الصفحة الاولىصحيفة البعث

هايلي: ابن سلمان قاطع طريق

قبل أيام قليلة من مغادرتها منصبها كمندوبة لأمريكا في الأمم المتحدة شنّت نيكي هايلي هجوماً غير مسبوق على ولي عهد النظام السعودي، واصفة إياه بأنه يتصرّف بطريقة قطاع الطرق، وعليه التخلي عن ذلك الأسلوب، وقالت: “يتعيّن على ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان التخلي عن سلوك قطاع الطرق الذي يتعامل به”، واعتبرت أن الطريقة التي يعالج بها ابن سلمان تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ستكون لحظة حاسمة لقيادته.

وكانت هايلي حمّلت الأربعاء الماضي النظام السعودي وولي عهده مسؤولية مقتل خاشقجي.

في سياق متصل، وفي إثبات جديد على وقوف نظام بني سعود وراء جريمة قتل خاشقجي والتمثيل بجثته، نشرت وكالة أنباء الأناضول الناطقة باسم النظام التركي لقطات من صور وتسجيلات فيديو لفريق الاغتيال الذي أرسله نظام بني سعود إلى تركيا لتنفيذ الجريمة.

اللقطات الجديدة التي كشفت الوكالة عنها بعد تحليل تسجيلات 147 كاميرا مراقبة في 80 نقطة باسطنبول بما فيها مطار أتاتورك الدولي ومنطقتا (لافنت) و(السلطان أحمد)، توضّح تحركات فريق “الموت السعودي” المكوّن من 15 شخصاً أثناء دخول ومغادرة عناصره اسطنبول ومبنى القنصلية السعودية، كما تبيّن وصول كل من عنصر الاستخبارات في النظام السعودي محمد سعد حسين الزهراني والعقيد منصور عثمان محمد أباحسين والضابط نايف حسن سعيد العريفي إلى مطار أتاتورك في الأول من تشرين الأول الماضي.

وصول عناصر فريق الاغتيال السعودي توالى على دفعات، حيث وصل المسؤول الاستخباراتي السعودي ماهر مطرب ورئيس المجلس العلمي للطب الشرعي بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية صلاح محمد الطبيقي مع آخرين على متن طائرة خاصة إلى مطار أتاتورك في الثاني من تشرين الثاني الماضي، واتجهوا في وقت لاحق فرادى إلى القنصلية لتبدأ فصول الجريمة المروّعة التي بدأت بخنق خاشقجي، وانتهت بتقطيع جثته بمنشار.

اللقطات الجديدة أثبتت محاولات النظام السعودي تمويه تورطه في الجريمة البشعة، حيث خرج أحد عناصر فريق الاغتيال، وهو مصطفى محمد المدني، برفقة سيف سعد القحطاني من الباب الخلفي للقنصلية سائراً على قدميه ومرتدياً ملابس خاشقجي وفي يده كيس أسود اللون.

كما تظهر اللقطات خروج حافلة صغيرة كانت متوقّفة في حديقة القنصلية وهي محمّلة بحقائب وأكياس كثيرة يعتقد أن بداخلها أجزاء جسد خاشقجي المقطعة، وتوجهها إلى مقر إقامة القنصل السعودي.

وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، أشارت بشكل واضح في وقت سابق إلى أن ابن سلمان أمر بعملية قتل خاشقجي، كما أوضحت قيام مطرب بالاتصال بسعود القحطاني مستشار ابن سلمان حينها ليبلغه أن العملية تمّت.

التفاصيل المروعة للحظات الأخيرة لمقتل خاشقجي كشفها مؤخراً مصدر قرأ نص التسجيلات الصوتية للجريمة، واطلع شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية عليه، مؤكداً أن “عملية القتل لم تكن محاولة خرقاء، بل تنفيذ خطة معد لها مسبقاً”، مشيراً إلى أن خاشقجي تعرّف في التسجيل الصوتي على أحد قتلته وهو مطرب، وذلك فور دخوله مبنى القنصلية. كما حدّدت سلطات النظام التركي المسؤولة عن التحقيقات في قتل خاشقجي صوت أحد الأشخاص الذين ظهروا في التسجيلات بأنه “الطبيقي”.

يذكر أن النظام السعودي وبعد تصاعد الانتقادات الدولية والمطالبات بالكشف عن ملابسات اختفاء خاشقجي ساق روايات مختلفة يبرر فيها اختفاء الأخير بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، ثمّ اعترف في وقت لاحق بمقتل الصحفي داخل القنصلية، زاعماً بأن الأمر حدث خلال شجار مع عدد من الأشخاص، بعد أن أدعى أنه غادر القنصلية حياً.

وفي السياق نفسه، أكدت مجلة كونترا الألمانية أن الغرب يعتبر النظام السعودي حليفاً له على الرغم من أن هذا النظام يشكل خطراً كبيراً عليه بسبب سياساته الداعمة للإرهاب، وأوضحت أن النظام السعودي يعمل على دعم الجماعات الإرهابية في العديد من مناطق العالم سعياً لفرض سيطرته في المنطقة وتحقيق مصالح سياسية خاصة به كما يقوم بتجويع الشعب اليمني وقتله، وأشارت المجلة إلى أن الدول الغربية لم تصرح بوجود عواقب حقيقية على الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق خاشقجي، معتبرة أن ما قامت به الحكومة الألمانية من وقف مزعوم لبيع الأسلحة لهذا النظام ليس إلا “إجراءات مضللة”.

وتتصاعد الانتقادات بين الرأي العام الغربي تجاه التغاضي المقصود من قبل حكومات الغرب عن تصرفات وجرائم النظام السعودي على خلفية شنه عدواناً على اليمن تجاوز عامه الثالث وقتله الصحفي خاشقجي ودعمه للإرهاب.