الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتجاجات تتسع.. والضغوط على ماكرون تتصاعد

على الرغم من حزمة الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تلبية لمطالب المحتجين على سياساته الاقتصادية والاجتماعية، أعلنت السترات الصفراء العزم على مواصلة الحركة الاحتجاجية في مختلف المناطق الفرنسية حتى تحقيق جميع المطالب، معربة في الوقت ذاته عن خيبة أملها بعد كلمة ماكرون.

وبعد إنهاء ماكرون كلمته أعلن العديد من المحتجين عزمهم الاستمرار في قطع الطرقات وإقامة السواتر في الشوارع، كما دعوا إلى مواصلة التعبئة السبت المقبل في جميع أنحاء فرنسا، ليكون خامس أسبوع على التوالي يشهد تحركات على مستوى البلاد منذ انطلاق الحركة في الـ 17 من تشرين الثاني الماضي.

وفي محاولة منه لاحتواء الاحتجاجات تعهّد ماكرون، في أول خطاب تلفزيوني له بعد الأحداث، مساء الاثنين، بخفض الضرائب عن أرباب المعاشات وزيادة الحد الأدنى للأجور بأكثر من مئة يورو في كانون الثاني القادم.

وبعد كلمة ماكرون أعلن المحتجون في عدة نقاط تجمع أنهم غير راضين عن موقف الرئيس، وقال بيار غايل لوفيدير في مونسو ليه مين بشرق البلاد: إن ماكرون لم يحسن فهم ما يجري.

وجاءت ردود فعل النقابات الأولية شديدة الانتقاد لماكرون، الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوياتها، ورأت الكونفدرالية العامة للعمل “سي جي تي” أن ماكرون لم يفهم شيئاً عن الغضب الذي يتم التعبير عنه.

وتسعى الحكومة الفرنسية لإقناع الفرنسيين بأن التدابير التي أعلن عنها ماكرون تستجيب لمطالب “السترات الصفراء”، اذ سيلقي رئيس الوزراء إدوار فيليب كلمة أمام مجلس النواب يفصّل فيها الإجراءات التي كشف عنها الرئيس في كلمته التلفزيونية، فيما يستقبل ماكرون ممثلي القطاع المصرفي، ثمّ في اليوم التالي ممثلي الشركات الكبرى، ليطلب منهم المساهمة في المجهود الإجمالي من خلال تدابير ضريبية على الأرجح وفقا للوكالة الفرنسية.

إلى ذلك شهدت باريس مظاهرات شارك فيها أعداد كبيرة من الطلاب في يوم أطلقوا عليه اسم “الثلاثاء السوداء”، ورفعوا فيها شعارات تطالب بـ “إصلاح نظامي القبول في الجامعات الفرنسية والشهادة الثانوية”، وذلك في تحرّك احتجاجي جديد يضاف إلى الأزمة السياسية الحادة التي يواجهها ماكرون.

الاحتجاجات الطلابية جاءت بدعوة من نقابة الاتحاد الفرنسي لطلاب المدارس الثانوية، وقوبلت بقمع الشرطة الفرنسية، التي اعتقلت عدداً من الطلاب المتضامنين مع حركة “السترات الصفراء” الاحتجاجية، في الوقت الذي أقرت فيه وزارة التعليم الفرنسية بأن 170 مدرسة ثانوية شهدت اضطرابات، وتوقّف 60 منها عن العمل.

في الأثناء، قال غيّوم بيلتيه النائب الأول لرئيس حزب الجمهوريين المعارض، ثاني أكبر حزب في البرلمان الفرنسي: “تحدث ماكرون بشكل جيد بعد أن تصرف بشكل سيئ. خطابه من حيث النغمة والجوهر، يمثّل أول انتصار تاريخي لفرنسا العمال والطبقات الوسطى”، وأضاف: “ماكرون تحدث وكأنه ضد ماكرون، وقلب سياسة الشهور الـ18 الأخيرة رأساً على عقب”.

من جهتها، اعتبرت مارين لوبان، زعيمة حزب “الجبهة الوطنية” اليميني ومنافسة ماكرون السابقة في الانتخابات الرئاسية، أنه رفض الاعتراف بفشل نهجه الاقتصادي، مقتصراً على التخلي عن “بعض أخطائه الضريبية” فقط.