاولىصحيفة البعث

إجراءات مشددة في بغداد وانحسار المظاهرات جنوب العراق

 

عزّزت الحكومة العراقية، أمس، إجراءاتها الأمنية والعسكرية في محافظة البصرة جنوب العراق لحماية المتظاهرين من المجاميع المندسة، التي تحاول استغلال التظاهر السلمي لتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وقال ضابط في قوات الرد السريع العراقية: “ستصل قوة خاصة من قوات الرد السريع لمحافظة البصرة، وستعمل على التدخل إذا ما حدث أي طارئ”.

من جهته قال أحد الناشطين في المظاهرات السلمية في المحافظة: إن “التعزيزات العسكرية ضرورية لحماية المتظاهرين وتقديم الدعم لهم ومنع أي تخريب أو إضرار بالممتلكات”.

وكان قُتل شخص وجُرح ثلاثة خلال التظاهرات المطلبية التي جرت السبت في البصرة، قبل أن تتجدّد في وقت لاحق في المحافظة.

وخلال لقاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مؤخّراً مع وجهاء محافظة البصرة، أكد أن الحكومة العراقية أعدّت خطة كاملة للإعمار والبناء في المحافظة، موضحاً أنه لا يمكن إعمار البلاد وبناء الاقتصاد دون تحقيق الأمن.

بدوره أكد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي -خلال اجتماع طارئ برئاسة العبادي عقد لمناقشة الوضع الأمني المتأتي من التظاهرات المطلبية في عدد من المدن- أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية رصدت مجاميع مندسة صغيرة ومنظّمة تحاول استغلال التظاهر السلمي، وتقوم بتخريب الممتلكات العامة والخاصة في بعض المدن العراقية.

وأعلن المجلس في بيان وقوفه إلى جانب المتظاهرين في مطالبهم، مؤكداً أن الحكومة تبذل أقصى جهودها لتوفير الخدمات للمواطنين.

وأكد العبادي أن التظاهر السلمي حق للمواطن،  ولكن إخراج المظاهرات عن سياقها يمثّل محاولة لإرجاع البلد إلى الوراء، وأضاف: “إن العراقيين لا يقبلون بالفوضى والاعتداء على القوات الأمنية”، موضحاً أن من يقوم بذلك هم أشخاص مخربون يستغلون مطالب المواطنين لأحداث الفوضى، وأردف قائلاً: إن الدولة عندما تستجيب للمواطنين، فتلك قوة وليست ضعفاً، داعياً الأجهزة الأمنية إلى أن تكون على أهبة الاستعداد، ومشدداً على أنه تمّ توجيه الأجهزة الأمنية إلى عدم استخدام السلاح لمواجهة المواطنين غير المسلحين.

وأفادت وكالات بانتشار القوات الأمنية في بغداد وسط إجراءات مشدّدة في شوارع المدينة، فيما أعلنت وزارة الدفاع أنّ العراق وضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى تحسّباً لأي تجاوزات قد تخلّ بأمن البلاد، في وقت شهدت محافظة البصرة تراجعاً للتظاهرات الاحتجاجية.

وأفادت وسائل إعلام عراقية بأن وزير الداخلية قاسم الأعرجي أقال قائد شرطة النجف، وكلّف اللواء علاء غريب إدارة شؤون مديرية شرطة المحافظة، في حين أعلن عدد من شركات الخطوط الجوية وقف رحلاته إلى النجف بسبب الوضع الأمني.

وفي وقت لاحق، ساد الهدوء في مركز مدينة النجف، بحسب ما أكد عضو مجلس المحافظة زهير الجبوري، مضيفاً: إن الحركة عادت إلى مطار المدينة.

إلى ذلك أكد محافظ النجف لؤي الياسري أن الوضع الأمني في المحافظة مستتب، مشيراً إلى عدم وجود حظر للتجول، وأضاف: سنشكّل وفداً من شيوخ ووجهاء النجف لمقابلة رئيس الوزراء واطلاعه على مطالب متظاهري المحافظة.

في غضون ذلك كشف مدير إعلام صحة محافظة ميسان العراقية علي العلاق عن إقدام محتجين على حرق قائم مقامية المجر في المحافظة ومنزل القائم مقام، مشيراً إلى إصابة 23 شخصاً بجروح مختلفة.

كما أقدم محتجون على حرق مقار أحزاب ومنظمات بمدينة السماوة في محافظة المثنى.

وكانت عدة مدن كبرى في جنوب العراق، مثل البصرة والناصرية والعمارة وكربلاء، شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات شعبية على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء، ومطالبة بتوفير وظائف للعاطلين عن العمل، وتحسين الخدمات الحكومية.