تحقيقاتصحيفة البعث

في ذكرى ثورة آذار المجيدة.. مسيرة المقاومة والصمود مستمرة

 

 

لم تكن ثورة الثامن من آذار حدثاً عادياً، بل شكّلت بانطلاقتها عام 1963 مرحلة استثنائية، ونقلة هامة ونوعية في تاريخ سورية السياسي والاقتصادي، ففي ذلك التاريخ انبلج في سورية ميلاد فجر جديد أبعد عنها ظلام الانفصال، وأعاد إليها وجهها الحضاري النيّر.
الرفيق إبراهيم مرجان، رئيس مكتب التنظيم في فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بطرطوس، أكد أنه عند الحديث عن ثورة الثامن من آذار لابد من استذكار الصورة التي كانت سائدة قبل الثورة، ولكي نصف هذه الصورة بدقة لابد من المقارنة بين مرحلة سابقة ولاحقة، فالثورة بمثابة حاجة للجماهير على امتداد مساحة الوطن، تلك الجماهير التي عانت طيلة العقود السابقة من الظلم والحرمان نتيجة سيطرة الفئات الاقطاعية والبرجوازية على كل مفاصل الحياة في البلاد، ومع وجود حزب البعث الذي ولد من رحم معاناة هذه الجماهير، وبالتالي كان على مقربة جداً من همومها وتطلعاتها، كانت انطلاقة ثورة آذار لكي تضع الأمور في نصابها، وترفع الظلم والجور عن المستضعفين.

انطلاقة التأسيس
وبيّن رئيس مكتب التنظيم أن الثورة كانت انطلاقة التأسيس للبنيان القوي للجمهورية العربية السورية، مشيراً إلى أنه في ذكرى الثورة تأتي أهمية استذكارها من منطلق أن هناك من يسعى لتشويه المفاهيم، وينشر مصطلحات هدفها الأساسي الإطاحة بكل ما هو جميل، والإساءة لقيمنا وماضينا، وقصد مرجان تلك الفورة المزعومة التي أرادها الغرب وسماها ربيعاً عربياً، فكانت شتاء مريراً حصد أرواح المواطنين السوريين، ودمر بناهم التي سعت ثورة الثامن من آذار لتشييدها، فكانت صروحاً عمت بالخير على كافة فئات وأبناء شعبنا.

بناء دولة المؤسسات
وبالحديث عن أهمية الثورة وإنجازاتها، وكيف أسست لمرحلة جديدة في تاريخ سورية، لفت مرجان إلى أن الثورة لم تقم من فراغ، وإنما قامت على أسس منهجية وعلمية مدروسة بدقة استفادت من تجارب الشعوب الأخرى التي ناضلت سابقاً من أجل الارتقاء بمستواها على كافة الأصعدة، فثورة آذار عندما منحت الأرض للفلاح، والمعامل للعمال، ووضعت يدها على الشركات والمؤسسات الكبرى في البلد، كان الهدف الأساسي هو التأسيس لمرحلة تسود فيها دولة المؤسسات التي تبني ليعم الخير على كافة أفراد المجتمع، فرفعت شعارها: “الأرض لمن يعمل بها”، في حين أن المرحلة السابقة كانت تعود فقط بالمكاسب لقلة قليلة لم يكن لها هم سوى تجويع كادحي الشعب من أجل استمرار سيطرتها!.

امتلاك السيادة والقرار
وأضاف: وضعت ثورة آذار الأسس والبرامج للنهوض بالواقع العلمي من خلال المدارس، والجامعات، والواقع الصحي على مستوى الوطن، والواقع الخدمي من خلال المشاريع، إضافة إلى وضع الخطط الاستراتيجية، سواء على المستوى الزراعي، أو الاقتصادي بغية تحقيق حالة اكتفاء الدولة، ما يضمن لها السيادة وامتلاك القرار.
ترسيخ دعائم الثورة
ولفت رئيس مكتب التنظيم إلى أن مكامن قوة الثورة واستمراريتها تنطلق من إيمان جماهيرنا بها، تلك الثورة التي أتت تلبية لمصالحهم وحاجاتهم، وهذا ما ساهم في ترسيخ دعائم الثورة في العقود المنصرمة، وأقول،/والكلام لمرجان/، بأن أعداءنا في الواقع اشتغلوا كثيراً على هذا الجانب بغية زعزعة ثقة الجماهير بالثورة، ويمكن القول إنهم نجحوا في مجالات محددة، ولولا ذلك لما وصل حالنا إلى ما نحن عليه، مؤكداً أن ما جرى غيمة عابرة، وأن الشريحة الأوسع من أبناء الشعب على يقين وثقة بأن خلاصنا وارتقاءنا في القادم من الأيام لن يكون إلا بالتمسك بالأسس والثوابت التي رسمها حزبنا العظيم وقائده.

