الصفحة الاولىصحيفة البعث

المقاومة اللبنانية تكرّس معادلة ردع جديدة وتسقط مسيّرة إسرائيلية في خراج بلدة رامية

كرّست المقاومة الوطنية اللبنانية معادلة ردع جديدة، إذ تصدّى مقاوموها لطائرة إسرائيلية مسيرة بالأسلحة المناسبة، وتمّ إسقاطها في خراج بلدة رامية اللبنانية الجنوبية، معلنة أن الطائرة أصبحت في يد المقاومين.

وكانت طائرتا استطلاع معاديتان سقطتا على الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت في الخامس والعشرين من آب الماضي، وردّت المقاومة اللبنانية على الاعتداء عبر تدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق مستوطنة أفيفيم شمال فلسطين المحتلة، قرب الحدود مع لبنان، وقتل وأصيب من فيها، وذلك بعد أيام من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما حدث من استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت أمر خطير جداً ولن يمر مرور الكرام، مشدّداً على أنه منذ الآن سيتم التصدي للطائرات المسيرة الإسرائيلية عندما تدخل لبنان والعمل على إسقاطها.

إلى ذلك، أكد وزير الشباب والرياضة اللبناني محمد فنيش ضرورة عدم إعطاء العدو الإسرائيلي الفرصة للقيام بالاعتداء على لبنان، مشيراً إلى أنه لدى المقاومة القدرة والجهوزية لتثبيت معادلة ردع العدو، وأضاف: “رد المقاومة على الاعتداء الإسرائيلي الأخير جاء لمصلحة لبنان لئلا نسمح للعدوان بتغيير قواعد الاشتباك ويعيدنا إلى مرحلة ما قبل عصر الانتصارات عندما كان يستبيح أرضنا ويهدد أمننا ويستهدف مرافقنا”، وأكد أن ما تقوم به المقاومة هو لمصلحة لبنان وسيادته.

وتابع: “علينا ألا نشكّك بدوافع المقاومة التي حمت لبنان وكرّست معادلة، يصفها البعض بالماسية أو الذهبية، وهي معادلة شعب وجيش ومقاومة”، مشدداً على أنه لا يمكن لأحد التشكيك في مشروعية المقاومة.

وأشار فنيش إلى أن المقاومة غيّرت موازين القوى ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة، حيث بات هناك محور يمتد من إيران إلى العراق إلى سورية إلى لبنان ففلسطين، في وقت تنصب كل الجهود من أجل أن تنسى الأمة مقدساتها في فلسطين وخطر المشروع التوسعي للكيان الصهيوني، لافتاً إلى سعي بعض الأنظمة العربية لمحاصرة المقاومين والأحرار والشرفاء من أجل تطبيع العلاقات مع هذا الكيان لتمرير ما يسمى “صفقة القرن”.

وفي السياق نفسه، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، أن المقاومة لن تسمح بعد اليوم لكيان الاحتلال الإسرائيلي باستباحة السيادة اللبنانية، وأشار إلى أن المقاومة التي فرضت معادلة توازن الردع مع العدو الصهيوني منذ العام 2006 تستطيع أن تلزمه بالعودة إليها، مشدّداً على أنها لن تسمح للعدو أن يستبيح أرض أو سماء لبنان.

بدوره أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ابراهيم الموسوي أن إسقاط المقاومة الوطنية اللبنانية طائرة مسيّرة إسرائيلية في جنوب لبنان إنجاز نوعي جديد لها، فيما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: إنه “بعد العملية النوعية للمقاومة لم يعد من السهل على “إسرائيل” العدوان على لبنان لأنها باتت تعرف أن المقاومة لن تسكت عن أي عدوان وسترد في العمق الإسرائيلي ومن أي نقطة بعدما سقطت الخطوط الحمراء أمامها”. وأشار دعموش إلى أن خيار المقاومة أعطى الأمة العربية العزة والعنفوان والنصر والقوة وفرض معادلات الردع وقيد هذا الكيان الغاصب ولا سيما في لبنان.

من ناحيته أشار أمين عام رابطة الشغيلة في لبنان زاهر الخطيب إلى أنه بفضل ما تمتلكه المقاومة من الإيمان والعقيدة والمهارات والعقول المبدعة فإن لبنان بات محمياً من الاعتداءات الإسرائيلية، وقادراً على ردع العدو الصهيوني، وإفهامه أن زمن عربدته في سماء لبنان قد ولّى إلى غير رجعة، وأن معادلة ردع المقاومة تطوّرت وباتت تشمل الجو والبر والبحر، وأوضحت أن إسقاط المقاومة الطائرة الإسرائيلية يؤكّد أن سماء لبنان ستكون محرّمة على العدو، مضيفة: إنه بهذه العملية كرّست المقاومة الباسلة معادلة ردعها الجديدة حيث انتهى الزمن الذي تعتدي فيه “إسرائيل” ولا تتلقى ردّاً.