ثقافةصحيفة البعث

“حماة الحجارة”.. موظفون بسطاء انقذوا متاحف سورية

 

تضمنت ندوة “واقع المتاحف السورية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني” التي أقيمت مؤخراً في القاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق مجموعة من المحاور الهامة والقيمة والعناوين الغنية التي قدمتها شخصيات محلية وعالمية معنية بحماية التراث الثقافي.

المتاحف التاريخية
أدار الجلسة الأولى من الندوة د.طلال معلا وتحدث فيها الباحثان: ماجور بالاج ومروان حسن عن إعادة تصور البيانات الأثرية في قلعة المرقب والتي على الرغم من كونها أكبر قلعة في بلاد الشام إلا أنها ليست على قائمة اليونسكو، وقد تم التطرق إلى تاريخ القلعة وأهميتها والمسوحات المعمارية التي أجريت لها بمساعدة الهنغاريين، كما تحدثت بشرى طه باسم فريق العمل (د.ميكايل موليست، آنا غوميز، جوزيف انفروست ، والتر كرول) عن دور المتاحف والمواد التاريخية مبينة أنهم شاركوا في تقييم الأعمال الأثرية ووجدوا مجموعة من اللقى، بهدف تزويد الجمهور بمعلومات ثلاثية الأبعاد من المواقع كأرث تاريخي، كذلك تحدث نظير عوض عن الوضع الراهن للمتاحف السورية وتأثير الأزمة عليها وضرورة الاهتمام بالمقتنيات المتحفية وحمايتها وتوثيقها، وعرج على درجات المتاحف فهناك المتاحف الإقليمية والتقاليد الشعبية وجميع المدن السورية موجود فيها متاحف تمارس الأنشطة ووظيفتها ثقافية واجتماعية، كما تحدث المرمم وبارتوس ماركوفسكي عن عملية ترميم التمثال أسد اللات في تدمر الذي شارك بها وهو من أشهر التماثيل الرومانية.

حماة الحجارة
وفي بداية الجلسة الثانية تحدث أحمد ديب عن عمليات الإنقاذ التي قامت بها مديرية الآثار والمتاحف في المتحف الوطني في تدمر عبر مشروع توثيق اضطراري لجميع الآثار السورية، وهذا المتحف له خصوصية كبيرة في سورية والعالم، لافتاً إلى أنه تم وضع خطة لإنقاذه عبر عدة مراحل، كما ركز أوليفيه بورجوا عن(حماة الحجارة أرشفة ذاكرة حماية التراث خلال الأزمة السورية” مؤكداً أن من حمى الآثار السورية هم موظفون مدنيون، وقد كان هناك أنواع مختلفة من الإنقاذ وكانت الغاية تجميع وثائق عما يسمى(حماة الحجارة الأثرية) وبالطبع هو ليس عن الحجارة بل عن الناس لأن التراث هو إنساني في النهاية، وفيما يخص عمل مكتب الاسترداد في المديرية تحدث د.همام سعد بأنه مكتب حديث بدأ العمل عليه بسبب ما تعرضت له الآثار السورية من نهب وسرقات وبدأت فكرته عام ٢٠١٦ وهو يتعاون مع الانتربول السوري المرتبط مع الانتربول الدولي، وهو يعتمد على العمل الجماعي وليس فقط على أعضائه وهو معني باسترداد القطع المسروقة من المتاحف السورية ليس فقط خلال الحرب بل كل القطع المسروقة من سورية،وتناول أيمن سليمان مدير الشؤون القانونية في المديرية (الحماية القانونية للتراث الأثري السوري) مؤكداً أن التراث السوري محمي بموجب قانون الدستور السوري وهناك مجموعة قواعد التراث الثقافي في سورية. منوها للاتفاقيات الدولية مع سورية لحماية التراث الثقافي.

البحث والترميم
كما ركزت الجلسة الثالثة على (البحوث والترميمات الأثرية) تحدث من خلالها حازم حنا عن تجربة ترميم برج الكنيسة في قلعة الحصن بالتعاون مع البعثة السورية الهنغارية، حيث تم إعادة تأهيل القلعة التي كان لابد من التدخل لإنقاذها، وأكد د.جولت فاغنر بأن هذا المشروع كان معتمداً على التعاون بين الجانبين فهو مشروع هنغاري سوري، لافتاً إلى أهمية القيام بتجديد المتاحف ودعمها ببرامج تعليمية وليس الاكتفاء بالعرض البصري، كذلك تحدث أدمون العجي عن المتحف المستقبلي في قلعة دمشق وعرض المخطط التوجيهي له في القلعة التي تشكل همزة الوصل بين شطري المدينة الحديث والقديم ولها موقع استراتيجي، لافتاً إلى انه تم اقتراح وجود متحف آخر لأن العاصمة دمشق بحاجة لمتحف جديد وموقعه المميز سوف يحقق له عدة وظائف وأهداف وسوف يصار إلى افتتاحه قريبَا، كما تحدث د. هيثم حسن عن (مشروع المتحف الموقع في قلعة مصياف) فحجم المكتشفات وقيمتها استلزم إنشاء متحف يضم الآثار المكتشفة في هذه المنطقة لإعطائها حقها ومن أجل الربط بين الساحل السوري والداخل السوري، وتناول د.كلاوس بيتر هاسي (الألواح الجصية الإسلامية المبكرة في بعض المتاحف السورية) مؤكداً أن سورية هي بلد الآثار والتاريخ والفنون وقد تغيرت أمورا كثيرة بعلم الآثار الذي بدأ يهتم بالفنون الإسلامية ولاسيما في الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أن سورية دمجت كل التقنيات والموضوعات والفنون جميعها في بلد واحد، وفيما يخص دور الجهات الأمنية في دعم المديرية تحدث خالد الحسين عن العلاقة الوثيقة بين المديرية والانتربول في دمشق، ولفت جوني أسبر إلى وجود مجموعة من نقاط الشراكة بين وزارتي الداخلية والثقافة والمديرية عبر الشراكة في التوعية والحماية والاستعادة ووزارة الداخلية لها دور أخلاقي وقانوني، وركز أيهم ديب على الجمارك السورية مؤكداً الشراكة الداعمة للمديرية للحفاظ على التراث الثقافي، مشيراً إلى أن كافة الأجهزة المعنية دقت ناقوس الخطر لحماية التراث معرجاً على مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الجمارك.

حماية التراث
وفي الجلسة الختامية للندوة تحدث أنطونيو غيماروستي أن الغاية هي حماية التراث والهوية السورية مؤكداً خصوصية موقع المتحف الوطني بدمشق ومشدداً على أهمية الحفاظ على موقعه، لأن تغيير مكانه سيفقده هويته، ورأت ياسمين محمود بأن علم الآثار هو ملك للجميع وأن العلاقة بين المتاحف والمواقع تدور حول الأصالة والعراقة والتجربة الإنسانية وصلتهم بكل القطع الأثرية، ويجب تقديم المعلومات عنها بشكل تفاعلي تكاملي،كما تحدث قاسم المحمد عن تاريخ المتحف الوطني في دمشق منذ تأسيسه عام 1919 وأهميته في جمع الآثار السورية والحفاظ عليها وعرج على جميع المراحل والتعديلات التي جرت عليه.
لوردا فوزي