تحقيقاتصحيفة البعث

صلة وصل بين الجبل والسهل الدريكيش.. قضايا خدمية وسياحية تنتظر المعالجة ومقترحات الأهالي تبحث عن مجيب!

تقع منطقة الدريكيش في حضن جبل بازلتي تتدفق منه المياه المعدنية العذبة، تشتهر بطبيعتها الخلابة، وجبالها الشامخة بما فيها من أشجار السنديان والبلوط، إضافة إلى الأنهار التي تنتشر على ضفافها، وأشجار الدلب الساحرة، وبهذا تعتبر من أهم المصايف السياحية، إضافة إلى فائدة مياهها المعدنية للشفاء من أمراض الحصى والرمل.
يوجد في الدريكيش من القرى والمزارع 110، ويبلغ عدد سكانها حوالي 110 آلاف نسمة، بمساحة حوالي/185/ كم2، تتميز بمناخها المعتدل، ما جعلها مقصداً للسياح، إضافة إلى معدل مطري حوالي 1200 مم سنوياً.
تجذب منطقة الدريكيش وتصدر المواطنين إلى محافظة طرطوس، فهي صلة وصل بين الجبل والسهل، ومع ذلك يرى المواطنون أن حجم خدماتها يجب أن يرتقي إلى مستوى منطقة سياحية جاذبة، وبعد مرور ستة أشهر تقريباً على انتخاب مجلس المدينة الجديد، ما أبرز ما تم إنجازه؟ وماذا في خطته لهذا العام؟.

مطلب ملح
“البعث” التقت أهالي المنطقة الذين أشاروا إلى الإهمال وقصور الخدمات في شارع ومنطقة دون أخرى، كما كانت مطالبهم ومقترحاتهم حاضرة، والبداية من الجانب التعليمي، فالمنطقة، /حسب تعبيرهم/، تحتاج لإنشاء مدرسة انطلاقاً من أن العملية التعليمية النموذجية تستوعب في الصف حتى الـ 20 طالباً، ورغم وجود ثلاث مدارس، وهي: مدرسة المقلع، والثورة، وخالد بن الوليد، لكن الشعب الصفية تضيق بالطلاب، حيث يتجاوز عددهم أربعين طالباً، مشيرين إلى وجود أرض مستملكة منذ عام 2012 في المقلع،/جورة العدل/، لإقامة مدرسة في الموقع المذكور، وكونها مطلباً ملحاً يطالب الأهالي بالسعي الجاد لتمويل وتنفيذ المدرسة المقرر موقعها على المخطط التنظيمي.

توفير للوقت والجهد
المنطقة بحاجة لفتح معهد فندقي، وآخر سياحي، ومعهد زراعي كونها تتوسط ما بين السهل والجبل، ويتكبد الطلبة المعاناة والأجور والإرهاق بتنقلهم من قراهم إلى الدريكيش، ثم إلى طرطوس، كما أشار أبناء المنطقة إلى أهمية تخصيص بناء للمدرسة الفندقية “المستأجرة”.

تخديم الأحياء
ويتابع الأهالي: لا توجد حديقة لاستراحة عابر، ولهو طفل، كما تخلو المدينة من دار سينما بعد إغلاقها في السبعينيات، وتفتقر المدينة لمكتبة ثقافية عامة، إضافة إلى أن خط السرفيس لا يخدم الأحياء، وهو مطلب شعبي كبير، فطبيعة المنطقة جبلية، والكثير من حاراتها مرتفعة، فالمواطن الذي يرتاد السوق يومياً ليؤمن حاجاته يصبح مضطراً ليستقل التاكسي العمومي، ويخصص 1000 ليرة يومياً، أو يمشي، وهو أمر متعب ومكلف، ولفت المواطنون إلى أن “التكاسي” العمومي غير منضبطة بعملها، تعمل بمزاجية، والسرافيس ليست بعيدة عن المخالفة، فالبعض منها لا يلتزم بخط السير كاملاً!.

الخدمات أولوية
ولفت الأهالي إلى أن الخدمات عندما تكون بخير تكون السياحة بخير، فالعوامل البيئية والطبيعية موجودة، يبقى الجانب الخدمي الهام الذي ينعش المنطقة وقاطنيها، وبالحديث عن المنشآت السياحية الخاصة فإن خدماتها لا ترقى لثلاث نجوم، ومع هذا فتكاليفها مرتفعة، وخدماتها متواضعة، 90% من المواطنين غير قادرين على الحصول على سياحة بسبب الكلفة العالية، ناهيك عن الشوارع، وما يعتريها من الحفر والمطبات!.

ضبط جريان المياه
يتم ترحيل القمامة في القرى القريبة من المدينة، وفي الحارات البعيدة عنها كل عدة أيام، في حين الوضع في المدينة جيد إلى حد ما، وبالتوازي مع ترحيل القمامة تحتاج المدينة للاهتمام بمجاري المياه، وضبط جريانها، فمثلاً مياه عين الفوقا تسرح لعبارة السوق، ثم تصب في الوادي، وتضيع هدراً دون أي استثمار، الأمر الذي يتسبب بانتشار الحشرات، ونمو النباتات الشائكة في الوديان.

