منظمات دولية: اليمن يشهد انهياراً صحياً شاملاً
في آخر خروق تحالف العدوان السعودي لاتفاق الهدنة في الحديدة، حاول المرتزقة التسلل إلى مواقع القوات اليمنية المشتركة في مثلث مقبنة جنوب حيس، وقصفوا مديرية الحالي بقذائف المدفعية، فيما عقدت لجنة تنسيق إعادة الانتشار اجتماعاً، أمس، عبر دائرة فيديو مغلقة برعاية الأمم المتحدة.
وفي وقت سابق، رصد مصدر عسكري خروقات تحالف العدوان لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى استمرار طيران العدوان والقصف السعودي في استهداف عدد من المحافظات اليمنية، وأكد المصدر استشهاد مواطن وجرح سبعة آخرين إثر استهداف المرتزقة للأحياء السكنية في شارع الخمسين بمديرية الحالي في الحديدة، موضحاً أن المرتزقة أطلقوا صواريخ موجهة وعدداً من القذائف المدفعية وقذائف الهاون والعيارات الرشاشة باتجاه فندقي الاتحاد والواحة ومدينة الشعب في شارع 90 وشرق مطار الحديدة وشرق جولة يمن موبايل، مشيراً إلى أن قوى العدوان استهدفت بمعدلات رشاشة قرية الزعفران في كيلو 16 ومنازل المواطنين غرب الدريهمي، فيما قامت جرافة عسكرية بعمل تحصينات شرق مدينة الشباب بشارع الـ90 في مديرية الحالي.
هذا وقصف تحالف العدوان ومرتزقته بصواريخ موجهة جنوب التحيتا، في حين حلّق طيران التحالف الحربي والتجسسي بشكل متقطع في سماء الحديدة وعدد من المديريات، وذكر مصدر عسكري أن أضراراً وقعت في ممتلكات المواطنين ونفوق عدد من المواشي بقصف صاروخي ومدفعي سعودي على قرى في مديرية شدا بمحافظة صعدة، كما شن خمس غارات على مديريتي حرض وميدي بمحافظة حجة.
في غضون ذلك، قال المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: إن المنظمة الدولية ستعقد اجتماعاً بين الأطراف اليمنية عبر دائرة فيديو مغلقة لبحث التهدئة، مضيفاً: إن هذا الاجتماع سيكون الأول للجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تشرف على الاتفاق وانسحاب القوات الذي تمّ التوصل إليه في مشاورات السويد الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن اللجنة ستضم ممثلين عسكريين وأمنيين من الطرفين، موضحاً أن من المقرر أن يكتمل الانسحاب المتبادل والكامل من الحديدة وموانئها والصليف ورأس عيسى خلال واحد وعشرين يوماً.
بالتوازي، أعلنت كارولين سيغوان رئيسة مهمة منظمة “أطباء بلا حدود” في اليمن أن اليمن يواجه حالات سوء تغذية وانهياراً شاملاً لنظامه الصحي، وقالت في مؤتمر صحفي عقدته في مقر المنظمة غير الحكومية في باريس بعد عودتها من جولة استمرت شهراً في اليمن: إن الانهيار الشامل للنظام الصحي والنظام الاقتصادي هو السبب الأكبر للأزمة الإنسانية الجارية، وهي الأخطر في بداية هذا القرن.
وأوضحت أن المشكلة مع استخدام لفظة مجاعة هي أن منظمات غير حكومية تركّز على برامج غذائية، فيما نعتقد أن المشاكل الصحية اليوم أخطر من عمليات توزيع المواد الغذائية، المشكلة هي الانهيار التام للنظام الصحي والنظام الاقتصادي، حيث إن امرأة حاملاً لا يمكنها دفع ثمن بطاقة الحافلة للذهاب إلى المستشفى من أجل وضع طفلها، مؤكدة أن الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من سنتين، وثمة مشاكل استيراد كبيرة، مضيفة: إن نقص المياه مزمن أيضاً في عدد كبير من المناطق.
وفي طهران، أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، محسن آراكي، أن الشعب اليمني سينتصر على العدوان، مشيراً إلى أن ما يجري في اليمن هو “ذبح للإنسانية” على يد أمريكا الداعم الأساسي لتحالف العدوان، مشيراً، في كلمة له خلال مؤتمر للدفاع عن الشعب اليمني، إلى أن قوى الشر تمارس في اليمن اليوم أبشع أشكال العنف، داعياً إلى الدفاع عن اليمنيين ومساعدتهم في مواجهتهم العدوان والظلم، مؤكداً أنه مثلما استطاعت المقاومة الوطنية اللبنانية الانتصار على الكيان الصهيوني في عدوانه عام 2006 فإن الشعب اليمني سينتصر على تحالف العدوان ضد اليمن رغم صمت المجتمع الدولي إزاء الأعمال الإجرامية بحق اليمنيين.