رياضةصحيفة البعث

المركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي يفتح حواراً حول الحركة الرياضية.. واقعها ومستقبلها اللواء جمعة: الرياضة حصيلة عمل جماعي مع بقية مفاصل الدولة.. ورياضيونا كانوا خير سفراء.. والنتائج ضمن المقبول

ملعب العباسيين عائد للخدمة

فيما يخص ملعب العباسيين قال اللواء جمعة: لا شك في أن لملعب العباسيين أهمية كبيرة للرياضة السورية، فقد قام بدور كبير في استضافة المباريات، والدورات العربية والدولية، ونحن نسعى بالاتحاد الرياضي لإعادة هذا الدور له، وعليه فقد تم تشكيل لجنة من قبل الاتحاد الرياضي، ومؤسسة الإسكان العسكرية، وبدأنا بإعداد الدراسات الهندسية، والكشوف التقديرية لقيمة الأعمال اللازمة لإعادة ملعب العباسيين كما كان صرحاً رياضياً، وستتم إعادة تأهيل أرضية الملعب، والمنصة الرئيسية والسور الخارجي، بحيث تتم مراعاة النواحي الرياضية، والفنية، والجمالية، على أن يقوم الملعب في المستقبل بتخديم شريحة كبيرة من المواطنين الراغبين بممارسة الرياضة، على أمل أن يكون جاهزاً على الدوام أمام كافة الأحداث والفعاليات الرياضية المقبلة، علماً أن تكلفة إعادته للخدمة تقدر بثلاثة مليارات ليرة.

 

على اعتبار أنها شأن حياتي يخص الجميع، فقد كانت للرياضة حصتها من حلقات نقاش المركز الوطني للبحوث واستطلاع الرأي، فخلال الحلقة التي أقامها المركز تحت عنوان: “الحركة الرياضية.. واقعها ومستقبلها”، وقدمها الزميل مؤيد البش، وحضرها اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي العام، جرى الحديث عما تضم من رياضيين، وكوادر، ومنشآت، وملاعب، وتم التأكيد على عدم القدرة على فصل واقع الحركة الرياضية اليوم عن بقية الجوانب الحياتية، والأوضاع التي يعيشها الوطن، ومن الظلم أن يتم تقييم واقع رياضتنا بالقياس إلى دول الجوار، أو أي دول أخرى، فظروف الأزمة جعلت النظرة للرياضة على أنها أمر ثانوي مع وجود أولويات جديدة.

وأضاف الزميل مؤيد بأن عالم الرياضة جزء من تنمية متكاملة، فلا يمكن أن تكون الرياضة بخير إن لم تكن الصحة والتربية والتعليم بخير، وهناك أزمات كثيرة تحتاج جهداً كبيراً لحلها.

ثم تحدث بلمحة سريعة عن تاريخ الحركة الرياضية السورية في مرحلة ما بعد الحركة التصحيحية، وإصدار المرسوم /38/ لعام 1971 الذي نظم الحركة الرياضية في سورية، وأطّرها في إطار حزب البعث العربي الاشتراكي، وأصبحت للرياضيين منظمة خاصة ترعى شؤونهم، وتقدم لهم الدعم والرعاية، وهي منظمة الاتحاد الرياضي العام، حتى جاء القانون رقم 58 لعام 2002 الذي شكّل نقطة تحول بارزة، حيث أعاد تنظيم الحركة الرياضية، وسمح بتطبيق نظام الاحتراف في أنديتنا، ما دفع بعجلة الرياضة إلى الأمام، وتعزز الواقع الرياضي أكثر فأكثر بصدور المرسوم رقم (7) لعام 2005 الذي حمل رؤية حضارية متطورة، وأعطى الرياضة بعداً جديداً في العمل عندما منح اتحادات الألعاب وفروع الاتحاد الرياضي استقلالية مالية وفنية، وفي عام 2014 صدر القانون رقم 8 الذي منح المنظمة القدرة على العمل الفني والاستثماري بكل راحة.

وبيّن الزميل مؤيد عراقة الرياضة السورية، كون أولى المشاركات السورية في الألعاب الأولمبية عام 1948، ومشاركة سورية في دورة المتوسط الأولى عام 1951، وتأسيسها للدورة الرياضية العربية.

وفي توصيفه لحال الرياضة أكد اللواء جمعة أنه لا يمكن القول بأن الحركة الرياضية في أفضل حال، لكنها في الوقت ذاته ليست سيئة بالمطلق، وخلال فترة الأزمة حققت الهدف الأساسي، وحافظت على تواجدها بعيداً عن النتائج، وتمت الإضاءة على الإنجازات التي تحققت خلال العام الحالي، حيث حققت رياضتنا 273 ميدالية في مختلف الألعاب.