غض بصر ومخالفة!
وفيما يخص نظام ضابطة البناء في منطقة الدريكيش تحدث المهندس رضا عبد الرحمن لـ “البعث” قائلاً: تم إقرار نظام الضابطة عام 2012، وبدىء العمل به في الشهر الخامس من العام نفسه، وأكثر مشكلة طرحت وقتها هي إلزام صاحب رخصة بناء بتخصيص موقع للمصعد حتى لو كان بيتاً ريفياً مستقلاً، أو كان البناء مؤلفاً من طابق أو اثنين في المدينة، لافتاً إلى وجود إصرار من قبل الفنيين بالبلدية بوجود المصعد على المخطط دون التدقيق على تنفيذه، ويرى عبد الرحمن ضرورة أن تكون حرية شخصية تحددها حاجة صاحب البناء، كذلك الأمر بالنسبة للملاجىء، إذ أتى تعميم بوجود ملجأ مساحته 2,5% من مساحة البناء، وهو منطقي وضروري للأبنية الضخمة الطابقية في المدينة التي مساحتها 1000 متر، لكن هذا الأمر لا يجوز أن يطبق على صاحب رخصة منزل ريفي، فيحدث أن تعطى رخصة وينفذ المطلوب، وما لا ينفذ يبقى مخالفاً، ويؤخذ إجراء بحقه، وهنا يقع المواطن ضحية!.. ولفت عبد الرحمن إلى إعطاء الرخص مع قصور الخدمات، حيث تعطى رخصة بناء في شارع دون صرف صحي، منفذ، أو شارع مزفت، أو حتى وجود رصيف!.

ضياع الفرص
وثمة من أشار إلى ضياع فرص للمدينة بسبب عدم تحضير دراسات، فعندما يأتي التمويل الحكومي المفاجىء تكون الدراسات غير متوفرة، وبهذا تضيع فرص كبيرة على المواطنين الذين هم بأمس الحاجة لتقديم خدمة، لتكون حجتهم بأن الأسعار متغيرة من يوم لآخر، مع العلم أنه بناء على التحليل السعري المعتمد في حينه تحدد الكلفة الرائجة، وتستغرق يوم عمل للموظفين.

خدمات
تلك النقاط التي أثارها وطالب بها أهالي مدينة الدريكيش وضعناها على طاولة المهندس سامي سويدان، رئيس مجلس المدينة، فأفاد: أنجز مجلس المدينة دراسة تحسين مقام الشيخ منصور بكلفة 2,5 مليون ليرة، كما بلغت نسبة تنفيذ المنطقة الصناعية 80%، وتم فتح الاكتتاب على الصناعيين والحرفيين، وتم إكساء شارع الطلائع بمجبول اسفلتي، واستكمال جدران استنادية بشارع مصطفى حسين قرب مدرسة الثورة، كما تم البدء مطلع العام بتنفيذ مركز خدمة المواطن، وسيوضع بالخدمة قبل انتهاء السنة، وتمت صيانة معظم الإنارة الشارعية بالمدينة، وترحيل القمامة يومياً، إضافة إلى تسليك وصلات الصرف الصحي بشكل دائم، وصيانة الحفر بالمجبول الاسفلتي في كامل قطاع المدينة، و”قش” جوانب الطرق، وكورنيش المدينة، مشيراً إلى أن عمال الإطفاء بجهوزية تامة لإطفاء الحرائق.

المصعد ضروري
وحول نظام ضابطة البناء بيّن المهندس أحمد أسعد، رئيس الدائرة الفنية بالمجلس، أن المدينة لا تقوم بإفراز البناء طابقياً قبل حضور الكشف من قبل لجنة مشكّلة لهذا الغرض، ومنذ عام 2007 نطبق شروط الإكساء للأبنية قبل إفراز البناء الطابقي، وفي عام 2018 أخذ مجلس المدينة قراراً بتضمين نظام البناء التفصيلي شروط الإكساء قبل الإفراز الطابقي، وهو حالياً قيد العرض على اللجنة الإقليمية، موضحاً أن وجود مصعد للبناء ضروري، وإن كان مؤلفاً من طابق أو اثنين لضرورته عند استكمال البناء، ولاسيما أن النظام يسمح ببناء أربعة طوابق، مشيراً إلى تعميم وزارة الدفاع منذ أكثر من ثلاث سنوات بالتأكيد على الملاجىء في كل أبنية المدينة. وحول منح تراخيص مع قصور الخدمات قال أسعد: لا نستطيع منع أي مواطن من ترخيص بناء ضمن المخطط التنظيمي، والخدمات تتبع البناء تباعاً، مشيراً إلى أن 80% من المناطق مخدمة.

دراسات منجزة
ورداً على سؤالنا حول قصور إعداد الدراسات للمشاريع اللازمة من قبل الفنيين في مجلس المدينة، أشار سويدان إلى أن المجلس وضع خطة للعمل، وتمت إحالتها إلى الدائرة الفنية لإعداد كلف تقديرية للمشاريع الموضوعة في الخطة، وستقوم الدائرة الفنية بإعداد الدراسات للمشاريع الواردة في الخطة، وأنجزت البعض منها حالياً، مبيّناً أنه تم إعداد دراسة لشارع الباسل، ودراسة استملاكات لشوارع في المدينة، ودراسة أضابير استملاكات، ورفعها للوزارة، ويقوم المجلس بدراسة شق شارع الكنار والكروان، وهي قيد التدقيق مع الخدمات الفنية، وحالياً يتم إجراء دراسة ورفع طبوغرافي للصرف الصحي لتجمع حي معمل الحرير، والجهة الشمالية الغربية من المدينة، والمنطقة الصناعية، لافتاً إلى أن الرفع الطبوغرافي لحديقة 8 آذار تحت الكورنيش أنجز قبل عطلة عيد الفطر، وريثما تنتهي الدراسة، ويتوفر الاعتماد اللازم، تكون بالخدمة.

دارين حسن