ثقافةصحيفة البعث

حكايات فيروزية

 

 

جميعنا نستمع لأغاني فيروز ونستمتع بها، لكن لم يخطر ببالنا يوماً أن نبحث عن حكايات هذه الأغاني ومصادرها، وكم تفاجئنا المعلومات التي نقرؤها عبر مواقع الانترنت حول أغنية من الأغاني كما قرأنا عن أغنية “سألوني الناس” التي كانت بداية التعاون بين زياد وفيروز، هذا التعاون الذي يعود بتاريخه لعام 1972 عندما مرض عاصي وتدهورت حالته الصحية فدخل المستشفى بينما كانت فيروز تقدم مسرحية “المحطة” فكتب منصور الرحباني “سألوني الناس عنك يا حبيبي..كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا…بيعز علي غني يا حبيبي، ولأول مرة ما منكون سوا”.
كلمات تعكس حزن فيروز لغياب زوجها لأول مرة، ولحّن هذه الكلمات الابن زياد الرحباني وكان مايزال في الــ 17 من عمره، ونجحت الأغنية نجاحا هائلا وأعجب بها الجمهور، لكن هذه الأغنية أثارت غضب عاصي الرحباني، وشعر أنهم استغلوا مرضه فقرر أن يحذف الأغنية من المسرحية ولكن نجاحها جعله يتراجع عن قراره.
ويشاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي تخليد لذكرى قصة الحب، التي جمعت بين فيروز وعاصي، فعندما غنتها فيروز مرة أخرى بعد وفاة عاصي الرحباني بكت جارة القمر وهي تقول” ولأول مرة ما بنكون سوا”، وهاهي لليوم مازالت أغنية العاشقين.

كيفك أنت
التعاون الثاني بين زياد وفيروز كان عبر أغنية “كيفك أنت” التي تقهر الزمن، فحتى مع وجود السوشيال ميديا التي تكشف لنا حياة كل الأشخاص وتفاصيلها ولا تجعل مكانا للتكهنات، ومازال صوت فيروز وهي تقول “كيفك، قال عم يقولوا صار عندك ولاد… أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد” يحمل دفئا ورونقا لا يقهره الفيس بوك ولا الانستغرام.
وتكمن قصة هذه الأغنية ليس في المضمون ولكن في كواليس صناعتها يروي زياد الرحباني قصة الأغنية وكيف أقنع فيروز بها، ففي يوم بدون كهرباء ذهب زياد إلى زيارة فيروز ومعه شريط يحمل الأغنية بصوته وطلب منها أن تستمع لها فقالت عندما تأتي الكهرباء، ولكن زياد أصر على أن تسمعها في وجوده حتى يوضح لها الكلمات لأن صوته أحيانا يكون غير واضح، وكان يحمل معه جهاز بالبطارية، فجلست فيروز تستمع للأغنية في سكون ثم سألت زياد “هيدي شو بدنا نعمل فيها؟” واستغربت فيروز الكلمات وخصوصا “ملا أنت”، فترك لها زياد الأغنية لتسمعها وتقرر، فأخذت 4 سنوات حتى وافقت أن تغنيها. ورغم كل الجدل حول “كيفك أنت” حققت الأغنية أعلى المبيعات عند صدورها ومازالت تتصدر القوائم الغنائية .

ع هدير البوسطة
أما أغنية “ع هدير البوسطة” لم تكن لفيروز في الأساس لكنها أغنية قدمها زياد الرحباني في إحدى مسرحياته بعد انفصاله فنيا عن والديه عاصي وفيروز، وعندما سمع الأغنية عاصي الرحباني طلب من زياد أن تغنيها فيروز في حفلتها بباريس فوافق الابن، وأخذ 500 ليرة مقابل الأغنية.
أحدثت الأغنية نجاحا وجدلا كبيرا بسبب مقطع: “وفي واحد هو ومرتو..ولو شو بشعة مرتو” واعتبره البعض تحريض صريح من فيروز بالخيانة الزوجية فهي تتغزل بالرجل وتقلل من جمال الزوجة وأتهم بذلك أيضا زياد الرحباني.

