الصفحة الاولىصحيفة البعث

“الفصائل” بدأت الرد.. وصفارات الإنذار تدوي في المستوطنات

 

 

ردّاً على جريمة الاحتلال باستهداف بلدة خزاعة جنوب قطاع غزة المحاصر، والذي أسفر عن استشهاد سبعة فلسطينيين وإصابة سبعة آخرين، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بدء الردّ على جريمة الاحتلال، وأكدت قصف مواقع ومغتصبات العدو بعشرات الصواريخ، وقال المتحدّث باسم حركة الجهاد، داوود شهاب: إن غرفة عمليات المقاومة اتخذت القرار حتى يدرك الاحتلال وكل من يدعمه أنه لا أمن ما لم تكن حياة الشعب الفلسطيني آمنةً، وأن التلاعب بحياة أبنائنا لن يكون بلا ثمن.
وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدّثت عن إصابة 10 أشخاص في القصف الصاروخي، بينهم 6 في إصابة حافلة في سديروت، كما أصابت صواريخ المقاومة مصنعاً في المنطقة الصناعية بسديروت، فيما شوهدت أعمدة اللهب تتصاعد من المستوطنة.
وأطلقت المقاومة أكثر من 100 صاروخ على منطقة غلاف غزة ووسط غرب النقب ومنطقة البحر الميت، في حين شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق سياج غزة، واستهدفت إحداها مطار غزة المدمّر.
وأطلقت صفارات الإنذار في منطقة لاهافيم شمال بئر السبع وكريات أربع وغوش عصيون وبيت لحم والخليل والبحر الميت وأريحا، فيما أصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات بفتح الملاجئ في مستوطنات غلاف قطاع غزة حتى بعد 40 كم، حسب الإعلام الإٍسرائيلي.
وكان الناطق باسم لجان المقاومة في فلسطين أبو مجاهد، قال: إن “كل أذرع المقاومة الفلسطينية سترد بشكل موحّد على عملية الأحد، ونؤكّد أن الرد قد بدأ”، وأضاف: “إسرائيل منيت بهزيمة كبيرة داخل قطاع غزة”.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد أفشلت ليلاً عمليةً إسرائيليةً نفذتها قوة خاصة تسلّلت إلى شرق خان يونس في القطاع، وبعد اكتشاف أمرها طاردها المقاومون، ونشب اشتباك أدى إلى مقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر وارتقاء سبعة شهداء.
واعترف الاحتلال الاسرائيلي بمقتل ضابط وإصابة آخر خلال العدوان على خان يونس في غزة.
من جانبها، أكدت مصادر محلية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بصاروخ منطقة جبل الريس شمال غزة، إضافة لاستهدافها نقطتي رصد للمقاومة في خان يونس ومحول الكهرباء الرئيس للبلدة، كما قصف سلاح الجو الإسرائيلي مواقع للمقاومة بمنطقة المحررات بين مدينتي خان يونس ورفح، وأضافت: القصف الإسرائيلي طال موقع فلسطين التابع للمقاومة شمال غزة، ما أدى إلى وقوع 3 إصابات نقلت إلى المستشفى الإندونيسي، مشيرة إلى أن مدفعية الاحتلال ضربت مرصداً للمقاومة شرق دير البلح، وأطلقت قذائف عدة تجاه محيط مخيم العودة شرق جباليا شمال القطاع، كذلك قصفت الطائرات الإسرائيلية الشريط الحدودي لغزة مع مصر بصاروخين على الأقل.
وزارة الصحة الفلسطينية، أكدت ارتقاء 3 شهداء وسقوط عدد من الجرحى جراء استهداف قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين شمال القطاع،  فيما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الشهداء هم: محمد عودة ومحمد زكريا التتري شمال القطاع، وحمد النحال شرق رفح جنوب القطاع.
ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي الجائر منذ أكثر من عشر سنوات، في ظل عمليات القصف التي تشنها قوات الاحتلال بمختلف الأسلحة، بما فيها المحرّم دولياً، على أهالي القطاع، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية عدوان طيران الاحتلال على بلدة خزاعة، وأوضحت أن الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران الاحتلال شرق مدينة خان يونس عدوان صريح ومخالف لكل معايير القانون الدولي والقوانين الأخرى ذات الصلة، وطالبت المجتمع الدولي، وخاصة تلك الأبواق التي دأبت باستمرار على تبرير العدوان الإسرائيلي المتواصل وجرائمه ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بالخروج عن صمته، وإدانة هذا العدوان الذي أدى إلى ارتقاء شهداء وإصابة آخرين وخلّف دماراً واسعاً في منطقة خان يونس.
وأدان حزب الله العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى وقفة صادقة وشجاعة إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقال في بيان: إن المقاومين الفلسطينيين الذين خاضوا مواجهات بطولية مع جنود الاحتلال في خان يونس لقنوا العدو درساً سيدفعه إلى التفكير ملياً قبل الإقدام على أي عدوان، لافتاً إلى أن الرد الصاروخي الشجاع الذي قامت به المقاومة لهو تعبير صادق عن إرادة وتصميم الشعب الفلسطيني والتزامه بالدفاع عن أرضه ومقدساته. ونوّه حزب الله بيقظة المقاومة الفلسطينية وتصديها لتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإيقاعها قتلى وجرحى بين أفرادها رغم زج العدو بطيرانه الحربي وتنفيذه غارات عدة في القطاع، وشدد على أن الشعب الفلسطيني الشجاع قادر على التصدي لاعتداءات العدو وإحباط مؤامراته.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، فقد شنّت حملة مداهمات طالت منازل الفلسطينيين في مدن بيت لحم ورام الله وبلدتي قطنة وبدو شمال غرب القدس المحتلة، واعتقلت تسعة فلسطينيين بينهم طفلان، فيما جدّدت الخارجية الفلسطينية إدانتها لمخططات الاحتلال الهادفة إلى تعميق الاستيطان، وتهجير الفلسطينيين قسراً، وتهويد شرق القدس المحتلة ومحيطها، وقالت في بيان: “إنه في هذا الإطار تتواصل محاولات الاحتلال لتهويد حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة عبر محاولات السيطرة على منطقة كرم الجاعوني بما سيؤدي إلى سرقة ما يزيد على 15 دونماً وتهجير نحو 100 عائلة فلسطينية”.
ولفتت الخارجية إلى خطورة المخطط التهويدي في حي الشيخ جراح الذي يهدف إلى خلق تواصل استيطاني بين القدس الغربية والشرقية وصولاً إلى تهويد جميع المناطق المحيطة بأسوار القدس المحتلة وتحويل الأحياء الفلسطينية إلى جزر معزولة في محيط استيطاني، وأكدت أن صمت المجتمع الدولي على الاستيطان وتقاعسه عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بات يشكل غطاء للاحتلال في عمليات تهويد القدس الشرقية المحتلة، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة بسرعة التحرك لوقف سرقة كرم الجاعوني وحماية المباني التي أنشأتها الأمم المتحدة عليه والتي تسكن فيها 100 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من القدس الغربية.
في الأثناء، اقتحم 33 مستوطناً إسرائيلياً المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية قوات الاحتلال، من جهة باب المغاربة، ونفذوا طقوساً استفزازية في باحاته، وأشارت مصادر إلى اعتقال طالب فلسطيني من مدرسة الأقصى الشرعية أثناء تواجده في ساحات المسجد.