اقتصادصحيفة البعث

الإطار الوطني للتخطيط يلحظ محور النقل والعمل على استعادة مكانة سورية في المنظومة الإقليمية

 

دمشق – محمد زكريا
اعتمدت الرؤية التوجيهية لمحور النقل ضمن مشروع الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي على تحقيق رؤية البحار الخمسة من خلال إبراز موقع سورية الجغرافي كعقدة نقل ومواصلات بين القارات عبر شبكات النقل وبناها التحتية، وبما يؤمّن الاتصال مع دول الجوار وتفعيل التجارة العالمية والإقليمية، ويخدم التنمية والمحاور التنموية الرئيسية والفرعية، وبما يحقق سياسة الدولة في هذا القطاع لما لذلك من عائد تنموي اقتصادي، وذلك في إطار تخطيط إقليمي شامل وتنمية مستدامة وتوزيع عادل للثروات، الأمر الذي يضيّق الهوة بين المناطق السورية المختلفة.
وحسب نص المشروع الذي أعدّته هيئة التخطيط الإقليمي، فإن انعكاس الأزمة على البنى التحتية للنقل تتمثل بتراجع أهمية سورية في المنظومة الإقليمية للنقل كمركز ترانزيت للبضائع القادمة من أوربا عبر تركيا والموانئ السورية بحراً إلى السعودية ودول الخليج العربي والعراق، نتيجة توقف النقل عبر هذه الطرق كلياً أو جزئياً، وتضرّر البنى التحتية لقطاع النقل ولاسيما في قطاع النقل السككي وقطع الطرق والاعتداء على حافلات الركاب والشاحنات الخاصة بنقل المواد الغذائية والنفط والغاز اللازمين لتوليد الكهرباء، إلى جانب توقف بعض المطارات عن الخدمة كمطارات حلب ودير الزور والأعمال التخريبية للطرقات المؤدية إليها، إضافة إلى الخسائر المتمثلة في فوات المنفعة “تكلفة الفرصة البديلة”، فضلاً عن تخفيض الإنفاق الاستثماري، الأمر الذي ينعكس سلباً على معدلات النمو الاقتصادي. ويشير نص المشروع إلى أن محور النقل ضمن منظومة الإطار الوطني للتخطيط الإقليمي يهدف إلى الاتجاه شرقاً، وهذا يقتضي التركيز على المحاور التنموية -شرق غرب- كأولوية في المدى المتوسط وفق القرارات وتوجّهات الدولة، وإعطاء الأولوية لتنفيذ الطريق المحوري الذي يصل المرافئ السورية بالحدود العراقية والذي يجب أن يرفد بخط سكك حديدية يصل أيضاً بين المرافئ السورية والحدود العراقية، واستكمال الوصلات الدولية وخصوصاً شرقاً باتجاه العراق وإيران، كما يهدف إلى تطوير الخط رقم 10 القادم من اليونان الذي يربط ميناء فولوس بميناء اللاذقية عبر سفن الرارا دون الحاجة إلى العبور ضمن تركيا، واتخاذ إجراءات للحدّ من آثار تنفيذ الجسر السعودي المصري للوصول بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الذي من شأنه أن يؤدّي بالضرورة إلى تراجع دور الموانئ السورية في النقل الدولي والمعابر والتركيز على جذب خط الحرير القادم من الصين عبر سورية، وتحويل سورية إلى ما كانت عليه كعقدة نقل ومواصلات بين الشرق والغرب، وإعادة الإعمار في قطاع النقل كأولوية، لما لذلك من تأثير كبير في مجمل النشاط الاقتصادي.