زواياصحيفة البعثمحليات

شراكة ولكن ؟!

 

أشرنا سابقاً إلى وجود مؤشرات مرضية ومتنامية في مجمل المشاريع الجاري تنفيذها في حلب والتي تأخذ الطابع التنموي والاستراتيجي، وفي المقابل نجد أن هناك مؤشرات منخفضة جداً في بعض المشاريع التي تكتسب ذات الأهمية في المدينة والريف، ومرد ذلك تباطؤ العمل الإنشائي في العديد من مواقع وجبهات العمل لأسباب عدة، يأتي في مقدمتها عدم القيام بالواجب الوظيفي والمهام المنوطة بالشكل المطلوب والذي ينسجم مع الخطط والإمكانات المتاحة.
يبرر البعض هذا التقصير والتراجع لعدم توفر الإمكانات المطلوبة لإنجاز هذه المشاريع ضمن المعايير والمدد الزمنية المحددة من يد عاملة وتمويل مالي منتظم، يضاف إلى ذلك جملة عوامل تقنية، أبرزها قدم التجهيزات والآليات المستخدمة والتي تكلف المؤسسات والشركات الإنشائية مبالغ كبيرة وخيالية لإعادة صيانتها وإصلاحها بشكل يومي ودوري، وهي تعادل ثمنها الحقيقي أو أكثر في حال شراء بدل عنها وبمواصفات فنية أفضل، وهي معضلة حقيقية تتطلب معالجة فورية لإيقاف الهدر الحاصل والتقليل من الإنفاق على آليات مهترئة منتهية الصلاحية تستنزف ميزانيات المؤسسات والشركات الإنشائية سنوياً بمبالغ خيالية تعادل على سبيل المثال قيمة ترميم وتأهيل عشرات المدارس المتضررة والتي ما زالت حتى اللحظة خارج الخدمة لعدم توفر الاعتمادات المالية المطلوبة.
وفي الإطار ذاته ثمة الكثير من الإشارات غير الواضحة عن ماهية ودور الهيئات والجهات الخاصة والمتعهدين، وقانونية وشرعية شراكتهم المخفية مع القطاع العام ضمن مشروع إعادة الإعمار، وهل حققت هذه الشراكة ما هو مطلوب حتى الآن، ونجحت في جسر هوة الإمكانات التي باتت شماعة نعلق عليها تقصيرنا وأخطاءنا، وهنا نتحدث عن عشرات العقود والمشاريع غير المكتملة التي تم إلزامها مؤخراً للمتعهدين والتي تفوح منها روائح صفقات مشبوهة كشفتها قيمة العقود المالية ورداءة التنفيذ، وهو ما يدعونا إلى تجديد المطالبة بتشكيل هيئة فنية عليا متخصصة للتدقيق في مجمل العقود المنفذة المستلمة والتي ما زالت قيد الإنجاز، والتأكد من مطابقتها لشروط ومواصفات دفاتر الشروط والعقود المبرمة، وعدم صرف الكشوفات المالية إن لم تكن متوافقة ومطابقة لأدق التفاصيل، وتحديداً بما يتعلق بجودة التنفيذ ميدانياً وليس على الورق وحسب.
ختاماً: لا شك أن الشراكة بين القطاع العام والخاص مهمة ومطلوبة في هذه المرحلة الدقيقة، إلا أن الأهم هو أن تتسم هذه العلاقة بالوضوح والشفافية لتكون أكثر فعالية وإنتاجية بعيداً عن الغمز واللمز والشبهات.
معن الغادري