صحيفة البعثمحليات

تحديث وثائق السياسة السكانية وتعزيز دور الجامعة في أهداف التنمية المستدامة

دمشق – ميس خليل
في إطار خطة التعاون المشتركة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2019 والتحضير للتقرير الوطني الذي سيقدم في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والذي ينعقد في نيروبي بمناسبة مرور 25 عاماً على انعقاد مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية عام 1994، أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان ورشة عمل حوارية مع ممثلي الجامعات وكلياتها المعنية حول تعزيز دور الجامعة في تحقيق أهداف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وترابطه مع أهداف التنمية المستدامة.
وتحدث الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة أن الهيئة تستمر في هذا العام بالتعاون مع عدة جهات بتحديث وثائق السياسة السكانية بحيث تم إنجاز العام الماضي وثائق السياسة السكانية الخاصة بمحافظات حمص ودمشق والسويداء وطرطوس، وتتابع الهيئة تحديث الوثائق الخاصة بباقي المحافظات.
والمقصود بتحديث الوثائق معرفة الفجوة التي أحدثتها الحرب بالمؤشرات الديمواغرافية، والعمل على تلافيها عبر خطط تدخلية، ليتم في منتصف العام القادم صياغة هذه السياسة بعد تعثر العمل بها خلال سنوات الحرب لتكون جزءاً من برنامج سورية ما بعد الحرب الذي تعده هيئة تخطيط الدولة، مشيراً إلى أنه في إطار البرامج التي سيتم العمل على تنفيذها هذا العام التوجه لتنفيذ ورشات توعوية خاصة ببعض الظواهر التي ازدادت خلال الأزمة، مثل الزواج المبكر وعمالة الأطفال والتسول بغية محاصرة هذه الظواهر وإيجاد حلول لها، بالإضافة إلى إنجاز دراسة عن التبدلات التي حدثت خلال الحرب ومحاولة ردم الفجوات فيها، ووضع سياسة متكاملة للعمل عليها في الفترة القادمة.
وأكد القش أهمية مشاركة جميع القطاعات والجهات الحكومية في تنفيذ السياسة السكانية، ولعل قطاع الجامعة من أهم القطاعات التي ستساهم في تنفيذها، وعليه فإنه لابد للجامعات والكليات السورية من أن يكون لها دور كبير في تعزيز التنمية المستدامة لما تمتلكه من عوامل التنمية البشرية والمجتمعية والاقتصادية في عصر التطور المعرفي والتكنولوجي، فالتنمية هي التي تزيد من القدرة المعرفية ومقدرة الابتكار ومقدرة الاكتشاف والتميز.
وأشار كارن ديدوريان ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية إلى أن هدف الورشة إلقاء الضوء على أهداف التنمية المستدامة وربطها بالمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وهذا المؤتمر كان بمثابة حجر الأساس الذي نظم لمنظمة الأمم المتحدة للسكان إطار العمل في كل بلد، منوهاً إلى أن الصندوق يعمل على هدفين أساسيين، وهما الحصول على حقوق الصحة الإنجابية والجنسية والمساواة بين الجنسين، وهناك تنظيم دائم مع شركائنا في سورية لإقامة ورشات عمل بهدف التعريف بأهداف التنمية المستدامة والمؤتمر الدولي للسكان والتنمية.
وبين ديدوريان أن أهداف التنمية المستدامة هي إطار عالمي، وسورية جزء من هذا الإطار، ونحن بحاجة لأن نعمل سوية معها لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ولابد من تكاتف جميع الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، وهذه النقاشات التي دارت بعدة ورشات عمل وتستمر ستكون فرصة مهمة للشركاء لتفهم كيفية المساهمة وتطوير هذه الأهداف، والعمل بشكل جماعي لمواجهة التحديات التي تواجه سورية بعد 8 سنوات من الحرب.