الصفحة الاولىصحيفة البعث

مباحثات سورية بولندية لإعادة 100 عائلة سورية من لبنان

 

التقى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أمس نائب وزير الخارجية البولندي انجيه بابيش والوفد المرافق له، وتناول الحديث التقدير العالي الذي تكنه سورية للموقف البولندي من مسألة اللاجئين السوريين والدعم الذي ستقدمه بولندا للقيام بمسؤولياتها في هذا المجال.

بدوره، أعرب نائب وزير الخارجية البولندي عن ارتياحه لزيارة الجمهورية العربية السورية بهدف تقديم المساعدة للدولة السورية لاستقبال اللاجئين السوريين من خلال خلق ظروف مواتية لعودتهم إلى وطنهم.

حضر اللقاء السفير بسام درويش مدير إدارة أوروبا وأسامة علي مدير مكتب نائب الوزير.

وفي تصريح لـ “سانا” رحّب المقداد بالوفد البولندي، وهو الأول الذي يزور سورية على هذا المستوى منذ بدء الأحداث فيها، مبيناً أن الغاية من الزيارة مناقشة مشروع محدد حول عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم، الأمر الذي يعكس موقف بولندا تجاه الأزمة في سورية، ورأى أن موقف بولندا يتسم بالواقعية والعقلانية، مؤكداً أن هذا هو الطريق الصحيح لمساعدة سورية، وأن ربط المساعدات الإنسانية بشروط أخرى أمر غير مقبول، لافتاً إلى أن المبادرة البولندية تتلخص ببناء سكن في مكان تختاره الدولة السورية لما يزيد على 100 عائلة سورية تعيش في لبنان، وتتحمل بولندا نفقات البناء، فيما تتحمّل الدولة السورية نفقات التشغيل والتعليم والمرافق الصحية التي سيتم بناؤها، مشيراً إلى أن الطرفين ناقشا خلال اللقاء عدداً من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية والأوضاع القائمة في سورية والعالم.

بدوره، أكد نائب وزير الخارجية البولندي بابيش أن بلاده ترتبط بعلاقات جيدة مع سورية تعود إلى الأربعينيات من القرن العشرين ولم تقطع هذه العلاقات خلال الفترة الصعبة التي مرت بها سورية والسفارة السورية في وارسو مازالت مفتوحة، كما أن هناك تمثيلاً دبلوماسياً لبولندا على مستوى قائم بالأعمال في دمشق. وأوضح بابيش أن بلاده وقفت منذ البداية ضد خطة إعادة توطين اللاجئين السوريين داخل الاتحاد الأوروبي لأنها قسرية، قائلاً: “إننا في موقع نرى من خلاله أن علينا مساعدة الذين خسروا ممتلكاتهم في سورية، والهدف من زيارتنا هو الاطلاع على ما يمكن القيام به”، وأشار إلى رغبة بلاده في تقديم مشروع تجريبي يمكن أن يساعد اللاجئين العائدين من لبنان، لافتاً إلى أن الوفد حصل على المعلومات اللازمة للتقدم بالمشروع.

كما استعرض المقداد مع مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية والوفد المرافق له أوجه العمل المشترك، وسبل تعزيز التعاون بين سورية والأمم المتحدة في المجال الإنساني.

وفي هذا الصدد أكد الدكتور المقداد أن هذه الزيارة تأتي في ظل الكثير من التطورات الإيجابية التي شهدتها سورية في الآونة الأخيرة والانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الأرض بدحر الإرهابيين من مناطق كثيرة، وتتزامن مع بدء عودة الكثير من المواطنين إلى مدنهم وقراهم والمهجرين السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن سورية ماضية في نضالها ضد الإرهاب إلى حين تحرير آخر شبر من الأرض السورية ووضع حد لمعاناة السوريين الذين عانوا الويلات جراء هذه الحرب الإرهابية على سورية. في الوقت نفسه نوه الدكتور المقداد بأن هذه التطورات الإيجابية التي حققها الجيش العربي السوري تفسح المجال بشكل واسع أمام منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الإنسانية للقيام بدورها في تلبية الاحتياجات الإنسانية بشكل أكثر فعالية والوصول إلى السوريين الذين يحتاجون هذه المساعدات.

بدوره عرض لوكوك عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، معتبراً أن هذه الزيارة تأتي في إطار الاطلاع على وجهة نظر سورية فيما يتعلق بالدور الذي على الأمم المتحدة أن تلعبه في الشأن الإنساني وأولوياتها للمرحلة القادمة، ومبيناً أن الأمم المتحدة تتطلع إلى العمل بشكل مشترك مع الدولة السورية على تقييم الاحتياجات والعمل على تلبيتها.

حضر اللقاء عبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية وأسامة علي مدير مكتب نائب وزير الخارجية والمغتربين.