الصفحة الاولىصحيفة البعث

لافروف يفضح نفاق الغرب: حول كورونا إلى أداة لمعاقبة معارضيه

فضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سعي الدول الغربية لتحويل جائحة فيروس كورونا أداة لمعاقبة بعض الدول والحكومات المعارضة لسياساتها، وكشف نفاقها وأنانيتها في منع الدول المتضررة من طلب مساعدة روسيا، فيما انتقد غينادي غاتيلوف، ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، استمرار دول الغرب في تسييس قضايا حقوق الإنسان بهدف الضغط على بعض الدول.

وكتب لافروف، في مقال بصحيفة “غلوبال تايمز” الصينية أمس الخميس، “لم يكن الجميع مستعدين لاختبار الوباء. فحتى في الظروف الحالية، عندما بدأ التحدي العالمي يتصاعد، ما أجبرنا على نسيان التناقضات على الأقل لفترة من الوقت، عادت الأساليب المفترسة إلى عقوهم”.

وأعرب الوزير لافروف عن اعتقاده بأن الوباء أظهر للعالم عدداً من أمثلة الافتقار إلى الإنسانية. ورأى أن هذا العجز ناتج عن “الأنانية المستعصية لدى عدد من الدول ونخبها الحاكمة”. وأوضح أن الأمر يتعلق بأولئك الذين يتغنون بالقيادة الأخلاقية والتقاليد الديمقراطية، ولكن في الواقع “يتجاهلون القواعد الأولية للآداب والقيود الأخلاقية ويأخذون في التصرّف وفقاً لقانون الغاب”.

وكمثال على ذلك، استشهد وزير الخارجية الروسي بمحاولات إلقاء اللوم على انتشار الفيروس التاجي على الصين، وكذلك التكهنات المتضاربة حول جدوى وهدف المساعدة الروسية لعدد من البلدان بناء على طلب حكوماتها، وأوضح: “لقد وصلت الأمور إلى حد توجيه اتهامات سخيفة ضد روسيا تدعي رغبتها في استخدام المساعدة الإنسانية والطبية من أجل تعزيز نفوذها الجيوسياسي”، وأضاف: “لقد مارسوا الحظر المهين لمنع بعضهم البعض من طلب المساعدة الطبية والإنسانية من روسيا، وهذا الأمر يتعارض مع أبسط المعايير الدبلوماسية الأساسية، وغضّوا النظر عن مدى خطورة الوضع”، وأردف:”النتيجة  أن التضامن الأوروبي الأطلسي، سيئ السمعة، أغلى عندهم من حياة وصحة عشرات الآلاف من المواطنين العاديين”.

وشدّد لافروف على أن بعض البلدان تحاول الاستفادة من الوضع الحالي لممارسة “لعبة الاحتكار”، وتعزيز المصالح الضيقة الأفق، وتسوية الحسابات مع المنافسين الجيوسياسيين”، وأشار إلى أن الوباء فاقم الاتجاهات السلبية السائدة وراكم التناقضات. وهكذا، أضيفت إلى العواقب الطبيعية الحتمية، التي أثارها انتشار الفيروس التاجي، مسألة عدم قدرة البشرية، أو بالأحرى جزء معين منها، على التخلي عن التفكير بروح “الصديق أو العدو” حتى في ظروف المصائب العامة وهذا “من صنع الإنسان”.

وخلص لافروف للتساؤل:”ماذا يمكن أن يكون، إذا لم يكن تسييس القضايا الإنسانية والرغبة في استخدام جائحة كورونا لمعاقبة الحكومات غير المرغوب فيها، تفسير إحجام عدد من الدول الغربية عن التخلي عن تطبيق القيود الاقتصادية الأحادية على دول العالم النامي – على الأقل حتى التطبيع الوبائي العالمي، رغم تغنيها كثيراً بضرورة احترام حقوق الإنسان؟”، وأضاف: بعد كل شيء، ووفقاً للأمم المتحدة، “فإن مثل هذه العقوبات، التي تقيد قدرة المواطنين العاديين على ممارسة حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، تعقّد بشكل خطير جهود حماية الصحة العامة وتضرب الطبقات الشعبية الأكثر ضعفاً والأقل حماية”.

من جانبه، انتقد غينادي غاتيلوف ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف استمرار دول الغرب في تسييس قضايا حقوق الإنسان في ظروف انتشار جائحة كورونا بهدف الضغط على بعض الدول.

وقال غاتيلوف في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: إن جائحة كورونا سلطت الضوء على قضايا خطيرة في مجال حقوق الإنسان، مضيفاً.. إن فيروس التسييس مازال يؤثر في الجهود الدولية الرامية لحماية حقوق الإنسان وذلك في ظل مواصلة الدول الغربية مساعيها لاستخدام حقوق الإنسان كأداة للدفع قدماً بأجنداتها السياسية.

وأكد غاتيلوف ضرورة أخذ مواقف جميع البلدان في الاعتبار لضمان قدرة الأمم المتحدة على تعزيز حقوق الإنسان بشكل فعال في العالم، مضيفاً.. إلا أننا ولسوء الحظ لا نرى مثل هذه المبادرة في أنشطة هيئات حقوق الإنسان الأممية وكل ما نراه هو محاولات لاستغلال هذه القضايا كأداة ضغط على بعض الدول.