صحيفة البعثمحليات

“لإزالة أي لبس”

 

 

عودة إلى ما أشرنا إليه سابقاً وتكراراً حول الوتيرة المتباطئة في استكمال وإنجاز مشاريع إعادة الإعمار والبناء، وما يعتري هذه المشاريع من مشكلات إدارية وقانونية وفنية وتقنية ما زالت حتى اللحظة قائمة وتتسبب في تعطيلها وتعثرها.

ولعل أكثر ما يقلق في هذا الملف الشائك هو استمرار العمل بسياسة الترقيع والحلول الإسعافية الموضعية والتي أقصى ما يمكن أن تقدمه كحلول للمشكلات والأزمات المتراكمة هو تأجيل مؤقت لها ومضاعفة آليات الإنفاق والهدر.

والواقع الراهن لمجمل المشاريع وجبهات العمل الميداني في حلب مدينة وريفاً، لا يوحي مطلقاً إلى أي تطابق أو تماثل بين ما تم إقراره على الورق من خطط ودراسات وبين ما هو منجز على أرض الواقع، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول جدية عمل المؤسسات الإنشائية والدوائر الخدمية والتنفيذية وغيرها من اللجان والجهات الوصائية والرقابية والمطلوب منها تفسير وتوضيح الأسباب المباشرة وغير المباشرة لتعثر وتوقف العمل في عدد من المشاريع الحيوية والتنموية، وأسباب تأجيل البدء في تنفيذ مشاريع جديدة، وذلك لتبيان حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وإزالة أي لبس أو شك إن وجد وبكثير من الشفافية والمصداقية، كمدخل ومنطلق لوضع الأمور في نصابها ومسارها الصحيح.

ونعتقد أن المساءلة والمحاسبة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى ما يمكن أن تحدثه انتخابات الإدارة المحلية التي جرت بنجاح كبير من فارق واضح في المشهد العام، وفي آليات العمل الخططي والتنفيذي مستقبلاً في إطار المهام والوظائف المنوطة بالمجالس المحلية والوحدات الإدارية والسلطات التنفيذية والرقابية الممنوحة لها، وبالتالي لا بد من العمل على تفعيل هذا الدور المهم وإيجاد قواسم مشتركة لتعميق وتعزيز العمل الجماعي والتشاركي، وإخراج هذه المجالس من دائرة التهميش والتعطيل والتنظير ومنحها السلطة الكافية للقيام بمهامها ووظائفها وفق ما حدده قانون الإدارة المحلية.

ولعل الأهم في هذه المرحلة هو العمل على تمتين الثقة وتقوية الرابط بين المواطن وكافة مؤسسات الدولة، والحرص ما أمكن على خلق بيئة نظيفة خالية من الشوائب والمنغصات والفساد والمفسدين، واستثمار كل الفرص المتاحة، وتنظيم وتوظيف الجهود المبذولة في خدمة مشروع إعادة الإعمار والبناء، وبما يحقق في المقام الأول الاستقرار المجتمعي ومن ثم النهوض الحقيقي في مختلف المجالات.

خلاصة القول: الرهان كبير والتحدي أكبر، ولكن إرادتنا وتصميمنا أقوى، وعلينا جمعياً عدم تفويت فرصة الفوز وكسب الرهان وتعويض ما فاتنا، فهل نفعل؟

معن الغادري