أخبارصحيفة البعث

مجلس الأمن يمدد حظر الأسلحة على ليبيا

مدّد مجلس الأمن الدولي، أمس، قرار حظر الأسلحة على ليبيا لعام واحد، دون فرض إجراءات إضافية لتحسين ظروف تطبيق القرار.
واعتمد القرار بإجماع الأعضاء الـ15، بينما عبّرت جنوب أفريقيا، العضو غير الدائم في المجلس، عن أسفها لاستمرار وصول أسلحة إلى ليبيا عبر البحر والبر.
وكانت مصلحة الجمارك في ليبيا ضبطت مراراً شحنات اسلحة مهربة من مشيخة قطر ومن النظام التركي إلى التنظيمات الإرهابية لعرقلة أي خطوات ليبية نحو إرساء الاستقرار في البلاد.
وصوّت المجلس خلال الجلسة بالموافقة على تمديد حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ بداية الأزمة، وقراره الآخر بتمديد تفويض الدول الأعضاء لتفتيش سفن يعتقد أنها تنتهك حظر توريد الأسلحة في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، وحسب القرار رقم “2420”.
وأشار مسؤول رفيع في حكومة الوفاق الوطني، في تصريح لصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، أن القوات الحكومية حصلت في الأيام الأخيرة على طائرات مسيّرة، وتمكّنت من تحديثها لتبدأ استخدامها عند جبهات القتال مع قوات “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر في محيط العاصمة طرابلس.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع على السلطات حاليا طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق في غرب ليبيا والحكومة العاملة في شرق ليبيا، التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق وقوات خليفة حفتر.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت من أن المهاجرين، الذين يحاولون اجتياز البحر المتوسط بحثا عن حياة أفضل في أوروبا، يواجهون اليوم أكبر خطر من أي وقت مضى، بسبب غياب سفن الإغاثة وتصعيد الوضع في ليبيا.
وشددت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا، كارلوتا سامي، في وقت سابق، على أن أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بصورة غير مشروعة ارتفعت مراراً في الآونة الأخيرة بسبب مواصلة الصراع العسكري في محيط العاصمة الليبية طرابلس، فيما زاد منع سفن المنظمات الإغاثية غير الحكومية من العمل في المتوسط خطر أن يلقى هؤلاء مصرعهم في طريقهم إلى القارة العجوز بمستوى غير مسبوق، وحذّرت من أن المتوسط سيتحوّل إلى “بحر من الدم إذا لم نتدخل بالسرعة”.
وحسب تقييمات منظمات إغاثية، غادر 700 شخص تقريباً سواحل ليبياً في الأيام القليلة الماضية، واعترض حرس السواحل الليبي 5 % فقط منهم، وقد وصل نحو 40 % منهم إلى مالطا و11 % آخرون إلى إيطاليا، ولا يزال الغموض يلف مصير الباقين.
وحسب إحصائيات المفوضية الأممية، فقد وصل 1940 مهاجرا إيطاليا عبر المتوسط قادمين من شمال إفريقيا منذ بداية العام الجاري، ولقي نحو 350 آخرين حتفهم أثناء الرحلة الخطيرة.
وقلصت السياسات المعارضة للهجرة التي انتهجتها حكومتا إيطاليا ومالطا عدد البعثات الإغاثية غير الحكومية في المتوسط حتى نقطة الصفر تقريباً، إذ أجبرت تسع من عشر سفن إغاثية عاملة في المنطقة على مغادرتها تحت ضغوط السلطات المحلية، وتمّ احتجاز السفينة الأخيرة التابعة لمنظمة” سويت إتش” الألمانية قبل ثلاثة أسابيع لدى السلطات الإيطالية بعد أن أنقذت 47 مهاجراً.