صحيفة البعثمحليات

عندما يكون المعلم الحامل الحقيقي في تطوير المناهج وزير التربية لـ”البعث”: قرارات صارمة لترتيب أوراق العمل وتوطين التعليم شعار المرحلة

 

 

لا يختلف اثنان على أن المعلم يعد الحامل الحقيقي في عملية تطوير المناهج وتطبيقها في أرض الميدان التربوي، وذلك بالتركيز على تنمية المهارات وقيام المعلم بكل واجباته وفق السياسية التربوية ومناهج مطورة مع توافر كل المقومات المطلوبة في المعلم، والتي تبدأ من شخصيته وتأمين كامل المستلزمات والركائز لإيصال المناهج بالشكل الصحيح للطالب، لكن الموضوع لا يقتصر على المعلم فقط، فلابد من تعبيد الطريق لخارطة المناهج المطورة، ووضع استراتيجيات وخطط تلبي الطموح الذي تسعى له وزارة التربية من خلال مديرياتها كافة، وتوجيه وتفعيل الدوائر المختصة والمتابعة الدورية من مديري التربية والمعنيين، وتطبيق التوصيات الوزارية بالكامل وذلك حسب رأي خبراء تربويين.
وحمل الخبراء مديريات التربية مسؤولية نجاح خطة المناهج وتطوير عقلية المدرس وتأمين الكادر التدريسي، والقيام بالجولات الميدانية لتقييم عمل المدارس والاطلاع على كيفية الإعطاء من قبل المدرس، ولاسيما أن هناك ترهلاً وتقصيراً في عمل بعض المديريات؛ مما يتطلب النهوض بالواقع التربوي والتعليمي من خلال تصحيح المسارات والوصول إلى الغاية المرجوة من العملية التعليمية في تنشئة جيل يتمتع بالمهارات، ويطلق المبادرات الذاتية وفق المناهج الحديثة والتي تواكب عملية التطور المعرفي منسجمة مع المتغيرات العالمية في المجال التربوي.

دعم حكومي وإصرار
هنا لا يخفي وزير التربية عماد العزب في حديثه لـ”البعث” ضرورة إعادة ترتيب أوراق بعض مديريات التربية، كاشفاً عن قرارات حازمة وصارمة قريباً على مستوى مفاصل تربوية وإدارية، وذلك من أجل دفع وتعزيز العملية التعليمية التي لم تقف رغم كل الظروف القاسية والحرب الشرسة واستهداف المدارس من قبل الإرهاب، لافتاً إلى استمرار الدعم الحكومي للعملية التربوية في كافة المحافظات وخاصة المدن والمناطق المحررة التي حافظت بصمود أهلها وبسالة الجيش البطل والدعم الحكومي على ضخ الحياة في شريان التعليم.

مليار كتلة رواتب
ويوضح وزير التربية أن محافظة دير الزور رغم المعاناة والحصار والإرهاب الذي دمر المدارس أصرت من خلال 286مدرسة من أصل 1400مدرسة قبل الحرب على استمرار العملية التعليمية علماً أن كتلة رواتب التربية في المحافظة تصل إلى مليار ليرة شهرياً. مشدداً على ضرورة العمل لإيصال العلم لكل طفل سوري أينما وجد، حيث تم مؤخراً إرسال 123 ألف نسخة كتاب إلى مخيم الركبان انطلاقاً من مبدأ عمل التربية بالالتزام بتقديم العلم للجميع. وعن المناهج المطورة واصطدامها بعقلية المدرس أكد وزير التربية على تطوير أداء المدرس بالتوازي مع تطوير المناهج الذي لابد أن يترافق بالتوازي مع العمل على “تدريب وتطوير المدرسين الذين يمثلون حلقة الوصل مع الطلاب”، من خلال الدورات الدورية بهذا الشأن، لافتاً إلى أهمية بناء مناهج وطنية متطوّرة تنسجم والمتغيرات العالمية في المجال التربوي، وتحقق أهداف التربية في تحسين حياة الناس وتلبية متطلباتهم، وتساعد المتعلمين على دخول سوق العمل، من خلال بناء القدرات وتحقيق أسس المواطنة التي تحقق بناء المواطن الصالح. ولم يغفل وزير التربية ضرورة تأمين حياة كريمة للمدرس وتحسين الواقع المعيشي، وذلك من خلال دراسة جادة من الوزارة لرفع التعويضات، إضافة إلى العمل لتثبيت الوكلاء والمكلفين وخاصة أن شعار وزارة التربية سيكون توطين التعليم.

خطة مدروسة
وبين وزير التربية أهمية دور الإعلام في نقل الصورة الصحيحة للواقع التربوي والتعليمي في المحافظات كافة، وتسليط الضوء على الواقع كما هو دون زيادة أو تلميع؛ لأن من واجبات عمل الوزارة النهوض بالواقع التربوي والتعليمي، وتأهيل المدارس وإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، علماً أن هناك 9 آلاف مدرسة خارج الخدمة من أصل 24250مدرسة قبل الحرب.
وأفصح وزير التربية عن خطة مدروسة بخصوص استلام النسخ الورقية من المناهج وفق خطة متكاملة ليصار إلى طباعتها وتوزيعها على مراكز التوزيع في المحافظات في 1/6، ليكون الكتاب المدرسي في متناول أبنائنا للتحضير للعام المدرسي القادم.

ضبط الامتحانات
وحول العملية الامتحانية أشار العزب إلى أن العملية الامتحانية لهذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة، حيث ينال كل طالب حقه أينما وجد، وستكون المراكز للطلاب الأحرار في الشهادة الثانوية بمراكز المدن حصراً، مركزاً على دور الإعلام في تعزيز القيم الإيجابية، ودوره في تحقيق التواصل التربوي وفق المناهج المطورة، كالمحافظة على الممتلكات العامة وتحمل المسؤولية، وإشراك المجتمع في عملية تطوير المناهج، وخصوصاً بعد وضع مسودات كتب الثالث الثانوي المطوّرة على صفحة المركز الوطني لتطوير المناهج واستقبال الآراء والملاحظات حولها.
وربط وزير التربية في ختام حديثه دور المناهج التربوية المطورة وأهميتها بتحسين كفاءة المنتج التربوي، ومساهمة وسائل الإعلام في التعلم ونشر الوعي، وأهمية استخدام الوسائط المتعددة في عملية التعلم.
علي حسون