رياضةصحيفة البعث

سلتنا الشابة تاهت في آسيا اتحاد اللعبة يبرر.. والمحاسبة غائبة.. وسمعة رياضتنا آخر الاهتمام!

 

أنهى منتخبنا الوطني للشباب بكرة السلة مشاركته بنهائيات آسيا المقامة حالياً في العاصمة التايلاندية بانكوك بالخسارة الثالثة على التوالي، وجاءت أمام الهند بنتيجة (59-100)، وقبلها خسر أمام كوريا الجنوبية (66-130)، وأمام الصين تايبيه (62-92)، لتسجل المشاركة الأسوأ لسلتنا في البطولات الآسيوية، وليعود منتخبنا “بخفي حنين”!.
هذه المشاركة رسمت أكثر من علامة استفهام حول امتلاك لاعبينا أساسيات اللعبة، فعلى أرض الملعب وضح سوء التمرير، وغاب التمركز تحت السلة، والتسديد من خارج القوس، وبات تسجيل الرميات الحرة حلماً، (ظهر ذلك جلياً بمباراة الهند التي لم نسجل فيها سوى 13 من أصل 38 رمية حرة)، ومن خارج القوس كان خارج الحسابات، والأهم من كل ذلك أن منتخبنا لم يلعب بأية خطة منظمة، وكما يقال بالعامية: منتخبنا لعب على مبدأ: “طجت لعبت”؟!.

حتى الهند!!
منتخبنا أمام الهند كان سيئاً بكافة المقاييس، وبدا دفاعنا هشاً، ومدربنا غير مدرك لما يجري على أرضية الملعب، فالربع الأول انتهى للهند (25-13)، وأهدر لاعبونا أكثر من 11 هجمة لم يسجلوا فيها أية نقطة، وفي الثاني لم نسجل سوى نقطتين حتى آخر دقيقة، ومدرب منتخبنا “يتفرج” على المباراة، وكأنه أحد الحضور، وقبل النهاية سجلنا خمس نقاط، وبعملية حسابية سجلنا 7 نقاط بالربع مقابل 22 نقطة للهند التي تفوقت بنهاية النصف الأول بنتيجة (49-20)، وفي الثالث لم يتغير الحال، لكن منتخبنا سجل نقاطاً أكثر فسجل 14 نقطة مقابل 30 للهند التي تفوقت بنتيجة (79-34) في الأخير، وبعد أن اطمأن مدرب الهند على الفوز أشرك الصف الثاني ما مكن منتخبنا من الفوز بالربع بنتيجة (25-21)، وكان الفارق قد وصل ببعض المراحل لـ 55 نقطة، منتخبنا في النهاية خرج خاسراً بفارق 41 نقطة (59-100)؟!.

مسرحية هزلية
فصول المسرحية الخاصة بمنتخبنا بدأت منذ أن تم تعيين المدرب هيثم جميل مدرباً للمنتخب، (وهو بالوقت نفسه يشغل رئيس لجنة المدربين)، والفصل الثاني تمثّل بطريقة انتقاء اللاعبين، وعملية الإعداد للبطولة التي تأهلنا لها “بالصدفة”، ليكون الفصل الأخير بهروب المدرب جميل من المهمة الملقاة على عاتقه، تاركاً المنتخب بأصعب الظروف ليلتحق بدورة تدريبية دولية في ليتوانيا، وهذا مؤشر خطير بحق اتحاد السلة الذي وقف موقف المتفرج، وسمح له بالمغادرة، لكنه انتبه للأمر وأقاله من منصبه قبل انطلاق البطولة، ولكن بعد فوات الأوان؟!.

تبرير
رئيس اتحاد كرة السلة جلال نقرش، وفي تصريح “للبعث” حاول تبرير ما حصل بقوله: ما حدث تطلب من الاتحاد اتخاذ موقف حازم، فما حصل أن المدرب جميل طلب من الاتحاد الالتحاق بدورة تدريبية خارجية عالية المستوى في ليتوانيا قبل سفر المنتخب إلى تايلاند بعدة أيام قليلة، إلا أننا رفضنا هذا الأمر، وطلبنا منه عدم ترك المنتخب في هذا الوقت الحرج لحاجة المنتخب له، لكنه أكد لنا أن غيابه سيكون فقط ليوم واحد، وسيعود فوراً، فسمحنا له بالسفر بناء على طلبه متعهداً بالحضور بالوقت المحدد، لكنه لم يلتزم بتعهده وتغيب لمدة خمسة أيام، وسافر على حسابه من ليتوانيا لتايلاند، إلا أن الاتحاد لم يتردد بإنهاء تكليفه بتدريب المنتخب، وتم تعيين جان مخول كمدرب أول، وما فعله الجميل تصرف لا يليق به كمدرب محترف، حيث فضل مصلحته الشخصية على مصلحة منتخب الوطن، ونحن كاتحاد لعبة لن نقف مكتوفي الأيدي، وسيكون لنا قرارنا الحاسم بحق المدرب جميل خلال الاجتماع القادم للاتحاد؟!.

كلمة أخيرة
ما حصل يجب عدم السكوت عليه، ويجب اتخاذ موقف حازم لمن تسوّل له نفسه ترك مهمة وطنية ملقاة على عاتقه، فالوطن فوق أي اعتبار، وأي مصلحة شخصية، وسبق لنا أن أشرنا أكثر من مرة إلى أن هذا المدرب غير قادر على قيادة دفة المنتخب، وله تجارب سابقة غير ناجحة، إلا أن اتحاد السلة كان دائماً يقوم بتكليفه بقيادة منتخباتنا الوطنية، ويبدو أن المصالح الشخصية هي التي كانت ترجح كفته على حساب مصلحة اللعبة؟!.

عماد درويش