صحيفة البعثمحليات

استعداداً للموسم القادم.. البدء بغربلة البذار وتعقيمه وعدم التعاون يربك “الإكثار”

 

حماة– محمد فرحة
ما إن أشرفت عملية استلام محصول القمح من المزارعين المتعاقدين حتى بدأ فرع إكثار حماة بغربلة ما تمّ استلامه من مزارعي حماة ومن المحافظات الأخرى، تمهيداً واستعداداً ليكون جاهزاً عند موعد زراعة القمح مع نهاية هذا العام ومطلع العام القادم.
لكن عدم تعاون الأطراف الأخرى المعنية يربك المؤسسة العامة لإكثار البذار لجهة عدم اتساع مستودعاتها لتخزين كامل ما تمّ استلامه ووضع الكميات المغربلة والمعقمة جانباً، ووضع الكميات غير المغربلة في مكان آخر، وفقاً لحديث المهندس عبد الغني الأسود مدير فرع إكثار حماة.
وأضاف: لقد طالبنا المصارف الزراعية بحماة باستلام جزء من حاجتها من القمح المغربل، ليكون تحت متناول اليد مع بداية الموسم الزراعي لكن دون جدوى حتى الآن، حتى لا نقع في إشكاليات كالتي وقعت العام الماضي، ما أوقعنا في حيرة من أمرنا لمن نرسل البذار ولأي محافظة من المحافظات، فحدث ما حدث واتُهمت المؤسسة بالتقصير!.
وراح الأسود يتحدث بلغة الأرقام مشيراً إلى أنه في العام الماضي تمّ استلام 7250 طناً من القمح، في حين تمّ هذا العام استلام 19 ألفاً و400 طن حتى الآن بموجب عقود موقعة مع المزارعين، يقابلها استلام 6 آلاف طن من الشعير و800 كيلو، غير أننا أخطرنا الجهات المعنية بكتب رسمية بضرورة مساعدتنا واستلام بعض الكميات من هذا البذار ووضعه تحت الجاهزية لحين الطلب، لكن لم يتعاون معنا أحد باستثناء مصرف زراعي محردة.
في الطريق من مقر فرع إكثار بذار حماة إلى كفر بهم مكان عمليات الغربلة لم ينقطع حديث مدير إكثار بذار حماة عن أهمية غربلة البذار وتنقيته جيداً وتعقيمه، كي لا يحدث ما حدث قبل سنوات، لكن ما يعكّر صفو العمل واندفاع العاملين في مجال الغربلة هو عدم تعاون المصارف الزراعية معنا.
المهندس أحمد ديوب رئيس مركز الغربلة في كفر بهم قال: العمل هنا مستمر على مدار الأربع وعشرين ساعة دون توقف، بهدف الانتهاء من كامل البذار التي تمّ استلامها وتعقيمها ووضعها في مستودعات خاصة وفقاً للشروط الفنية الخاصة بها. وأضاف: إن عملية الغربلة هذه ستستمر لغاية شهري تشرين الأول والثاني القادمين، رغم كل الصعوبات الفنية التي تحدث بين الحين والآخر، لكن جهوزية الفنيين تساهم إلى حدّ كبير في رفع وتيرة العمل، منوهاً بأنه يتمّ غربلة 150 طناً يومياً، ما يعني شهرياً ما بين الأربعة والخمسة آلاف طن ونيف شهرياً.
باختصار.. ما يجري في مجال غربلة وتنقية البذار من كل الشوائب عمل مضنٍ وغاية في الصعوبة، حيث يتطلّب من العاملين فيه الصعود والهبوط عشرات المرات على أدراج حلزونية من مكان إفراغ الحبوب إلى الطابق الرابع وصولاً إلى مستودعات التخزين، ومن الأثر الجميل الذي شاهدناه هو نظافة البذار من حبات الشعير والشوائب الأخرى، ما يشي بأن بذار العام القادم خالٍ من حبات الشعير.