ثقافةصحيفة البعث

حفل توزيع جوائز وزارة الثقافة وتكريم الفائزين

أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب أمس وضمن فعاليات يوم الثقافة حفل توزيع جوائز وزارة الثقافة للرواية- الترجمة-الشعر- القصة القصيرة الموجهة للطفل- فن اللوحة الموجهة للطفل) وتم خلالها تكريم الفائزين وتكريم أعضاء لجنة التحكيم في مكتبة الأسد الوطنية.

مؤشر ثقافي

وأوضح د ثائر زين الدين مدير الهيئة أن الكتابة هي الفعل الإنساني الأرقى في حياة الكائن البشري والاكتشاف الأعظم في سيرورة وجوده، ولقد قدر لهذا الكائن أن يحفظ ما كتبه في كتب تطورت عبر التاريخ وصولاً إلى الكتاب الورقي فالإلكتروني والناطق، وهذه الرؤيا الخلابة لفعل الكتابة كانت الدافع الرئيسي اليوم في إحداث الجوائز المخصصة  للكتابة وفي منحها ولقد عرف المشهد الثقافي السوري عدداً غير قليل من الجوائز الأدبية المهمة قبل أن تندلع حرباً جهنمية، لكن البلاد استجمعت أنفاسها وعادت وأطلقت مجموعة من الجوائز تمثل مؤشراً دالاً على حراك ثقافي يسهم في خلق بيئة ثقافية إبداعية معافاة وتقدم أصواتاً جديدة للساحة الأدبية، مبيناً أن الهيئة استقبلت النصوص واللوحات منذ الشهر الثاني لهذا العام وطرحتها بين أيدي لجان التحكيم الذين تم اختيارهم من النخبة التي التزمت الانحياز إلى فنيات الكتابة والجمال الأدبي والفني.

من جانبه أشار الأديب صلاح صالح عبر كلمة لجنة تحكيم جائزة حنا مينه للرواية أن أمانة الجائزة  تلقت وفرة من المدونات السردية المحكومة بتفاوتاتها الخاصة والتي بدت في نتائج المسابقة أقل حدة من التفاوت القائم في النصوص المدونة، لذلك اعتمدنا المتوسط الحسابي للعلامات لدى كل محكم فكانت النتائج بمنح الجائزة الأولى لرواية “الشيخ والفول”، والثانية “هبوب السموم” والثالثة “تشالما الطريق والذكريات” وقد حظيت النصوص الفائزة بما يشبه الإجماع النقدي وكانت المعايير المعتمدة هي الأسس الفنية الخاصة بفن الرواية، وأوضح توفيق الأسدي عبر كلمة لجنة تحكيم  جائزة سامي الدروبي للترجمة أن اللجنة درست الأعمال المقدمة وهي 14 عملاً وتوصلت إلى قرار بمنح الجائزة الأولى لمحمد دنيا عن ترجتمه “حكايات من الليل الإغريقي” عن اللغة الفرنسية والتي تميزت بالرشاقة والقدرة على نقل المضمون بأمانة، والثانية  للدكتور غسان السيد عن كتاب “النقد الأدبي في فرنسا” عن اللغة الفرنسية وكان هناك جهد واضح في الترجمة وصياغة عربية سليمة، أما الجائزة الثالثة فذهبت لكتاب “عجائب الدنيا 366 أعجوبة وأكثر” للمترجم همام زينة باللغة الإنكليزية والذي تميز بالدقة والسلامة.

معايير دقيقة

من جهته بيّن د. راتب سكر في كلمة لجنة تحكيم جائزة عمر أبو ريشة للشعر أن لجنة التحكيم توقفت على عتبات الشعر في توقها إلى الأجمل والأنقى وتنوعت روائز تقدير النصوص الأدبية متأثرة بخصوصية الجنس الأدبي الذي تنتمي إليه، خاصة أن المكونات الفنية والجمالية للشعر هي المكون الفكري والوجداني والتخيلي واللغوي، لافتاً أنه هيمنت على القصائد الفائزة والمنوه بها هواجس القلق والانتماء الإنساني  إلى الوطن وقد منحت الجائزة الأولى لـ “خواطر كأسين” لزاهر قط، والثانية “بانوراما الحرب” لبشار عريج، والثالثة “السندباد لسامر محمد، ونوهت اللجنة بقصائد أخرى، وأشار الشاعر قحطان بيرقدار من خلال كلمة لجنة تحكيم جائزة القصة القصيرة الموجهة إلى الطفل إلى أن القصة هي الجنس الأدبي الأثير لدى الطفل نظراً لما تقدمه من تشويق وإثارة ومشاهد حركية واختزال للحياة وصورها وقيم تربوية عدة، من هنا تأتي جائزة القصة القصيرة الموجهة للطفل تشيجعاً للتنافس بين أدباء الأطفال على تقديم أفضل النصوص القصصية للأطفال ولاكتشاف الأصوات الجديدة التي لم تأخذ حقها في الانتشار، وتعزيزاً للدعم النفسي والاجتماعي لأطفال سورية، وقد شارك في المسابقة مايزيد عن خمسين نصاً قصصياً عرضت على لجنة متخصصة  بناء على أسس منهجية دقيقة مع مراعاة المستوى الفني واللغوي والفكري وجماليات الكتابة، وأعطيت المركز الأول لقصة “النظارة السحرية”، وقصة “حكاية شجرة” وكل منهم موجه إلى فئة عمرية مختلفة، وتحدثت الفنانة لجينة الأصيل عبر كلمة لجنة تحكيم جائزة ممتاز البحرة لفن اللوحة الموجهة للطفل قائلة: يسعدني أن أتكلم من هذا المنبر عن حلم دافعت عنه طويلاً وكرست لتحقيقه خمسين عاماً من العمل والتطوير، وهو “اللوحة في كتاب الطفل” وأرى الآن أن الحلم يتحقق بفضل عقول وأيد مبدعة تعمل بجهد وشغف ليس لهما مثيل وأمامنا براعم مزهرة لجيل يحترم الطفل ومايقدم له، مبينة أن الجائزة الأولى ذهبت إلى لينا نداف، والثانية إلى  دعاء الزهيري، والثالثة مناصفة بين نايا الخوري وعدوية ديوب. وفي الختام تم تكريم الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم.

لوردا فوزي