الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بن سلمان جثى على ركبتيه.. ترامب خيّر السعودية بين سحب جنوده أو خفض إنتاج النفط!

 

أكّدت مصادر أمريكية مطّلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدّث مع محمد بن سلمان ولي عهد النظام السعودي قبل عشرة أيام من إعلان تقليص استخراج النفط السعودي، وطلب منه تقليص استخراج النفط من أجل رفع الأسعاره العالم، في ظل انخفاض الطلب بسبب إجراءات فيروس كورونا، وهدّد بأنه إذا لم يفعل ذلك ابن سلمان فإنه سيجد صعوبة في وقف الكونغرس من تمرير قانون إخراج الجنود الأميركيين من أراضي المملكة.

وأفادت المصادر أن ابن سلمان ارتعب من التهديد، الأمر الذي دفعه لأن يطلب من مستشاريه الخروج من الغرفة، كي يتابع المكالمة على انفراد، فيما قال دبلوماسي شرق أوسطي إن احتمال فقدان الحماية العسكرية الأمريكية جعل العائلة المالكة “تجثو على ركبتيها”، وتوافق على مطالب ترامب.

وأوضحت “رويترز” إن التهديد بإنهاء “التحالف” بين البلدين، الذي صمد لـ 75 عاماً، كان في صلب حملة الضغط الأميركية التي توجّت باتفاق تاريخي لتقليص إمدادات النفط، في ظل تهاوي الطلب العالمي بسبب تداعيات فيروس كورونا.

ولخص مسؤول أمريكي الحجة التي أثيرت عبر القنوات الدبلوماسية المختلفة، قائلاً للقادة السعوديين: “نحن ندافع عن صناعتكم بينما تدمّرون صناعتنا”!

يذكر أنه في الأسبوع الذي سبق مكالمة ترامب الهاتفية مع ابن سلمان، قدّم عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، كيفين كريمر ودان سوليفان، تشريعاً لسحب جميع القوات الأمريكية وصواريخ باتريوت وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ من المملكة ما لم تخفض السعودية إنتاج النفط، وقال كريمر: إنه تحدث إلى ترامب بشأن التشريع قبل ثلاثة أيام من اتصال الأخير بابن سلمان.

وفي 3 نيسان، استضاف ترامب اجتماعاً في البيت الأبيض مع بعض من أعضاء مجلس الشيوخ. وخلال الجزء العلني من الاجتماع أخبر كريمر ترامب بأن واشنطن يمكنها استخدام مليارات الدولارات التي تنفقها للدفاع عن النظام السعودي على الأولويات العسكرية الأخرى “إذا كان أصدقاؤنا سيعاملوننا بهذه الطريقة”.

وبعد محادثته بن سلمان، أجرى ترامب اتصالاً بالرئيس الروسي، وغرّد عبر “تويتر” قائلاً: إن السعودية وروسيا ستخفّضان إنتاجهما من النفط.

وهو الإعلان الذي أيده مفوض الهيئة التنظيمية المسؤولة عن تطوير حقول النفط في ولاية تكساس الأميركية ريان ستون، الذي أعلن أنه انتهى “للتو محادثة هاتفية مع ترامب وكذلك مع ممثلي روسيا والنظام السعودي. لقد حظينا بمحادثة رائعة، وإنه لشرف عظيم لي أن أعلن أننا توصلنا إلى اتفاق رسمي”، ما يُظهر مدى التدخل الواسع الذي أجرته الولايات المتحدة لإجبار النظام السعودي على خفض الإنتاج.

وذكر الكرملين في اليوم نفسه، أن “الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي أجريا اتصالاً هاتفياً بينهما، حيث جرى خلال الاتصال تبادل وجهات النظر حول الوضع في سوق النفط العالمية”.

وخفّض النظام السعودي انتاجه النفطي، بعد الاتفاق الذي أقرته “أوبك+” في 12 نيسان الجاري، والتي خفضت بموجبه إنتاج النفط نحو 9.7 مليون برميل يومياً لشهري أيار وحزيران المقبلين.

ويتبع ترامب سياسة الابتزاز مع النظام السعودي، الذي وصفه خلال حملته الانتخابية عام 2016 بأنه “بقرة حلوب” تدر ذهباً ودولارات، وقد طالبه غير مرة بدفع الأموال مقابل تأمين الحماية، بقوله: “هناك دول غنية جداً في الشرق الأوسط لن تبقى أسبوعاً واحداً من دون حمايتنا وعليها أن تدفع ثمن ذلك”.