قلب العروبة النابض
ونحن نعيش أيام وذكريات ثورة آذار في ذكراها الـ 56، تمنى مرجان أن يسترجع أبناء الشعب الماضي والتاريخ العريق الذي رسمته الثورة وما تلاها، وأن ننظر إلى تلك الصروح التي بنيت في ظل دولة البعث، إلى تلك النهضة التي تحققت عبر العقود الماضية، وأن نتوقف ونفكر ملياً في أسباب هذا الاستهداف الشرس لبلدنا، ولحزبنا العظيم، حينها ندرك مدى أهمية الحزب كونه حاجة لكل مواطن شريف، وعلينا جميعاً أن نلتف حول قيادته ممثّلاً بأمينه العام السيد الرئيس بشار الأسد، وأن ندرك ونتيقن بأن الغرب وبما يروجه من ثقافة الديمقراطية المزعومة، والحرية، لا يريد لنا الخير، لأن هدفه دائماً سرقة ثرواتنا وحضارتنا، وأشد ما يغيظه أننا في سورية أصحاب حضارة وتاريخ، كما أننا أصحاب ثقافة لم ننشر في يوم من الأيام إلا الحب والعلم والحضارة للشعوب، ولم نكن مفرخة للإرهاب الذي تم تصديره إلينا من كل أصقاع العالم ليستهدف بالدرجة الأولى رموزنا الحضارية وآثارنا، فسورية كانت وستبقى قلب العروبة النابض.

بناء وتطوير
بدوره بيّن الرفيق جمال غزيل، عضو المكتب الاقتصادي في فرع طرطوس للحزب، أن ثورة العمال والفلاحين أعطت لسورية الوجه السياسي والحضاري والاجتماعي والاقتصادي المبني على ثوابت قوية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، وهي مستمرة رغم الحرب والإرهاب، لافتاً إلى أن من منجزات ثورة آذار الحركة التصحيحية، وهي أحد عوامل الصمود الاقتصادي في البلد، وكان للقطاع العام دور كبير قبل الحرب ولغاية اليوم في استمرار المصانع والمعامل بالإنتاج، فالثورة هي بناء وتطوير وعطاء، وليست ثورة تدمير وتخريب، مشدداً على ضرورة حفاظ الشعب على مرافقنا العامة، والدفاع عنها، وإعادة ترميم وإصلاح الشركات والمؤسسات التي دمرت بفعل الإرهاب الممنهج، وهذا ما نشهده اليوم، كما أن هناك إعادة إقلاع لها، وهي تشارك في العملية التنموية للبلد التي نشهدها حالياً.

الحفاظ على المكتسبات
وختم عضو المكتب الاقتصادي بالتأكيد على أننا أبناء هذه الثورة التي عشنا بظلها وننعم بخيراتها، وتعلّمنا بفضلها، وما على الشعب سوى المحافظة على تلك المكتسبات، وتطوير أداء العمل بما يحقق مصلحة البلد والشعب نحو التقدم والخير والعطاء، ونحن كسوريين انتصرنا بفضل دماء شهدائنا وجرحانا ومفقودينا، وبفضل بواسل الجيش العربي السوري العقائدي، وحكمة وشجاعة وقيادة الأمين العام لحزبنا العظيم، الرئيس المفدى بشار الأسد، ونعاهده بأننا مستمرون في البناء والعطاء، وتقديم كل ما نستطيع في سبيل عزة وكرامة واستقلال سورية.

دارين حسن