رياضة

بعد الصافرة اللجان الفنية ومسؤولية التطوير

رغم أن اللجان الفنية تكاد تكون الحلقة الأصغر في تسلسل هرم رياضتنا إلا أنها الأكثر أهمية وفق الواجبات التي يفترض أن تقوم بها، فاللجان الفنية، ومع تبعيتها تنتظيميا للجان التنفيذية وترابط عملها مع الاتحادات، هي التي يجب أن تقود الألعاب على أرض الواقع وتشكل الأساس الذي تستند عليه بقية المفاصل.

إلا أن ما يجري فعليا معاكس تماما لما يجب أن يكون، فهذه اللجان تحولت مع مرور الزمن إلى مجرد تفصيل صغير في خضم العملية الانتخابية، وباتت مسؤولياتها منحصرة في تنظيم بطولات المحافظات – إن وجدت – أو في مرافقة فرقها في مشاركاتها في بطولات الجمهورية.

والأسباب في تراجع دور اللجان الفنية كثيرة، بدءا من اختيارها، وهي عملية غالبا ما تكون وفق رؤية رؤوساء المكاتب في اللجان التنفيذية، وذلك لضمان أصواتهم في مرحلة انتخابية لاحقة. وبالتالي فإن وجود الشخص غير المناسب في مكان يفترض أن يكون لأصحاب الاختصاص الفني وأصحاب الرؤية التطويرية سيعطي نتائج عكسية باتت واضحة للعيان.

إضافة لذلك، فإن عدم وجود استقلالية مالية أو إدارية يعد أحد أهم العوائق التي تواجه عمل هذه اللجان. وبالتالي يمكن القول أن دورها تم اختزاله، تارة من فروع الاتحاد الرياضي وتارة من اتحادات الألعاب، دون نسيان غياب التنسيق مع الأندية التي يفترض أنها المنطلق الأساس لأي لعبة.

المرحلة الرياضية الحالية مازالت في أولها، وبالتالي فإن تحديد مسؤولية اللجان الفنية وإعطاءها حقوقها وإلزامها بواجباتها مع دراسة واقع أعضائها يجب أن يحصل، وبالسرعة القصوى، لنخطو بذلك نحو تغيير الواقع المليء بالأخطاء في رياضتنا.

مؤيد البش