وسط أجواء احتفاء وبهجة.. الملايين حول العالم يؤدون صلاة العيد
أدى ملايين المسلمين، أمس في عدد من الدول العربية صلاة عيد الفطر بالمساجد والمصليات العامة. ففي فلسطين المحتلة شاركت جماهير غفيرة، من قرية جت المثلث، في مسيرة تكبيرات العيد التقليدية، التي انطلقت من المسجد القديم وسط القرية. وطافت المسيرة التي تقدمها أئمة المساجد الخمسة شوارع القرية، بمشاركة لفيف من الأهالي والعائلات في المسيرة التي أُطلِقت خلالها تكبيرات العيد عبر مكبرات الصوت.
وتوقّفت المسيرة في الساحة الجماهيرية بابن رشد، وهي الساحة التي ستحتضن صلاة عيد الفطر الجامعة، وتجمع بعدها الأهالي في الساحة العامة للبلدة لتبادل المعايدات والتبريكات.
ويتميز العيد لدى الفلسطينيين بعاداته وأجواءه الخاصة التي تميز أيامه عن باقي أيام السنة، خاصة لدى الأطفال. فشوارع رام الله، الخليل، نابلس، وجنين تبقى عامرة بحركة المواطنين في فترة ما قبل العيد بأيام قلائل حتى ساعات الفجر، للتحضير لاستقبال العيد. وأهم ما يميز أجواء العيد في فلسطين امتلاء الأسواق بالحلويات والسكاكر والأضواء، حيث يبدأ المواطنون بالتوافد إليها لشراء ما يحتاجونه للعيد.
وتتنوع المشاعر لدى الأسر الفلسطينية في استقبال العيد، فبعضها يستقبله بفرح كبير، بينما تستقبله أخرى بحزن تستذكر فيه أبناءها الأسرى القابعين خلف القضبان، وتزور شهداءها. وكباقي الدول الإسلامية، فالعيد لا يكتمل لدى الفلسطينيين إلا بالمعمول، حيث يجتمع الأقارب في كل يوم عند إحدى الأسر لصناعته.
وبعد أداء صلاة العيد تجتمع الأسر لتناول وجبة الفطور وهو السمك المملح “فسيخ” وهي أيضاً تقليد اعتادت الأسر أن يجتمع عليها الأبناء والأحفاد. ثم تبدأ الجولة الصباحية بزيارة الأقارب والأهل ومعايدتهم.
وفي مصر أدى الملايين صلاة العيد بالساحات المقررة والمساجد، وسط أجواء احتفاء وبهجة وتبادل للتهاني، لاسيما في مسجد السلطان حسن، والأزهر والحسين، وسط العاصمة المصرية.
أما في إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، فتوافد المواطنون على المساجد في أنحاء البلاد، لأداء صلاة العيد، وسط إجراءات أمنية مكثفة بالمساجد الكبيرة في العاصمة جاكرتا.
كما استقبل المسلمون في عموم الولايات المتحدة الأمريكية، عيد الفطر وسط أجواء البهجة والفرح. والتقى آلاف المسلمين القاطنين في العاصمة الأمريكية والمدن المجاورة، بمركز الديانة الأمريكي في واشنطن. وتوافد المسلمون إلى المركز في ساعات الصباح الباكرة، لأداء صلاة العيد، حيث امتلأ مسجد المركز وحدائقه بالمصلين.
وصدحت ملايين الحناجر بتكبيرات عيد الفطر في مساجد مختلف البلدان الأوروبية. وفي العاصمة الصربية بلغراد، صلى المسلمون بمسجد «بايراقلي» المسجد الوحيد في بلغراد.
وفي أثيوبيا أدى نحو 1,5 مليون مسلم صلاة العيد في الإستاد الرياضي، وسط العاصمة أديس أبابا، وسط فرحة عارمة بالمصالحة والسلام التي شهدها المجتمع المسلم بالبلاد.
واستقبل مسلمو إثيوبيا رمضان هذا العام بالمصالحة والوحدة، عقب مؤتمر علماء المسلمين المحلي، الذي عقد أيار الماضي، مختتماً جهود مساعي لجنة المصالحة الوطنية لمسلمي البلاد، التي شكلها رئيس الوزراء آبي أحمد علي، عقب توليه السلطة قبل عام.