رياضةصحيفة البعث

حصاد مخيّب

لم يكن هذا الموسم موفقاً كغيره من المواسم السابقة بالنسبة للرياضة الحلبية، فحصدت فشلاً ذريعاً، وغابت عن البطولات والتتويج، فنادي الحرفيين هبط إلى الدرجة الأولى، وكرة الحرية فوتت فرصة العمر وخسرت الفاصلة، وبقيت في الأولى لعام إضافي، والكرة الاتحادية خرجت من مولد الدوري والكأس بلا حمص، وبقي نادي الجلاء وحده في ساحة المنافسة السلوية يحاول جاهداً استعادة أمجاده وبطولاته، وتعويض ما خسرته الرياضة الحلبية هذا الموسم.

لا ندري حقيقة ما هي الأسباب وراء هذا الإخفاق المتتالي والمتراكم، فهل المشكلة تكمن في ضعف الإمكانات والخبرة الفنية، أم أن المشكلة تتمثّل في سوء التحضير والإعداد، أو في ضعف الإدارة، وغياب التخطيط الممنهج والمدروس؟ وفي الحالات كافة نجد أن ما تعانيه الرياضة الحلبية، ورياضة الأندية على وجه التحديد، من مشكلات فنية وتقنية ومالية واستثمارية يستوجب على عجل إعادة النظر كلياً في الهيكلية الإدارية والفنية للأندية، خاصة أنها مقبلة على مرحلة جديدة، وربما تكون حاسمة ومفصلية لجهة إجراء الانتخابات، والتحضير لمنافسات الموسم القادم.

أمام هذا المخاض العسير- إن صح التعبير- الذي تعيشه الرياضة الحلبية منذ وقت ليس بقصير، يرى بعض المتابعين والمهتمين أن الوقت حان لإحداث تغيير جوهري وملموس في الحالة الرياضية وعلى نحو يتيح المجال للاستفادة ما أمكن من خبرة الكوادر والكفاءات المبعدة قسرياً عن الواجهة الرياضية، وزج الشباب في معترك العمل، وتوظيف إمكاناتهم وحماستهم واندفاعهم في رسم مستقبل هذه الأندية، وبما يضمن استقرارها إدارياً وفنياً، والعودة السريعة إلى سكة الانتصارات والبطولات.

الرياضة الحلبية، في ضوء انتكاساتها وحصادها المخيّب، أكثر ما تحتاجه خلال هذه المرحلة تحديداً هو التحلي بالجرأة والشجاعة في اتخاذ القرار المناسب، ووقف التسابق المحموم لاقتسام كعكة الأندية التي باتت على مائدة كل من هب ودب من داخل وخارج الوسط الرياضي، فهل سنرى تدابير وإجراءات تصوب مسار الرياضة الحلبية، أم أن الوضع سيبقى على حاله المترهل والمأزوم؟.

معن الغادري