ألفرد نوبل.. يرشو ضميره

يعتبر الكثير من مفكري العالم ومثقفيه وعلماؤه، ان جائزة “نوبل” التي حدث أن وقع وثيقتها في مثل هذا اليوم من عام 1895  “ألفرد نوبل”-1833- 1896-وذلك في النادي السويدي النرويجي بباريس، ليست إلا رشوة لضميره، عن اختراعه البارود، الذي له ما له من آثار مباشرة دموية، وذلك في كل الحروب التي اعتمدت “البارود” كسلاح، وعلى أساسه تم صناعة الكثير من الأسلحة المتفجرة التي تعمل به كوقود لذخيرتها القاتلة، فهذه الجائزة التي تركها “نوبل” في وصيته جاءت بعد أن قرأ في إحدى الصحف، مجموعة من التعليقات على شائعة نًشرت في الجريدة تنعيه، ما جعله يقرر أنه سيترك شيئا للعالم الذي ساهم في تدميره.

واحدة من ضمن 6 جوائز نوبل، تلك التي صادق على تأسيسها “ألفرد” هي جائزة نوبل للسلام، وتُمنح لشخصيات تسعى لإقامة السلام، ومنهم حمامة السلام القاتل”مناحيم بيغن” وغصن الزيتون الذي تحمله حمامة السلام، المجرم “إسحاق رابين” وإلى جانبهم بركة السلام، الصهيوني حتى النخاع “شمعون بيريز”.

اليوم هناك تشكيك عالمي في كل مرة تُمنح هذه الجائزة لأحدهم، بنزاهتها وعدم تسييسها، حتى في المسابقات الأخرى للجائزة كالأدب مثلا، حيث ذهبت بالفعل إلى أدباء عِظام، كما أنها أيضا ذهبت على أدباء، لا يعرفهم إلا كل طويل عمر، وكان أن نالها سابقا من العرب “نجيب محفوظ” المعروف بموقفه المؤيد للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو يعلم أنه لم ينلها إلا لأجل هذا، أو أن لهفته على الجائزة جعلت أي قيمة إنسانية أخرى، غير ذات أهمية أمام المليون دولار.

جائزة نوبل التي تم توثيقها كما ذكرنا في مثل هذا اليوم، ما هي إلا غسل يدين ملطختين بالدماء، بماء آسن، واللهاث خلفها، يعني تشريعا جديدا للقتل وأدواته، رغم أنه وكما قيل إن “ألفرد نوبل” اخترع البارود لاستخدامات علمية، وفي تلك الفترة، لم تظهر أي استخدامات علمية له بشكل فعّال إلا في الحروب الدامية، التي مهد لها البارود الطريق لتصبح أكثر دموية وعنفا.

إعداد: تمّام علي بركات