رياضةصحيفة البعث

ورطة كروية

 

مع تواتر الحديث عن نية فريق الحرفيين الانسحاب من الدوري الكروي لأسباب مالية، تعود سماء رياضتنا لتتلبّد بغيوم التشاؤم، فبعد أن تفاءلنا خيراً بموسم كروي مميز ذي طابع احترافي بعد سلسلة الخطوات التي اتخذها اتحاد اللعبة في هذا الاتجاه، وأهمها وضع روزنامة ثابتة، وجدول زمني للمسابقة، مع تحديد ضوابط انتقال اللاعبين، ووجود لجنة مختصة لمعالجة مشاكلها، عادت الأمور لمربعها الأول في ضوء الوضع المزري لكرة الحرفيين التي لا تبدو قادرة على إيجاد أدنى مقومات التواجد بين المحترفين!.
طبعاً لسنا بوارد الغوص في أسباب التدهور الذي أصاب ممثّل الكرة الحلبية، والذي كان حصاناً أسود في منافسات الموسم الماضي، إلا أننا يمكن أن نشير إلى أنه ضحية أخرى من ضحايا غياب التخطيط والاعتماد على الصدف الآنية دون وجود مقومات فريق كروي.
وما سيزيد الأمور صعوبة على كرة الحرفيين أنها بالأساس لا تمتلك قواعد كروية، ففريق الشباب لم يكمل منافسات العام الماضي لعدم كفاية اللاعبين، وفوارق المستوى، كما أن النادي بلا منشأة، ولا استثمار، وحتى الدعم الذي يفترض أن يكون من الجهة التي يتبع لها غير كاف لبناء فريق كروي.
وفي ضوء هذه الحال سيكون اتحاد الكرة أمام ورطة كروية حقيقية في حال استمرار النية نحو الانسحاب من الحرفيين، فالخيارات وفق تكهنات البعض ستكون إما الاستمرار بـ 13 فريقاً، أو اعتماد فريق المحافظة كونه صاحب المركز قبل الأخير في دوري الموسم الماضي، ولكن يبقى هذا الكلام سابقاً لأوانه مع وجود وقت كاف لإيجاد صيغة لإنقاذ روزنامة الدوري، والحفاظ على الاستقرار المنشود.
عموماً ما يعيشه نادي الحرفيين يمكن أن ينطبق على كثير من أنديتنا التي تعاني العوز، وسوء الإدارة، وكل الخوف على مستقبلها إن لم يتغير الفكر المتبع، وطريقة العمل البعيدة عن الاحترافية!.
مؤيد البش