الصفحة الاولىصحيفة البعث

ترامب يخطط لإلغاء حق العودة وحل الأونروا

 

في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على آخر آمال الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستعلن قريباً عن خطة تتضمن إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين والاعتراف بنسبة 10 بالمئة من عددهم الإجمالي.

وذكرت القناة في تقرير لها أن الخطة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين من المتوقّع أن تنشر مطلع الشهر المقبل، وستتضمن عدداً من البنود من بينها أن إدارة ترامب ستعترف بنصف مليون لاجئ فلسطيني فقط، وهم المولودون في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وما زالوا على قيد الحياة، ما يعني إسقاط صفة اللجوء عن نحو أربعة ملايين ونصف المليون من أبناء وأحفاد هؤلاء اللاجئين.

وأشارت القناة إلى أن الخطة تتضمن أيضاً إلغاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” ووقف ميزانيتها في الضفة الغربية بهدف ضمان عدم تمكين أي من الدول من تحويل أموال إليها.

وضمن سياستها المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والضغط على الفلسطينيين للقبول بشروطها وإملاءاتها، قررت إدارة ترامب، أول أمس، إلغاء أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الأمريكية المخصصة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويأتي ذلك بعد أن جمّدت الإدارة الأمريكية مطلع العام الحالي تقديم مبلغ 125 مليون دولار من مساهمتها في ميزانية “الأونروا” ما تسبب بأزمة مالية خانقة أثّرت على الخدمات الأولية التي تقدمها الوكالة للاجئين.

وتعليقاً على هذه المعلومات، قال مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان: “إنه سيعلن سياسته فيما يتعلق بمنظمة الأونروا في الوقت المناسب”، دون أن ينفي ما ورد في هذا السياق.

يشار إلى أن ما كان يتمّ الحديث عنه سراً بخصوص بنود ما يسمى “صفقة القرن” التي يتم التحضير لها من قبل إدارة ترامب، والتي تهدف إلى إبعاد القضية الفلسطينية عن واجهة الاهتمام وصولاً إلى تصفيتها تدريجياً وإزالتها من الوجود أصبح علنياً ويتكشف بشكل سريع، حيث بدأت الخطوة الأولى مع اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال وصولاً إلى ما سرّب من معلومات في حزيران الماضي عن طلب الإدارة الأمريكية من أنظمة ممالك ومشيخات الخليج عبر عراب الصفقة صهر ترامب جاريد كوشنر استثمار ما بين نصف مليار ومليار دولار في مشروعات اقتصادية طويلة الأمد بقطاع غزة في محاولة لتهدئة الوضع وتهيئة الأجواء قبل الإعلان عن الصفقة.

وأشار مسؤولون أمريكيون أكثر من مرة إلى قرب موعد الإعلان عن هذه الصفقة، التي يراد بها حصر الفلسطينيين بأجزاء محدودة ومنزوعة السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجعل القدس المحتلة خارج أي تسوية، إضافة إلى إنهاء حق العودة مقابل “آلية تعويض” من قبل المجتمع الدولي.

وبالتوازي، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إقرار سلطات الاحتلال مخططاً لإقامة أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، والعمل المستمر على التهام مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين.

وشدّدت الوزارة في بيان لها على أن التصعيد الاستيطاني الحالي غير المسبوق، الذي بدأ منذ دخول ترامب البيت الأبيض وانحيازه الأعمى للاحتلال، يترجم بشكل ميداني فاضح تفاصيل ما تسمى “صفقة القرن”، ويبدد أي أوهام قد تعقد على نوايا الإدارة الأمريكية، وما تروج له من صفقات، ويغلق الباب نهائياً على أية فرصة لتحقيق السلام.

وبيّنت الخارجية أن ما تروج له واشنطن يمثل ضجيجاً فارغاً يراد منه التغطية على انحياز إدارة ترامب بشكل مطلق للكيان الإسرائيلي وسعيها لتكريس الاحتلال، وهو ما يمنح الاحتلال الفرصة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تذويب القضايا الجوهرية في الصراع، وحسمها بقوة الاحتلال وفق ما يخدم الكيان الإسرائيلي وفي مقدمتها القدس واللاجئون.

في الأثناء، اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، وذكرت مصادر محلية أن المستوطنين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة عبر مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك، حذّرت في وقت سابق سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اتخاذ أي قرارات تمس بقدسية المسجد، وتبيح للمستوطنين إقامة طقوسهم الاستفزازية فيه، وقالت في بيان: “إن المسجد الأقصى هو الحرم القدسي الشريف بمساحته البالغة 144 دونماً بجميع الطرق المؤدية إليه، وهو مسجد إسلامي وجزء أصيل من عقيدة كل المسلمين، ولا يقبل القسمة ولا الشراكة مع أحد”، مؤكدةً أنه ليس لمحاكم الاحتلال أية صلاحية عليه.

وبيّنت الأوقاف أن إقرار أية صلاة لغير المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، وتغيير الوضع التاريخي والديني والقانوني له هو عدوان صارخ على الإسلام والمسلمين في كل أنحاء العالم، محذرةً من استمرار انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين اليومية للمسجد بحماية قوات الاحتلال.

وكانت الحكومة الفلسطينية طالبت المجتمع الدولي مراراً بالتحرك الفوري لحماية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومدينة القدس المحتلة من الإجراءات الإسرائيلية التهويدية والاعتداءات اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال، بينما حذّرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من خطورة الحفريات التي يقوم بها الاحتلال أسفل الاقصى وحوله، داعية منظمة “اليونيسكو” إلى العمل الجاد والسريع لحماية المسجد من اعتداءات الاحتلال.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 فلسطينياً خلال اقتحامها مناطق متفرقة بالضفة الغربية، كما اعتقلت بحرية الاحتلال صيادين اثنين قبالة سواحل السودانية شمال قطاع غزة واستولت على مركبهم.

وتشنّ قوات الاحتلال حملات دهم واعتقال يومية في مدن وقرى الضفة الغربية، كما تستهدف بحريته الصيادين الفلسطينيين بنيران أسلحتها الرشاشة لحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد في مواجهة الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على القطاع منذ أعوام.