صحيفة البعثمحليات

استقرار كبير في منظومة المياه تنفيذ عشرات المشاريع الحيوية في حلب وريفها

 

 

حلب – البعث
كان طبيعياً أن يكون التوجه الحكومي عقب تحرير حلب من الإرهاب قبل ثلاث سنوات من الآن نحو تعزيز صمود المدينة من خلال توفير مقومات الحياة، ووضع الخطط والبرامج التنموية موضع التنفيذ للتخفيف من آثار وتداعيات الحرب الإرهابية المدمرة، وفي الواقع جاءت الخطوات مدروسة ومتسارعة ضمن مشروع إعادة الإعمار والبناء، وبالرغم من كل المعوقات والتحديات نجحت الجهود الحكومية والأهلية في تسريع إنجاز العشرات من المشاريع الخدمية والصناعية والاقتصادية والإنتاجية؛ ما ساهم في تعافي المدينة وعودة نبض الحياة لها تدريجياً.
وفي العودة قليلاً إلى سنوات الحرب والحصار الذي عانته حلب من قبل الإرهابيين نستذكر ما عانته المدينة من تخريب وتدمير ممنهج لمنظومة مياه الشرب في محاولة لإخضاع أهل المدينة، ونستذكر أيضاً قطع المياه عن المدينة لمدة ستين يوماً متواصلة، ومع ذلك صمدت المدينة وتحدت الإرهاب وانتصرت عليه في نهاية المطاف بتلاحم أبنائها مع أبطال الجيش العربي السوري.
اليوم وبالتزامن مع ما تعيشه حلب من احتفالات حلب بالذكرى الثالثة لانتصارها على الإرهاب تزداد وتكبر التحديات للانتقال إلى مرحلة البناء الاستراتيجي من خلال استكمال المشاريع الجاري إنجازها، وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والحيوية في المدينة والريف والتي من شأنها أن تحقق الاستقرار المجتمعي وتدفع بالعملية الإنتاجية نحو رفع مؤشرات ونسب النمو في كافة المجالات.
في محطتنا التالية نسلط الضوء على ما أنجز من مشاريع مائية أنهت بشكل كبير أزمة مياه الشرب التي لطالما عانت منها المدينة خلال السنوات السابقة. المهندس يوسف كردية المدير العام لمؤسسة المياه في حلب يشير إلى أن حجم الأضرار التي لحقت بمكونات المؤسسة جراء الإرهاب لم تحبط من عزيمة كوادر وعمال المؤسسة الذين عملوا بإخلاص، وكانوا بحق الجيش الخدمي الرديف لجيشنا البطل، وبالتالي نجحوا في إعادة تأهيل وصيانة خطوط الشبكة ومحطات الضخ، وكان للدعم الحكومي ولوزارة الموارد المائية الأثر الكبير في تسريع إنجاز المشاريع الحيوية التي أسهمت في استقرار منظومة المياه بحلب، وإيصال مياه الشرب إلى كامل المدينة وإلى أجزاء كبيرة من الريف، وفي التقليل من ساعات التقنين.
ومن أهم المشاريع التي أنجزتها المؤسسة مؤخراً مشروع إدخال محطة ضخ جديدة، وهي عبارة عن ( 4 ) مضخات استطاعة كل مضخة / 4500/ متر مكعب في الساعة؛ مما يزيد من كمية الضخ إلى المدينة بمقدار / 350000 / متر مكعب يومياً، ويتم الاستجرار منها حالياً بمقدار/ 100000 / متر مكعب لتعويض الاستهلاك المتزايد للمياه، كما تم وضع / 3 / مجموعات توليد ديزل في المحطة، استطاعة كل واحدة / 2 / ميغا لتشغيلها عند انقطاع التيار الكهربائي وفي الحالات الطارئة.
ومن المشاريع الحيوية أيضاً يضيف المهندس كردية إنجاز مشروع إرواء منطقة مسكنة غرب، وإرواء / 40 / قرية محيطة بها، وتم إنشاء مأخذ مائي جديد، وإعادة تأهيل محطتي التصفية والضخ وشبكات المياه المخربة، وبموازاة ذلك تقوم المؤسسة بتنفيذ أعمال توسيع شبكة المياه في بلدة نبل في الريف الغربي، وقد تم إنشاء خزان عالٍ مع شبكة المياه في حي الروضة في نبل، وبناء خزان عالٍ في حي الجمعية في نفس البلدة، بالإضافة إلى حفر آبار في قرية الزهراء المجاورة لمدينة نبل.
وعلى صعيد الريف أوضح المهندس كردية أنه تم تأمين مياه الشرب إلى أكثر من / 52 / قرية في الريف الشرقي، وتنفيذ مشروع مسكنة شرق الذي يروي ما يقارب / 45 / قرية، وإرواء حوالي / 60 / قرية من مشاريع / أم خرزة وأم خروع والمزبورة وعين البيضة /، كما قامت المؤسسة بتأهيل قسم كبير من شبكات مياه الريف الشرقي، والعمل مستمر لتنفيذ المزيد من المشاريع في مختلف المناطق والقرى. كما قامت المؤسسة بتأمين مياه الشرب لقرى وبلدات / تل رفعت – دير جمال – فافين – كفر ناصح – عقيبة – أبين – التنب والزهراء / من خلال تجهيز آبار ارتوازية لكل قرية، وتمت معالجة التسريبات في مركز ضخ غديني عشيني وتركيب.