أما أبرز الصعوبات التي تواجهها فأشار اللواء جمعة إلى أن الحصار الرياضي الذي تفرضه الكثير من الدول، وخاصة العربية، هو الحلقة الأصعب، وصعوبة الحصول على التأشيرات.

ولفت اللواء جمعة إلى الجانب الوطني للرياضة خلال الأزمة، حيث قدمت الرياضة السورية 465 شهيداً، كما أن استمرار نشاطات رياضات محافظات: (دير الزور، الرقة، الحسكة، ادلب) في كل الأوقات، واستمرار دعم رياضييها أمر في غاية الأهمية، وتم تفعيل موضوع المصالحة الرياضية، واستعادة الكثير من النجوم الذين ابتعدوا سابقاً، ولكن تبقى الرسالة التي حملها الرياضيون في مشاركتهم الخارجية بأن سورية بخير، فكانوا خير سفراء للوطن.

وأشار الزملاء الحاضرون إلى أهمية الرياضة في بناء الإنسان، ولابد من العمل على القول المأثور: العقل السليم في الجسم السليم، فقد قاربت الرياضة في بعض الدول بأن تصبح صناعة، لذلك لم تعد تخلو من التسييس.

وأيّد اللواء جمعة هذا الكلام مبيّناً أن الرياضة تهم أي مجتمع، فهي قديمة قدم التاريخ، وخاصة في سورية، فأول مضمار لسباق 200م أقيم في عمريت قبل 227 عاماً من الميلاد، ويمكن أن نقسّم الحركة الرياضية إلى مرحلتين: ما قبل الحركة التصحيحية، وما بعدها، فبعد قيام الحركة التصحيحية واليوم هناك 432 نادياً، وحوالي 483 ألف منتسب للاتحاد، واتخذنا في الشهر السادس من العام الحالي قراراً بإعادة تفعيل العضوية.

وفي رد حول سؤال حول وجود رضى عما تم تقديمه خلال الأزمة، تحدث اللواء جمعة عن عدم وجود رضى كامل، ولكن بشكل عام الرياضة حالة وطنية، وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد الذي التقى الرياضيين 7 مرات خلال الأزمة: أنتم يا منتخب كرة القدم حالة إجماع وطنية شهدت عليها ساحات الوطن، وساهمت بالمصالحة.

وكشف اللواء جمعة أن الرياضة ليست الاتحادات فقط، وإنما جملة مكونات الدولة من وزارة الصحة، إلى التربية، مروراً بوزارة التعليم، ومجلس الوزراء، مبيّناً أن الإنجاز الرياضي أكبر بكثير من الإنفاق، إذ لا يوجد تناسب بين الاثنين، فسنوياً يسافر 500 لاعب خارج القطر، صحيح أننا غير مقتنعين بالأداء، ولكن الميداليات حاضرة، لم نحقق إنجازاً في الأسياد، ولكننا عوّضنا بالبعثة الباراأولمبية.

وتناول الحاضرون موضوع الاستثمار الذي وضحه اللواء جمعة، مبيّناً أن مردود الاستثمار غير ملب للطموحات، رغم أنه اليوم تخطى 3 مليارات بين العائدات المركزية وعائدات الأندية، صحيح أنها لا تتناسب والواقع، ولكنها جيدة ضمن الظروف.

وحول الجانب الإعلامي طالب اللواء جمعة الصحفيين أن يكونوا ملمين بها، وأن يثقف الصحفي نفسه بما يريد أن يكتب عنه، فالكثير من الإعلاميين يكتبون من وراء المكاتب دون النزول إلى الأرض، والتأكد من المعلومة، وصراحة الإعلام المكتوب متابع أكثر من أي نوع آخر من الإعلام.

إنفاق ومبالغ

وحول ما يقال عن كمية الإنفاق على الرياضة قال اللواء جمعة: بلغ الإنفاق لهذا العام ملياراً ومئتي مليون، هناك بعض الهدر، ولكن هناك معاناة للرياضي في السفر، والصرف غير منطقي ولا يتناسب مع حاجة الرياضي أو الظرف الحالي، وبالتأكيد الإنجازات دون الطموح، لأننا نطمح لتحقيق الكثير، وبمقدورنا ذلك.

وأضاف: مسألة الاحتراف يعاد النظر فيها، فلا يطبق الاحتراف بشكل صحيح، وخاصة في كرة القدم، ونحن نعمل على تصحيح ذلك، وقد تخلصنا هذا العام من 40% من المشكلات بما يخص كرة القدم، والدولة تعطي لكل ناد كتلة مالية معينة، وله حرية التصرف في إنفاقها، لكنها لا تستطيع أن تعطيه الاستقلالية المالية، فهناك آمر صرف مركزي واحد.

“البعث”